التليفزيون الإسرائيلى يتجول بين زرائب الخنازير ومقر السفارة فى القاهرة وينقل تقارير وبثاً مباشراً

المصري اليوم - كتب: محمد عبود

فى المسافة بين السفارة الإسرائيلية فى محافظة الجيزة، وزرائب الخنازير فى محافظة القاهرة، تنقل طاقم القناة الثانية فى التليفزيون الإسرائيلى الأسبوع الماضى مع معداتهم وكاميراتهم بحرية لإعداد تقريرين، الأول عن عالم الزبالين فى مصر، والثانى عن التهديدات التى تستهدف حياة السفير الإسرائيلى شالوم كوهين.
وعرضت القناة الثانية الخميس الماضى التقرير الأول الذى أعده دكتور «عراد نير»، رئيس ديسك الشؤون الخارجية فى القناة، حيث اصطحب كاميرته وميكروفوناً يحمل شعار القناة الثانية الإسرائيلية، وتجول بين بيوت منشأة ناصر، وتحديدا فى حى الزرايب، لرصد معاناة الزبالين المصريين بعد قرار إعدام الخنازير.
التقرير الإسرائيلى اختصر المشكلة فى مجرد صراع بين «الحكومة الإسلامية فى مصر»، والمواطنين الأقباط الذين يعيشون داخل جيتو لا يتمتع بشروط الرعاية الصحية فى قلب القاهرة.لقطة من التقرير الإسرائيلى مع سكان الزرائب

تبدأ التقرير المذيعة يونيت ليفى من استديوهات المحطة فى «القدس»، وتقول: «تتعرض إسرائيل حاليا لهجوم أنفلونزا الخنازير، لكن الطريقة التى تعاملت بها مصر مع المرض مثيرة للدهشة، فما إن أصيب عدد قليل من المصريين بأنفلونزا الخنازير، حتى استغلت الحكومة الفرصة لإبادة آلاف الخنازير، وقطعت أرزاق مربى الخنازير المسيحيين. التليفزيون الإسرائيلى تسلل إلى حى الزبالين فى القاهرة، وأعد هذا التقرير».
ويبدأ المراسل «عرادنير» تقريره منذ لحظة وصوله إلى حى الزرايب، وتجوله بين أكوام القمامة، وبقايا قطعان خنازير، وأفران عيش مزدحمة، ويبدأ بالعبارة التالية: «تلال القمامة الموجودة فى كل مكان هنا تشير إلى أننا وصلنا إلى المكان المقصود، حى الزبالين، وإن شئت الدقة، (سكان الزرايب)، فهذا هو التعبير الذى يستخدمه المصريون لوصف سكان هذا الحى من المسيحيين الأقباط.
والحى عبارة عن متاهة مكدسة بالبيوت المهملة التى تتراكم أكوام القمامة والقاذورات فى مداخلها، يمكنكم أن تنظروا ورائى، الآن، وتتأملوا المشهد لكى تدركوا أن كل (خرم) فى هذا الحى يمتلىء بالزبالة، فمهنة المسيحيين هنا، هى إعادة تدوير قمامة ٢٠ مليون مواطن يسكنون القاهرة».

ثم يشرح الصحفى الإسرائيلى تاريخ الحى من وجهة نظره: «منذ عقود طويلة، يجمع المسيحيون الذين يعيشون فى هذا (الجيتو) قمامة العاصمة المصرية، ويخزنونها فى بيوتهم، ثم يفرزونها، لهذا يعيشون طوال الوقت وسط جبال القمامة التى يقدمونها وجبة مجانية للخنازير التى ترعى فى مداخل بيوتهم،
 وبمرور الوقت صارت الخنازير مصدر رزقهم الرئيسى، لكن الغريب أن الإهمال والتلوث فى هذا الحى لم يزعجا (السلطات الإسلامية)، كما لم يزعجهم وجود الخنازير من قبل، لكن ما إن ظهر المرض الجديد الذى ارتبط اسمه بالحيوان النجس، حسب الشريعة الإسلامية، حتى بدأت الحكومة حملة سريعة وعاجلة لإبادة الخنازير».
ويدعم الصحفى الإسرائيلى وجهة نظره الطائفية من خلال لقاءات مع بعض سكان المنطقة. يقول «صابر جبريل» أحد سكان المنطقة للتليفزيون الإسرائيلى: «مافيش أى حالة إصابة لخنزير على مستوى العالم كله، ومع ذلك مصر هى الوحيدة اللى أعدمت الخنازير».

والتف عدد كبير من مربى الخنازير حول «صابر جبريل»، وشرحوا للمذيع الإسرائيلى أنهم كسبوا رزقهم من بيع لحوم الخنازير لأثرياء الأقباط الذين يقيمون فى أحياء أخرى، وطالب أحدهم بإيجاد حل لمشاكلهم، قائلاً: «إعدام الخنازير مش مشكلة، لكن لازم يبقى فيه بديل، علشان أعرف أعيش، وأعلم أولادى، أنا عايز أعيش زى أى حد فى مصر».
ويختتم المذيع الإسرائيلى تقريره من أمام دير الأب سمعان الخراز فى منشأة ناصر، قائلاً: «المكان الوحيد الذى يبدو صحيا ونظيفا فى هذا الحى هو الكنيسة التى تطل بخجل على الأحياء الفقيرة المحيطة بها، تلك الأحياء التى لا يمكن التمييز فيها بين البيوت، وأكوام القمامة، وبالوعات الصرف الصحى، فالحياة فى حى الزبالين غير آدمية بالمرة، ويعيش الناس فى حضن الحيوانات تقريبا،
وهو الأمر الذى يؤدى بلاشك لانتشار الأمراض، والأوبئة، ومع ذلك يبدو أن السلطات الإسلامية أخذت قرارها بإبادة الخنازير، وعدم تعويض المربين، لأسباب مختلفة تماما عن الحرص على حياة سكان هذه المنطقة.

«عراد نير» لم يغادر القاهرة فور الانتهاء من تقريره الأول، لكنه استغل الفرصة لإعداد تقرير عن محاولة اغتيال السفير الإسرائيلى فى القاهرة، وهذه المرة نقل التليفزيون الإسرائيلى بثا مباشرا من فوق كوبرى جامعة القاهرة، على مقربة من مقر السفارة الإسرائيلية.
وفى حوار بين المراسل ومذيعة الاستديو «يونيت ليفى»، أوضح «عراد نير» أنه لم يتمكن من التصوير داخل السفارة لدواع أمنية. وأشار إلى أن الخبر الذى نشرته «المصرى اليوم» عن محاولة اغتيال السفير الإسرائيلى فى القاهرة لم يفاجئ الطاقم الدبلوماسى فى السفارة، لأنهم اعتادوا على الإنذارات الدورية التى تحذر من استهداف شالوم كوهين، ومقر السفارة،
كما أنهم يتوقعون حدوث عملية من هذا القبيل فى أى لحظة،لكن السفارة طمأنت المشاهدين الإسرائيليين أن الحراسة حول مقرها تم تكثيفها بعد نشر اعترافات الخلية التى خططت لاغتيال السفير.