القذافي يستقبل المقرحي وينتقد المحتجين على إطلاقه

القدس العربي

 انتقد الزعيم الليبي معمر القذافي بشدة من احتج على إطلاق سراح عبدالباسط المقرحي، المدان بقضية لوكريي، والذي أفرجت عنه الحكومة الاسكتلندية الخميس الماضي لاعتبارات إنسانية.

واستقبل القذافي المقرحي مع عدد من أفراد عائلته. وهنأ في تصريح له مساء الجمعة الحكومة الاسكتلندية والحزب القومي ورئيس الوزراء ووزير الخارجية، على شجاعتها واستقلال قرارها رغم الضغوط التي اعتبرها غير مقبولة وغير منطقية، باتخاذ قرار إطلاق المقرحي.

وتساءل: لماذا لم نسمع هذه الاحتجاجات على تبرئة الطاقم البلغاري المدان بقتل 400 طفل بريء ليبي قاموا بحقنهم بفيروس الإيدز؟.

عبدالباسط المقرحي بعد الافراج عنهوقال: نود أن نقول لصديقي براون غوردون رئيس وزراء بريطانيا وحكومته ولملكة بريطانيا إليزابيث والأمير أندرو، الذين ساهموا جميعا في تشجيع حكومة اسكتلندا على اتخاذ هذا القرار التاريخي والجريء رغم كل الاعتراضات غير المنطقية إن هذه الخطوة هي لصالح العلاقات بين البلدين ليبيا وبريطانيا ولصالح الصداقة الشخصية بيني وبينهم، وتنعكس إيجابياً بكل تأكيد على كل ميادين التعاون بين البلدين.

وأعرب عن أسفه لتعالي الأصوات والتي وصفها بغير المنطقية والتي تشير إلى أن الإفراج عن المقرحي يجرح مشاعر أسر ضحايا لوكريي.

وتساءل لماذا لم يتم الكلام على أن العفو على الطاقم البلغاري المدان بهذه الجريمة البشعة حتى قبيل نزوله في بلغاريا واستقباله من قبل رئيسها بأنه يجرح مشاعر أسر الضحايا الليبيين.

وقال إن ليبيا عندما تحملت المسؤولية وبدّلت عقوبة الإعدام على الطاقم الطبي البلغاري إلى السجن المؤبد استجابة لطلب صديقي الرئيس نيكولا ساركوزي ومن أجل فرنسا حوّلنا الطاقم المدان بجريمة القتل الجماعية أن يقضوا الحكم المؤبد في بلغاريا.

وأضاف القذافي: للأسف الشديد يستقبل البرلمان الأوروبي هذا الطاقم القاتل المدان، بالتصفيق وقوفاً وكأنهم أبطال.

وتابع: هل نحن ليس لدينا مشاعر وهم عندهم مشاعر .. هل نحن حمير وهم أوادم؟ معتبرا أن سياسة الكيل بمكيالين والتطاول والاستكبار والاستخفاف بالأمم الأخرى وبمشاعرها وبرأيها العام وبإنسانيتها هو الذي وّلد الغبن، وولّد الإرهاب الذي يعانون منه الآن.

وقال إن الإرهاب ظاهرة لها مبررات، ومبرراتها هذه السياسة التي تكيل بمكيالين.

وكان المقرحي، المدان بقضية سقوط طائرة ركاب فوق لوكربي باسكتلندا عام 1988، والذي قضى عقوبة مدتها 8 سنوات، قبل أن تفرج عنه السلطات الإسكتلندية لدواع إنسانية، وصل الخميس الماضي على متن طائرة إلى طرابلس برفقة سيف الإسلام القذافي.

وتعهد المقرحي السبت بتقديم أدلة جديدة تؤكد عدم تورطه في الهجوم الذي أسفر عن مقتل 270 شخصا.

وانتقد المقرحي في لقاء مع صحيفة تايمز البريطانية في عددها الصادر السبت، الضجة الدولية التي أثيرت حول إطلاق سراحه وإنهاء الحكم الصادر بحقة بالسجن مدى الحياة في أسكتلندا لأسباب إنسانية بعد التأكد من أنه يعاني من مرض السرطان وفي حالة متأخرة.

وقال المقرحي إن رسالته للبريطانيين هي أنه سيقدم أدلة لتبرئته ويترك لهم الحكم.

وأكد المقرحي أنه إذا كانت هناك عدالة في بريطانيا فإنه سيحصل على البراءة أو سيتم إلغاء الحكم لأنه كان هناك سوء تطبيق للعدالة.

وقوبل قرار الإفراج عن المقرحي بإدانة من جانب الولايات المتحدة ووصفه الرئيس الأمريكي باراك أوباما بأنه (خطأ) حيث كان 189 أمريكيا من بين ضحايا الطائرة الـ270.

وانتقد أوباما مشاهد استقبال المقرحي في طرابلس حيث احتشد مئات من الشباب الليبي للترحيب به لدى وصوله ولوحوا بالأعلام الوطنية ووصفها بأنها بغيضة للغاية.

وقال المقرحي إن أوباما يعرف إنه شخص مريض جدا ويعرف نوع المرض الذي يعاني منه.

وأضاف أن المكان الوحيد الذي يمكنه الذهاب إليه هو المستشفى لتلقى العلاج مؤكدا أنه ليس مهتما بالذهاب إلى أي مكان آخر. وقال لا تقلق يا سيد أوباما، إنها مجرد ثلاثة أشهر قبل أن أموت.

وأعرب عن تفهمه لغضب العديد من أقارب الضحايا بسبب الإفراج عنه.

وأشار إلى أنهم يشعرون بالكراهية نحوه ولذلك فمن الطبيعي أن تأتي تصرفاتهم على هذا النحو، لكنه أضاف أن آخرين بعثوا له برسائل في السجن أكدوا فيها أنهم غفروا له بغض النظر عما إذا كان مذنبا أو بريئا.

وشدد على أنهم يعتقدون أنه مذنب ولكنه في الحقيقة ليس كذلك وستظهر هذه الحقيقة في يوم من الأيام لأن الحقيقة لا تموت، معربا عن سعادته بالعودة إلى وطنه.