
كنيسة روسيا ترحب بنداء السلام من البابا الجديد: صوت يبعث الرجاء
محرر الأقباط متحدون
الجمعة ٢٣ مايو ٢٠٢٥
محرر الأقباط متحدون
في مقابلة مع موقع فاتيكان نيوز الإلكتروني تحدث المطران Nikolaj Gennadevič Dubinin الأسقف المعاون على أبرشية والدة الله في موسكو عن كيفية تلقي الكنيسة المحلية والمجتمع الروسي بصورة عامة خبر انتخاب البابا لاون الرابع عشر خلفاً للبابا فرنسيس وتوقف عند الأثر الذي تركه في النفوس نداءه من أجل السلام، مشيرا إلى أن العبارات التي تفوه بها الحبر الأعظم الجديد في أعقاب انتخابه هي بسيطة لكنها ولّدت الأمل لدى الناس.
أكد سيادته أن الكثير من المواطنين في روسيا لم يقفوا غير مبالين بكلمات البابا لاون الرابع عشر، خصوصا تلك التي تلفظ بها، من على شرفة البازيليك الفاتيكانية في الثامن من الجاري، وقد شاء أن يكرر هذا النداء، السلام'> نداء السلام، في الخطابات والعظات التي ألقاها بعد انتخابه، ما بعث الأمل والرجاء في النفوس. وتوقف سيادته أيضا عند العظة التي ألقاها البابا بريفوست خلال قداس بداية حبريته يوم الأحد الفائت، وسلط فيها الضوء على الوحدة، متلفظاً بهذه العبارة ثماني مرات، وقال الأسقف الروسي إن هذه الكلمات هي بمثابة مناشدة قوية ليس للكنيسة وحسب إنما للمجتمع كله.
تابع المطران Dubininحديثه لموقعنا الإلكتروني متوقفا عند مفاهيم أخرى ثلاثة تضمنتها عظات وخطابات البابا لاون الرابع عشر منذ انتخابه، ألا وهي: الحوار، التضامن والرسالة. وقال إنها تركت أيضا أثرها في النفوس، مشيرا إلى أنها تشكل استمرارية لحبرية البابا الراحل فرنسيس، ما يعطي دفعاً كبيراً للكنيسة المحلية ويشكل بلسماً للجراح التي خلفتها الحرب، مع العلم أن الكنيسة الروسية ما تزال تصلي سائلة الله الكلي القدرة أن تتوقف الأعمال العدائية.
وأوضح سيادته في هذا السياق أن الكنيسة الكاثوليكية في روسيا لا تنحاز مع هذا الطرف أو ذاك، خصوصا وأنها تضم في رعاياها مؤمنين ينتمون إلى جنسيات مختلفة، وثقافات وتيارات فكرية متعددة. وأكد أن الكنيسة المحلية، في خضم الأوضاع الصعبة، تقاسم الناس آلامهم ومعاناتهم، قائلا إنه من المحزن جداً أننا لا نستطيع أن نفعل شيئا من أجل تغيير مسار الأحداث، بيد أن المؤمنين يضعون ثقتهم بالروح والقدس وبالبابا لاون الرابع عشر.
بالعودة إلى اليوم الذي انتُخب فيه البابا قال الأسقف المعاون على أبرشية والدة الله في موسكو إن الكثير من المواطنين الروس، من داخل الكنيسة وخارجها، عبروا عن إعجابهم بهذا الرجل، بعد أن تركت كلماته أثرا في قلوبهم. وقال سيادته إن الكثير من الأشخاص عبروا له عن مشاعرهم هذه، مضيفا أنه تفاجئ هو أيضا، وبصورة إيجابية، عندما شاهد البابا المفعم بالحيوية والطاقة. وبدا أنه رجل يتمتع بقلب منفتح ويعرف تماما كيف بفتح قلبه للناس. وهذا أمر بالغ الأهمية من أجل تخطي جميع المخاوف.
ولفت الأسقف الروسي إلى علامة ملموسة للرجاء، ألا وهي رحلة الحج التي تقوم بها نسخة عن أيقونة القديسة مريم "خلاص الشعب الروماني" إذ تطوف حالياً على جميع الرعايا في روسيا. وذكّر بأن هذه اللوحة هي هدية قدمها البابا فرنسيس للكنيسة المحلية، بعد أن طلب منه الأساقفة علامة للتعزية والمواساة لأن العديد من المؤمنين في روسيا لن يتمكنوا من زيارة المدينة الخالدة لمناسبة السنة اليوبيلية. وذكّر سيادته أنه في ختام السنة المقدسة، ستُنقل الأيقونة إلى كاتدرائية موسكو وستُحفظ فيها.
في الختام توقف المطران Dubinin عند موضوع الأديان'> الحوار بين الأديان، الذي يشكل بعداً أساسياً لعملية بناء السلام، وتحدث عن مبادرة لافتة ألا وهي قيام مجموعة من المسلمين بترجمة الرسالة العامة Fratelli Tutti حول الأخوة والصداقة الاجتماعية، إلى اللغة الروسية، مشيرا إلى أن هذه الوثيقة أيقظت الحوار بعد أن أدرك المسلمون أن مضمونها موجه إلى البشرية جمعاء.