المؤتمر السادس لفتح

فاضل عباس

بقلم: فاضل عباس
لابد لنا أن نكون منصفين في نظرتنا لمستقبل حركة فتح ونتائج المؤتمر الأخير، فما قاله بعض الصحفيين والمعلقين في بعض الفضائيات العربية من أن هذا المؤتمر قد كرس تفكك فتح وغيرها من الاتهامات كرد فعل على نتائج المؤتمر السادس في بيت لحم فهو كلام غير دقيق ولا يقرأ التغيرات على أرض الواقع ولذلك فإن نتائج المؤتمر لم تكن تختلف عن توقعات المراقبين السياسيين لمستقبل الحركة ولذلك جاء هذا المؤتمر ليقود حركة التغيير داخل فتح نحو الأفضل ويمكن لنا قراءة نتائج المؤتمر بالشكل الآتي:- أولاً: كان من الطبيعي أن يفوز الشباب بأغلبية المقاعد في اللجنة المركزية .

وهذا يدل على حيوية فتح وليس العكس، ففتح التي نشأت في ظل الرئيس ياسر عرفات ليست هي فتح اليوم فالمتغيرات الدولية كثيرة بالإضافة إلى الأحداث المتتالية داخل الشارع الفلسطيني والتغييرات التي حدثت في نتائج الأخيرة وسقوط فتح في غزة وانقلاب حماس بعد ذلك. ثانياً: أن يكون هناك خاسرون ومن القيادة الفلسطينية من مثل أبو العلاء فهذا شيء جيد ولأول مرة يحدث في الوطن العربي أن يكون هناك تغيير .
وعلينا أن نبارك لفتح هذا التغيير لأنه باختصار يعني أن قرار فتح بيد أبنائها فهم من ينتجون القيادة وهم من يسقطونها وهي ديمقراطية نفتقدها في الوطن العربي وفي بعض الحركات الفلسطينية الأخرى. ثالثاً: أن نشاهد تنافساً سياسياً على الاعلام بين أعضاء فتح فهذا أيضاً شيء إيجابي ولا يمكن قياس ذلك بأنه نوع من الانشقاق،
 
فمن يفكر بهذه الطريقة لأنه معتاد على العمل في الظلام وإخفاء المعلومات عن الشعب ولذلك فهناك فعلاً من تعجب من المعارك الانتخابية والاتهامات بين المرشحين !! ولكن كل ذلك طبيعي في أي مجتمع ديمقراطي. ما نأمله من بعض المعلقين العرب وخصوصاً ممن يدعون بأنهم خبراء الشأن الفلسطيني أن يتوقفوا عن افتعال معارك داخل فتح فالديمقراطية الصحيحة هي ما حدث في هذه الانتخابات وأما ما يسمعه هؤلاء المعلقين عن النتائج الجاهزة في بعض الدول العربية والتي لا سجال فيها فهي لعبة سخيفة لا تستحق التعليق وليس من مصلحة الفلسطينيين في هذه الظروف أي انشقاقات أو انقسامات داخل فتح.

لذلك فإن ما حدث من تغيير في اللجنة المركزية أو المجلس الثوري للحرجة ليس شيء معيب بل هو مطلب يجب أن يسود في كافة الأحزاب العربية بالسماح للجيل الشاب بقيادة الحزب واتباع الديمقراطية والشفافية في الانتخابات الحزبية وحتى لا تكون الانتخابات الحزبية نسخة من انتخابات الرئاسة في بعض الدول العربية.

المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع