
كاتشا يذكر بنداءات البابا فرنسيس الداعية إلى استخدام النفقات العسكرية لإنشاء صندوق لمكافحة الجوع
محرر الأقباط متحدون
الخميس ١ مايو ٢٠٢٥
محرر الأقباط متحدون
عبر مراقب الكرسي الرسولي الدائم لدى الأمم المتحدة في نيويورك رئيس الأساقفة غابريلي كاتشا عن قلقه حيال استئناف عمليات التسلح على نطاق واسع في العالم، ما يعرض للخطر الأمن والسلام العالميين، وشدد على ضرورة أن يُخصص جزء من النفقات العسكرية من أجل إنشاء صندوق لمكافحة الجوع وتعزيز النمو في مناطق العالم الأكثر فقراً، كما دعا البابا فرنسيس في أكثر من مناسبة خلال حبريته.
هذا ما جاء في مداخلة ألقاها الدبلوماسي الفاتيكاني خلال جلسة للنقاش العام عقدتها اللجنة التحضيرية الثالثة لمؤتمر العام ٢٠٢٦ لمراجعة اتفاقية منع الانتشار النووي، واستهل كلمته مذكرا بأن الحبر الأعظم الراحل لم يوفر مناسبة إلا ورفع صوته من أجل المطالبة بنزع السلاح، مضيفا أن نداءات البابا هذه تكتسب أهمية كبرى في وقت يعيش فيه الكرسي الرسولي حالة من القلق إزاء سباق التسلح الذي يشهده العالم اليوم سعياً لمواجهة التحديات، ما أدى أيضا إلى توسع وتحديث الترسانات النووية.
ودعا كاتشا الجماعة الدولية إلى مواصلة الجهود الهادفة إلى إعادة النظر في المعاهدة المذكورة، من أجل تعزيز عمليات المراقبة والتحقق من نزع الأسلحة النووية، واستصلاح البيئة المتضررة وتوفير الدعم والمساعدة للضحايا.
هذا واعتبر سيادته أن عالمنا اليوم يعاني من تآكل السلام والأمن العالميين، ومن انتشار انعدام الاستقرار السياسي والرفض المتنامي لمبدأ تعددية الأطراف والقانون الدولي. ولفت إلى أن الصراعات الدائرة في مختلف مناطق العالم تزيد من معاناة البشر، وتُفاقم التوترات الدولية. وفي هذا الإطار، مضى يقول، تعرض ظاهرة إعادة التسلح الأمن والسلام للخطر.
كما أن الاتكال على منطق الخوف من أجل مواجهة التهديدات الأمنية المحتملة وجعل الخوف نفسه يتحكم في سياسات الدفاع الوطني يزيدان من ترسّخ انعدام الثقة، ويغذيان الانقسامات ويبعدان الجماعة الدولية عن مسار السلام الدائم والمستدام.
وشاء مراقب الكرسي الرسولي أن يتوقف عند ثلاث نقاط لا بد أن تتأمل فيها جماعة الأمم. أولا السلام الدولي الذي لا يمكن أن يرتكز إلى شعور مزيّف بالأمن يستند إلى التهديد بتدمير الآخرين، وإلى التوازنات العسكرية الهشة. ورأى أنه من الأهمية بمكان أن نتخطى مبدأ الردع النووي، وهذا ما دعا إليه البابا فرنسيس عندما زار هيروشيما عام ٢٠١٩، مشددا على أهمية معانقة درب نزع السلاح، ونبذ استخدام وحيازة الأسلحة النووية.
ومن هذا المنطلق لفت كاتشا إلى أهمية إقامة حوار أصيل يفرض قيوداً ملزمة في هذا الإطار. لذا فإن الكرسي الرسولي يحث جميع الدول التي تملك سلاحاً نووياً على الإيفاء بالالتزامات الواردة في المادة الرابعة من معاهدة منع الانتشار النووي، والدخول في حوار يهدف أيضا إلى خفض الترسانات.
أما النقطة الثانية، قال سيادته، فتتعلق بمسؤوليات الجماعة الدولية الخلقية تجاه نزع السلاح إزاء التطورات التكنولوجية التي تثير قلقاً حيال كيفية خوض الحروب في المستقبل، لاسيما عندما يتعلق الأمر باستخدام الذكاء الاصطناعي، ما يولد تساؤلات خلقيةً، إنسانية، قانونية وأمنية.
بعدها توقف الدبلوماسي الفاتيكاني عند النقطة الثالثة والأخيرة التي تتمثل في وضع مسألة نزع السلاح في طليعة الأولويات العالمية، والسعي إلى استخدام الصناعات العسكرية لغايات سلمية. وفي هذا السياق، ختم رئيس الأساقفة كاتشا، يقترح الكرسي الرسولي إنشاء صندوق عالمي يموّل، ولو جزئياً، من الموارد المخصصة للتسلح والنفقات العسكرية، ويهدف إلى إلغاء الجوع في العالم وتعزيز التنمية في المناطق الفقيرة، واقتراح مقاربة أكثر رأفة واستدامة من أجل التعامل مع انعدام المساواة وتعزيز الكرامة البشرية.