نحن الذى والذين

د. وجيه رؤوف

بقلم: د. وجيه رؤوف
يحتار الأنسان عندما يفكر فى الشخصيه العربيه فى العصر الحديث , فبينما يسعى العالم فى تقدمه الحضارى والتكنولوجى بصمت نسمع دائما الأبواق التى تمجد الشخصيه العربيه فى رفعتها وعزتها ,
والحقيقه أحترنا فى مفهوم الرفعه والعزه فهل الرفعه والعزه هى فى الأستنفار دائما والأستعداد للخصام والتناحر بسبب وبدون سبب أم أن العزه والرفعه هى دائما فى المعارضه سواء بفهم أو بدون فهم أم أنها فى عدم القبول بأى معاهدات سلميه سواء كانت فى صالحنا أو فى غير صالحنا , أم أن العزه والرفعه العربيه هى أحد هذه الأختيارات أو كلاهما جميعا ,

وأتذكر دائما جمله كان يكررها الفنان سيد زيان فى فيلم وكاله البلح على ما أتذكر وكان دائما يريد الفخر بنفسه وحين يحتار فى وصف مميزاته كان يتهته ويقول ( نحن اللذى واللذين ) وتباعا نسمع كثيرا من زعماء الكتائب ومن هم فى حكمهم حينما يرتادون المنابر ويخفق صوت الميكروفونات باصواتهم ذات الصدى القوى وهم يتوعدون اعدائهم بالويل والثبور وعظائم الأمور ولا تمر أيام الا ونجد جثث الأطفال والنساء والعجائز أشلاء بفعل قاذفات أحفاد القرده والخنازير ,

ونرجع بالتاريخ الى الوراء فى عهد النكسه ايام الزعيم المفدى جمال عبد الناصر حين كانت اذاعه مصر تعلن عن تحطيمنا لطائرات ودبابات العدو وأننا على أبواب تل أبيب ونفاجىء بأن طائراتنا قد ابيدت على الأرض وان كل ماكان يقال هو هراء ,
وليس بالبعيد فى الغزو الاميركى للعراق حين كان الصحاف يعلن أن الجنود الأمريكان سوف يعلقون على أبواب بغداد وهم كانوا على مقربه منه وهو تحت الحصار , قدرات عجيبه على الكذب والعيش فى أساطير الوهم وزعامات البطوله الزائفه ,

والغريب أن جميع الشعوب تتعلم من تجاربها الا الشعوب العربيه فكما لم يتعلم صدام حسين من نزوه غزو الكويت وكررها مره ثانيه حين أعلن تحديه للولايات المتحده برفض التفتيش الدولى مع أنه لايملك اسلحه دمار شامل كذا لم تتعلم حكومه منظمه التحرير من معاهده السلام التى عرضها عليهم الراحل السادات ايام تولى جيمى كارتر لزعامه الولايات المتاحده و بنفس الطريقه كررت نفس الخطأ حينما رفضت معاهده السلام التى عرضها عليهم بيل كلينتون ,, وهكذا رفض لأجل الرفض ويبدوا أن هؤلاء جميعا يفضلون العيش فى تناحر وصراع عن العيش فى سلام والدليل على ذلك الأقتتال الدائر بين حماس وفتح و بين حماس وحماس وبين فتح وفتح وهكذا دواليك فهذه مجموعات لاتهنأ بالعيش فى هدوء ومن يدفع الثمن هم الأطفال والنساء والعجائز من أبناء فلسطين ,
الغريب ان شعوبنا تخطىء فى حق نفسها وفى حق أولادها بهذا السلوك ولكن من يهتم ؟؟!!

نحن اللذى واللذين ........!!!
من نحن وماذا قدمنا للبشريه منذ خمسه قرون مضت وبماذا نشتهر الأن ؟؟
للأسف نحن دائما نتشدق بأقوال شعرائنا اللذين كانوا يقولون : لا تقل أصلى وفصلى أصل الفتى ما قد حصل .
ولكن للأسف ما حصلش حاجه فنحن لم نقدم فى تاريخنا الحديث أى فضل للبشريه فلم نقم بتقديم اختراع علمى يذكر و لم نقم باختراع قمر فضائى ولم نبتكر علاج لمرض وبائى وما شابه بل للأسف نحن للأن نعالج بادويه ونركب مواصلات ونستعمل أجهزه اتصالات من أختراع أحفاد القرده والخنازير , ومن يرد على هذه المقوله بأن الله قد سخر هؤلاء لخدمته فنقول له : ده قصر ديل يا أهبل

أما ما نشتهربه الأن ويقض مضاجع العالم شرقه وغربه منا فهو الأرهاب الذى وبلا فخر أشتهرنا به ويكفى لشهرته أن ترى فى مطارات العالم ينظرون الى العربى بريبه ويقلبوه وش وضهر خيفه أن يكون مسلحا بحزام ناسف ليفجر به الأطفال والنساء الآمنين فى المطارات والمدارس وما الى ذلك ,

هل آن الأوان لنا أن نفيق ونلتفت الى مصالحنا ومصالح الأجيال القادمه ؟؟
هل آن الأوان لنا أن نعيد برمجه مناهج التعليم كى تحبب الطلبه فى الحياه وأن يكون مبتغاها الحياه الآمنه فتسعى لهذه الحياه وتدرس لها وتسخر مجهودها لها بدلا من أن نقدم ابنائنا وقودا لنار الأرهاب التى ثبت فشلها ؟؟
هل آن الأوان لنا أن نعلم أطفالنا حفظ الحقوق وأحترام الآخر ومحبه الآخر دون النظر الى الشكل او اللون أو الدين ؟؟
لو حدث هذا فمن الممكن أن نقف يوما ونقول :
نحن اللذى واللذين

المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع