
الكونكلاف: كيف تتم عملية انتخاب البابا بحسب الدستور الرسولي Universi Dominici Gregis
محرر الأقباط متحدون
الخميس ٨ مايو ٢٠٢٥
محرر الأقباط متحدون
بعد ظهر أمس الأربعاء دخل الكرادلة الناخبون إلى كابلة السكستين بالفاتيكان لاختيار واحد منهم، سيصبح البابا السابع والستين بعد المائتين، خلفاً للبابا فرنسيس الذي وافته المنية في الحادي والعشرين من الشهر الفائت.
مائة وثلاثة وثلاثون هو عدد الكرادلة الناخبين، الذين لم يبلغوا سن الثمانين، توضع بين أيديهم بطاقة مستطيلة، كُتب عليها في القسم العلوي باللغة اللاتينية Eligo in Summum Pontificem أي ما يعني "أنتخبُ حبراً أعظم" فيما يُدون الكاردينال في القسم السفلي الاسم الذي يختاره. وذلك وفقاً لما ينص عليه الدستور الرسولي Universi Dominici Gregis الذي يعود لعام ١٩٩٦.
بعدها يُختار بالقرعة ثلاثة كرادلة يقومون بعملية فرز الأصوات، وثلاثة آخرون مهمتهم أن يجمعوا البطاقات من الكرادلة الذين يواجهون صعوبة في الحركة، وثلاثة آخرون يقومون بعملية مراجعة الأصوات والتدقيق فيها. لكن قبل أن يبدأ الكرادلة الناخبون في كتابة الاسم يخرج من كابلة السكستين أمين سر مجمع الكرادلة، والمسؤول عن الاحتفالات الليتورجية الحبرية، والمسؤولون عن المراسم الاحتفالية، ليقوم آخر الكرادلة الشمامسة بإغلاق الباب، ويكرر ذلك قبل كل عملية تصويت، وفقاً للحاجة.
أما عملية التصويت فتتم على هذا النحو. كل كاردينال ناخب، وبعد أن يكتب اسم مرشحه، يطوي البطاقة، ويحملها – بشكل تبقى مرئية – إلى المذبح ليضعها داخل الصندوق، ويقول الجملة التالية بصوت عالٍ "ليشهد الرب المسيح، الذي سيدينني، على أن صوتي أعطي للشخص الذي أعتقد أنه يجب أن يُنتخب، وفقاً (لمشيئة) الله". وكل كاردينال ينحني أمام المذبح قبل أن يعود إلى مكانه. وفي حال وجود كرادلة عاجزين عن الحركة، يقترب منهم آخر كاردينال قام بالاقتراع، يأخذ منهم البطاقة ويضعها في الصندوق.
فيما يتعلق بعملية الفرز، وبعد أن يكون جميع الكرادلة قد أدلوا بأصواتهم، يقوم واحد من الكرادلة الثلاثة الذين تم اختيارهم لهذه العملية بخضّ الصندوق لخلط البطاقات، وبعدها يقوم كاردينال آخر، بتعداد البطاقات ووضعها في طبقٍ. في حال لم يكن العدد متلائما مع عدد الكرادلة الناخبين، تُحرق البطاقات وتتم عملية تصويت ثانية.
أما الكرادلة الثلاثة المولجين فرز الأصوات فيجلسون أمام المذبح. يفتح الكاردينال الأول البطاقة، يطلع على الاسم ويعطيها للكاردينال الثاني، الذي يفعل الشيء نفسه قبل أن يسلمها إلى الكاردينال الثالث الذي يقرأ الاسم بصوت عال. ويقوم جميع الكرادلة الناخبين بتدوين الأسماء على ورقة مخصصة لهذه الغاية. وبعد قراءة البطاقات يقوم أحد الكرادلة الثلاثة بإحداث ثقبٍ بواسطة إبرة وخيط في كل بطاقة، على أن يُربط الخيط جامعاً كل البطاقات.
من أجل انتخاب الحبر الأعظم يجب أن يحصل أحد الكرادلة على ثلثي أصوات الكرادلة الناخبين. فيما يتعلق بهذا الكونكلاف، ينبغي أن ينال تسعة وثمانين صوتاً، بما أن عدد الناخبين هو مائة وثلاثة وثلاثين كاردينالا. وفي حال تم انتخاب البابا أو لم يتم، يقوم الكرادلة الثلاثة، الذين تم اختيارهم بالقرعة من أجل التدقيق في عملية فرز الأصوات، بالتأكد من أن كل شيء سار بشكل نظامي.
وفور انتهاء عملية التدقيق، وقبل أن يغادر الكرادلة كابلة السكستين، يتم حرق جميع البطاقات في موقدة مصنوعة من حديد الصَّب، تم استخدامها للمرة الأولى في كونكلاف العام ١٩٣٩. وهناك موقدة ثانية متصلة بها، تعود إلى العام ٢٠٠٥، تُستخدم لإحراق مواد كيميائية تُعطي لوناً للدخان الذي تُحدثه البطاقات المحروقة، لكي يخرج، باللون الأبيض أو الأسود، من المدخنة الموضوعة على سطح الكابلة. وعندما تجري جلستا تصويت، تُحرق البطاقات في ختام الجلسة الثانية.
عمليات التصويت تتم يومياً خلال جلستين قبل الظهر، وجلستين بعد الظهر. وإن لم تُحقق أي نتيجة بعد ثلاثة أيام من التصويت، تُعلق الجلسات ليوم واحد، يكرسه الكرادلة للصلاة والتأمل، وأيضا للحوار فيما بينهم. وبعد سبع عمليات تصويت، يتم تعليق الجلسات ليوم واحد في حال لم يُنتخب الحبر الأعظم.
وفي حال لم يحصل أي من الكرادلة على أغلبية ثلثي الأصوات، يُطلب من الناخبين أن يختاروا واحداً من بين الكاردينالين اللذين نالا – في الجلسات السابقة – أكبر عدد من الأصوات. وكي يُنتخب أحدهما حبرا أعظم يتعين عليه، في هذه الحالة أيضا، أن يحصل على ثلثي الأصوات. ويشارك في عملية التصويت جميع الكرادلة الناخبين، لكن لا يحق لهذين الكاردينالين الإدلاء بصوتهما.
الدستور الرسولي Universi Dominici Gregis الذي صادق عليه البابا يوحنا بولس الثاني، يمنع الكرادلة الناخبين من أي تواصل مع العالم الخارجي خلال مدة الكونكلاف كلها، ولغاية انتخاب الحبر الأعظم. وقد اتُخذ هذا الإجراء لمنع أي تدخل خارجي في عملية اختيار البابا الجديد.
يُطلب من الكرادلة أن يتركوا هواتفهم المحمولة في بيت القديسة مارتا، حيث لا توجد أي اتصالات مع الخارج، مع العلم أن هذا البيت تم بناؤه في العام ١٩٩٦ برغبة من البابا يوحنا بولس الثاني من أجل توفير مكان لإقامة الكرادلة المشاركين في الكونكلاف.