تصريحات خارجة عن السياق من قطر: ترامب يريد "امتلاك" غزة

في مشهد جديد من مشاهد التصريحات الخارجة عن السياق، أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب، من العاصمة القطرية الدوحة، عن رغبته الغريبة في أن "تمتلك" الولايات المتحدة قطاع غزة، مضيفًا أنه يتصور تحويلها إلى ما أسماه "منطقة حرية".

 

وقال ترامب خلال حديثه: "لدي تصورات جيدة جداً لغزة، وهي جعلها منطقة حرية. سأكون فخوراً لو امتلكتها الولايات المتحدة وأخذتها وجعلتها منطقة حرية."

 

وبعيدًا عن رمزية المصطلحات التي يستخدمها ترامب، فإن حديثه عن "امتلاك" منطقة مأهولة يسكنها أكثر من مليوني فلسطيني يعانون أصلاً من حصار خانق وعدوان مستمر، يعكس رؤية استعمارية بامتياز، تذكّر بتصريحات قادة الحقبة الإمبريالية في القرن التاسع عشر.

 

تصريح ترامب لم يمر مرور الكرام، بل أثار موجة من التعليقات الساخرة والانتقادات اللاذعة. الكاتب الأميركي David Rothkopf علّق عبر حسابه على "إكس" قائلاً: "ترامب يظن أن غزة أرض شاغرة يمكنه إضافتها إلى مجموعة عقاراته المتعثرة، كأنها منتجع مهجور في أتلانتيك سيتي."

من جانبه، كتب الصحفي الفلسطيني ساري عرابي: "من لا يملك لا يُهدي، ولا يُشتَرى، ولا يملك غزة إلا أهلها."

 

ويأتي هذا التصريح بينما تشهد غزة حرباً شرسة خلّفت آلاف القتلى والجرحى، وتسببت في دمار هائل للبنية التحتية. ويبدو أن ترامب، المشغول دائمًا ببناء "صفقات"، يتحدث عن غزة وكأنها مشروع استثماري لا شعب فيه، ولا تاريخ، ولا مقاومة.

 

ختاماُ، في زمن تتصارع فيه القوى العالمية حول النفوذ، يخرج ترامب ليقترح "امتلاك" غزة، في مشهد يبدو أقرب إلى حلقة من برنامج واقع ساخر منه إلى سياسة خارجية. تصريحات كهذه تكشف عن عقلية ترى العالم كسوق، لا كشعوب تعاني وتناضل من أجل حقوقها.