اتهام صحفيين أردنيين بالتطبيع

الجزيرة

بسبب زيارتهم القدس  
تثير زيارة وفد إعلامي أردني للقدس المحتلة جدلا بالأردن، حيث ترى لجنة مقاومة التطبيع أن المشاركين في الزيارة "مطبعون" لحصولهم على تأشيرات من السفارة الإسرائيلية، بينما تدفع نقابة الصحفيين بأن الزيارة رسمية وهدفها تسليط الضوء على ما تتعرض له القدس من أخطار.
وبدأ وفد إعلامي مشكل من صحفيين عاملين في صحف يومية والتلفزيون والإذاعة ووكالة الأنباء الرسمية (بترا) زيارة لمدينة القدس بدعوة من السفارة الأردنية في رام الله وبتنسيق مع رئاسة الحكومة الأردنية.
ونقلت بترا عن وزير الدولة لشؤون الإعلام والاتصال نبيل الشريف أن الوفد سيطلع على الجهود الأردنية للحفاظ على المقدسات الإسلامية والمسيحية وصيانتها تأكيدا للهوية التاريخية للمدينة المقدسة.حرق العلم الإسرائيلي في اعتصام سابق بالعاصمة عمان

وحسب الشريف فإن "الجهود الأردنية في مدينة القدس تبعث على الاعتزاز ولكنها كانت حتى الآن بعيدة عن أعين وسائل الإعلام، ومن المؤمل أن تؤدي الزيارة إلى التعريف بما تقوم به السلطات الأردنية".
لكن الزيارة أثارت انتقادات من جانب لجنة مقاومة التطبيع في النقابات المهنية التي قالت أنها ستدرج أسماء الإعلاميين المشاركين فيها على قوائم المطبعين مع إسرائيل كونهم حصلوا على تأشيرات من سفارة إسرائيل في عمان.
وقال رئيس اللجنة بادي الرفايعة للجزيرة نت إن قرارات الهيئات العامة للنقابات المهنية تنص على رفض التعامل مع السفارة الإسرائيلية والحصول على تأشيرات منها.
وحول اعتبار الزيارة عملا رسميا ووجود قرارات تعفي المشاركين بالزيارات الرسمية من "شبهة التطبيع" قال الرفايعة "الصحفيون المشاركون ليسوا موظفين حكوميين وهم ذهبوا بإرادتهم وهناك صحيفة اعتذرت عن المشاركة بسبب شبهة التطبيع".

وكانت صحيفة العرب اليوم قررت الاعتذار عن المشاركة بالزيارة، كما لم توجه رئاسة الحكومة الدعوات لصحيفتي السبيل والأنباط اليومية للمشاركة فيها.
وذهب الرفايعة إلى حد اعتبار أن الزيارة "تتم بموافقة العدو عبر سفارته في عمان، ولا يمكن أن يوافق العدو على زيارة ستضر بمصالحه".
واعتبر أن "هناك تقصيرا عربيا رسميا فيما يتعلق بالقدس التي تتعرض للاستيطان والتهويد والمخاطر التي تحدق بالمسجد الأقصى لا تغطيها زيارة وفد إعلامي يركز على جهود رعاية المقدسات"
هدف الزيارة هو التركيز على ما تتعرض له القدس من تهويد ودور الهاشميين في مقاومة الخطوات الإسرائيلية ضد المدينة ومقدساتها
غير أن نقيب الصحفيين عبد الوهاب زغيلات دافع عن زيارة الوفد الإعلامي واعتبر أنها تتم بشكل رسمي. وقال للجزيرة نت "الزيارة تتم بدعوة من السفارة الأردنية في رام الله، والصحفيون سيزورون القدس والضفة الغربية ولن يلتقوا بأي جهة أو مسؤول إسرائيلي".

وأضاف "هدف الزيارة هو التركيز على ما تتعرض له القدس من تهويد ودور الهاشميين في مقاومة الخطوات الإسرائيلية ضد المدينة ومقدساتها".
وتساءل زغيلات "لا أدري أين هو التطبيع في زيارة تتم للقدس وستناقش خلالها العلاقات الأردنية الفلسطينية؟" وتابع "عدم اللقاء بالفلسطينيين وتسليط الضوء على ما تتعرض له القدس هو مشاركة بالتهويد".
وانتقد نقيب الصحفيين التلويح بنشر أسماء الصحفيين في "القائمة السوداء" للمطبعين مع إسرائيل، وحذر من أن الجسم الإعلامي لن يسكت على وضع أي إعلامي أردني على هذه القوائم ما دام ملتزما بقرارات رفض التطبيع مع إسرائيل.

اجتماع
ومن المقرر أن يعقد رؤساء النقابات المهنية اجتماعا صباح الأربعاء لتدارس زيارة الوفد الإعلامي، ويرى مراقبون أن اللقاء ربما ينجح في نزع فتيل أزمة تلوح في الأفق بين الصحفيين والنقابات المهنية.
وحسب زغيلات فإن نقابة الصحفيين لن تتوانى عن التعامل مع لجنة مقاومة التطبيع كما تعاملت مع مجلس النواب الذي قاطعت أخباره قبل شهرين بعد اتهامه بالإساءة لوسائل الإعلام.
وتثير زيارة وفود أردنية للضفة الغربية جدلا حول مدى تطبيعها مع إسرائيل، ومن المقرر أن يزور وفد من نقابة المهندسين الضفة الغربية نهاية الشهر الجاري وهو ما يرى فيه نقيب الصحفيين "تطبيعا مع إسرائيل".