الأقباط متحدون - الأب إبراهيم فلتس: البابا فرنسيس شهد محطات من الألم ولكن علمنا الابتسامة
  • ٢١:٠٩
  • الخميس , ١ مايو ٢٠٢٥
English version

الأب إبراهيم فلتس: البابا فرنسيس شهد محطات من الألم ولكن علمنا الابتسامة

محرر الأقباط متحدون

مسيحيون حول العالم

١٦: ٠٤ م +03:00 EEST

الخميس ١ مايو ٢٠٢٥

الأب إبراهيم فلتس
الأب إبراهيم فلتس

محرر الأقباط متحدون
نشرت جريدة أوسيرفاتوري رومانو مقالا للأب إبراهيم فلتس نائب حارس الأرض المقدسة يتذكر فيه البابا فرنسيس ويتأمل في حبريته وشخصيته وتعليمه.

بدأ الأب إبراهيم فلتس نائب حارس الأرض المقدسة مقالا على صفحات جريدة أوسيرفاتوري رومانو حول البابا فرنسيس مذكرا بكلمات قداسته في تعليمه حول موت لعازر، صديق يسوع: "نلمس هنا لمس اليد أن الله هو الحياة وهو يهب الحياة، لكنه يأخذ على عاتقه الموت". " إيمان الإنسان وقدرة الله، قدرة محبّة الله، يبحثان عن بعضهما البعض وفي النهاية يلتقيان". وتابع الأب فلتس أننا في ساحة القديس بطرس التي عانقت لاثنتي عشرة سنة صوت وحضور رجل سلام قوي قد وجهنا التحية الأرضية الأخيرة للبابا فرنسيس صديق يسوع، وأن العالم قد التف حول البابا ذلك اليوم في عناق حنون. وأراد الأب فلتس شكر الله على هبته لنا هذا البابا والذي يحزننا غيابه في الساحة التي ترددت فيهه كلمات السلام الأخيرة التي نطق بها ووجه منها نداءات مؤثرة وصلوات مكثفة وتعليم حياة.

وواصل نائب حارس الأرض المقدسة مذكرا بأن البابا فرنسيس لم ينسَ ابدا الفقراء والمعوزين، وأدان العنف، ولم يغب عن قلبه أبدا موتى ومتألمو غزة وكل الحروب، وقد كان يعرف ويتابع حتى تلك الحروب المستترة والمنسية. سنحْيي ذكرى البابا إذًا، كتب الأب إبراهيم فلتس، بمساعدتنا الأطفال على أن يعيشوا في سلام، حين نوفر لهم الانتباه والرعاية والتعليم، بضماننا الحقوق الأساسية لمن يحرَمون منها، بالعمل على تفادي النزاعات من خلال الحوار، حين نلغي الاتجار بالأسلحة واستخدامها.

ثم توقف الأب فلتس عند تلك الصفحات من الإنجيل التي كان يداعبها النسيم فوق نعش البابا فرنسيس والذي عاش الإنجيل بالكامل مثل أسلافه. وواصل أن ذلك الكتاب المفتوح بدا وكأنه ينشر كلمة الله بين الحضور وفي العالم وذلك بعمق ابتسامة مثلما كان ينشرها فرنسيس في جميع لحظات حياته. وتابع نائب حارس الأرض المقدسة أن البابا كان لا يزال أمام كاتدرائية القديس بطرس حين عُقد لقاء يبعث على الرجاء، وكتب الأب فلتس إنه لم يكن ممكنا بالنسبة لنا أن نرى ذلك إلا أن البابا فرنسيس قد ابتسم ورفع إبهامه، وسيحاول مجددا بإصرار أن يجعل رئيسين جارَين في الأرض المقدسة ولكن بعيدَين في المواقف يلتقيان. إنها تلك اللقاءات التي طالب بها البابا فرنسيس السياسة والدبلوماسية منذ بداية حبريته والتي حتى وإن جرت في لحظة حزن كبير فإنها تكشف أن "إيمان الإنسان وقدرة الله، قدرة محبّة الله، يبحثان عن بعضهما البعض وفي النهاية يلتقيان". وقد تَعلمنا من البابا فرنسيس ضرورة وقوة اللقاء الذي يدعم ويعضد ويقوي، بدءً من اللقاء مع الله الذي "هو الحياة ويهب الحياة".

كتب الأب فلتس بعد ذلك أنه قد تَسَلم قبل أيام من السفير البابوي في القدس رسالة من البابا فرنسيس بتاريخ ٧ آذار مارس ٢٠٢٥ أي حين كان قداسته يعالَج في المستشفى، وقد واصل البابا رغم مرضه العمل من أجل السلام بقلب لم يتوقف، واصل القرب من الآخرين والصلاة من أجل العالم كله. كما وتذكر الأب فلتس اهتمام البابا فرنسيس بتفاصيل الزيارة إلى سوريا في نهاية عام ٢٠٢٤ والتي التقى خلالها نائب حارس الأرض المقدسة الرئيس الشرع.
هذا وتوقف نائب حارس الأرض المقدسة عند اختيارات الأب الأقدس الشجاعة والتي منحت تحفيزا جديدا ورؤى جديدة للكنيسة الجامعة ولمن يشاركه القيم. وقد كان قداسته شاهدا أمينا وراسخا للمسيح وهزم الرياء والتهميش والإهانة بالقبول والاستقبال بدون أحكام مسبقة، وذلك بالحوار والحضور والقرب غير المشروط.  وذكَّر الأب ابراهيم فلتس بأن حبرية البابا فرنسيس قد شهدت حروبا كثيرة وجائحة أوقفت العالم والكثير من الكوارث الطبيعية وأحداثا تسببت في موت وألم ودمار، ولكن ورغم الحزن العميق لجراح البشرية فقد عَلَّمنا الأب الأقدس أن نبتسم وأن نجد الكلمات المناسبة للتعزية. توقف نائب حارس الأرض المقدسة أيضا عند أحاسيس البابا فرنسيس التي كانت واضحة حتى أنه يمكن لمسها باليد، فقد كانت نظراته تبرق حين يقترب من الأطفال والأشخاص ذوي الإعاقات والمسنين والفقراء، كان الفرح يملأ عينيه والمحبة تغمر عناقه. كان البابا فرنسيس محبوبا من الأشخاص ذوي النوايا الطيبة، وكان يحب الأشخاص لأنه كان يعرف بحكم خبرته ومحبته النفس البشرية. كان محبوبا حتى ممن لا يشاركونه الإيمان لكنهم يؤمنون بقيمه: السلام والحقيقة والعدالة. كان يحظى بتقدير ومحبة ممن لا يعرفون الإنجيل لكنهم يتقاسمون لمس الحاجة الملحة إلى إيقاف الحروب واحترام الحياة.

وختم الأب إبراهيم فلتس مشيرا إلى أن البابا فرنسيس قد وَحَّد دائما ولم يفرق أبدا، وكان محبوبا لأنه أحب. لقد استقبل القائم بين ذراعيه البابا فرنسيس الذي التقى صديقه يسوع ويستريح اليوم بالقرب من الأم الحبيبة.