"قرية سلام" مسقط رأس البابا شنودة بلا كنيسة واحدة

مايكل فارس

* أول كنيستين يخضعون لسلطان البابا مباشرة مستقلين عن أسقف الإيبارشية.
* الأمن أجبر الأهالي على إمضاء تعهدات بعدم استقبال خُدام الكنيسة.
* التليفزيون المصري خدع العالم.
* الحكومة أخذت مدافن مسيحيي قرية البابا.
تحقيق: مايكل فارس – خاص الأقباط متحدون

منزل اقارب الباباذهبت لإجراء تحقيق عن قرية "السلام" مسقط رأس البابا شنوده وحقيقة صُدمت عندما علمت أنه لا توجد كنيسة واحدة هناك ، وتساءلت كيف للبابا شنوده يفتح كنائس في كل العالم إلا مسقط رأسه؟
تقابلت مع بعض أقرباء البابا الذين لا زالوا على قيد الحياة، منهم عادل بسطا ابن عم والد البابا ويعمل بالتدريس كما تقابلت مع تريزا سعد الله ابنة خال والدة البابا شنوده، وأخبروني عن بعض الحقائق الأولية عن قرية سلام وتركتهم لألتقي بآخرين يعرفون تفاصيل مغايرة عن قرية البابا وحياته بينهم.
في البداية لم  يعطني أحد من هؤلاء أي معلومات لأني صحفي ولكن عندما علموا إني (شماس بالكنيسة ؛ تريزا وابنها من اقارب الباباوكنت خادم في مدارس الأحد على مدار 9 سنوات تقريبًا) بدأ الحديث يأخذ مجرى آخر وبدأوا يحدثوني عن أسرار لم يعرفها أحد عن قرية البابا شنوده، لذا تعمدت في كتابة التحقيق أن أذكر الأسرار فقط والتي ظلت حبيسة على مدار عقود طويلة مضت ولكن جاء الوقت لتكشُف أمام الرأي العام.
وتعمدت عدم ذكر أسماء الشخصيات التي قالت لي هذه الأسرار لسببين، الأول طلبهم الشخصي بعدم ذكر أسماءهم، ثانيًا خوفًا عليهم من أي شيء يحدث لهم بسبب ما قالوه....

  * حقائق أولية عن قرية سلام
هي القرية التي وُلد بها قداسة البابا شنوده وتبعد 360 كيلو متر عن القاهرة، وهي تابعة إدرايًا لمدينة منفلوط بمحافظة أسيوط،ومن حيث التخطيط الكنسي للإيبروشيات فهي تتبع منقباد (الأقرب لها)، والقرى التابعة لمنقباد هي (سلام والدمايره؛ أولاد محمد؛ بهيج؛ العدر؛ الصليبية؛ بني حسين؛ نجع ابو حطب؛ نجع عبد الرسول؛ نجع سبع (مسقط رأس الأنبا موسي أسقف الشباب)؛ نجع رزيق؛ بني عديات.

المدخل الاول لمنزل البابا * العائلات والسكان المسيحيين بالقرية
عدد سكان القرية 17 ألف منهم 4 آلاف مسيحي يوجد بها حوالي 20 جامع ولا توجد أي كنائس؛ طالب الأهالي مرارًا وتكرارًا بإنشاء كنيسة ولكن الأمن رفض بشكل قطعي باستمرار، وعائلات القرية هم عائلة روفائيل؛ بساده؛ ثاؤفيلس؛ سليمان؛ رشيد؛ واصف؛ ديبيس؛ طُقش؛ اللبده؛ متياس؛ نقيره؛ سعيد؛ جاد الله.
والقرية بها حوالي 700 فدان كانت معظمها ملك للمسيحيين ولكن مع مرور الزمن وهاجر من هاجر وباع من باع أصبحوا يملكون حاليًا حوالي 100 فدان فقط.

المدخل الثاني لمنزل البابا  * التدخلات الأمنية لعدم إقامة كنيسة بالقرية
أقرب كنيسة للقرية كنيسة أبو سيفين التابعة لها القرية والتي تبعد 30 كيلو متر عنها حاولت إرسال بعض الخدام لعمل التربية الكنسية (مدارس الأحد) لأطفال القرية ولكن ما أن سمع الأمن بوجود خدام الكنيسة حتى إسشتاط غضبًا، فقام بأخذ مجموعة من كبار المسيحيين في القرية والذين كانوا يستقبلون الخدام وأجبروهم على الإمضاء على إقرارت على أنفسهم بعدم استقبال هؤلاء الخدام وهددوهم في حال عدم الإمضاء فهم سيتحملون عاقبة رفضهم؛ فما أن سمعوا هذا التهديد والإيحاءات عن عدم سلامتهم هم وأسرهم إلا وافقوا مجبرين؛ والسؤال ماذا فعلت الكنيسة عندما علمت أن مدارس الأحد أغلقت وتم إجبار الأهالي على إقرارات؟ لم تفعل شيء!!
وأكد أحد الاهالي أنه لن يستقبل أي خادم قائلاً "لأن الأمن جعلني أمضي علي إقرار ومنعوني من عمل أي اجتماعات الكهنة عارفين هذا ولم يسألوا فينا".
وتساءل ماذا سيحدث لو تحدثت الكنيسة مع الأمن وقالت أنها تريد أن تخصص منزل لعمل مدارس الأحد؟ سنرتاح نحن دون الخوف من قدوم الأمن ليلاً الساعة 3 فجرًا وأخذنا من وسط أولادنا، فنحن نخاف على أولادنا ونسائنا أكثر من أنفسنا.
المنزل من الداخل وكان الأمن حريص على عدم بناء كنيسة في القرية؛ وحدث منذ حوالي 20 عام أن قام بشرى عادل "من أبناء عم البابا شنوده" بهدم منزله ليعيد بناءه مسلح، وأثناء البناء تحدث مع أحد جيرانه المسلمين ضاحكًا قائلاً له "هعملها كنيسة"، ثاني يوم جاءته 8 مخالفات مباشرة حتى لا يبني البيت بحجة أنه بناه على أرض كانت زراعية؛ لولا أنه استطاع إدخال عضو مجلس شعب ليتوسط له عند وكيل وزارة الزراعة لإزالة المخالفات بعد تأكيد أنه منزل فقط.
وحاول الأهالي عمل جمعية خيرية مسيحية وكالعادة تم رفضها أمنيًا.

المنزل من الداخل * الحكومة تأخذ مدافن المسيحيين بقرية السلام
كان المسيحيون يملكون مدافن في منقبات في عزبة أبو القاسم التي تبعد 6 كيلو متر عن قرية سلام ليدفنون بها أمواتهم، تلك التي توارثوها عن آبائهم وأجدادهم، أخذتها منهم الحكومة وذلك تحت دعوى أن بها آثار إسلامية وأعطوهم بديلاً عنها.

* الأنبا أنطونيوس مطران منفلوط يخالف أوامرالبابا شنوده
قال الأنبا أنطونيوس عندما جاء وزارالقرية أول مرة بعد توليه المطرانية أن البابا شنوده قال لي "زور القرية في يوم عيد ميلادي كل سنة" ولكنه جاء مرة واحدة فقط ومنذ تلك المرة لم يدخل القرية نهائيًا، وذهب له شخصين من كبار المسيحيين بالقرية منذ سنوات يطلبان أحد الكهنة ليخدم في البلد حتى كل أسبوع مرة، فقال "أنا ما عنديش كهنة تروح "سلام"، بس لو عايزين كاهن يروح عندكم لازم توفر له عربية تاخده وترجعه وتعطيه 20 جنيه في اليوم وتوفر له الغذاء وتوفر له مكان في البيت الذي سيخدم فيه"، فقالا له الإمكانيات المادية ضعيفة عندنا مش ممكن يأتي بدون هذه الشروط؟ فقال المطران مفيش غير كدة فتركاه.
وأقرب كنيسة هي كنيسة أبو سيفين في قرية الجاولي تبعد حوالي 30 كيلو متر عن قرية سلام يركبون لها 3 مواصلات؛ ورعاة هذه الكنيسة هم أبونا متياس ومارتيروس ويوحنا وساويروس وغالبًا ما يأتي القمص يوحنا لتفقد القرية، والمشكلة أن الشخص الذي يملك أولاد حتى يذهب بهم للكنيسة يحتاج 15 جنيه مواصلات، ونظرًا لضعف الإمكانيات المادية للمسيحيين فلا يذهبون.

المنزل من الداخل  أول كنيستين يخضعوا لسلطان البابا مباشرة ويستقلون عن الأسقف التابعين له في منقبات التابعة لها قرية سلام ،وهناك كنيسة السيده العذراء في نجع مسرع وكنيسة مارجرجس في بني عُديات ضمن القرى التابعة لمنقبات التابعة لها سلام حدثت مشاكل بين راعي أحد الكنيستين وهو القمص أثناسيوس مع مطران منفلوط الأنبا أنطونيوس حتى وصلت إلى مسامع قداسة البابا شنوده، الذي أمر بعد تقصي الحقائق أن تكون الكنيستين تابعتين له مباشرة دون المطرانية.. وهي الأولى من نوعها في تاريخ الكنيسة أن تتبع أحد الكنائس رعاية البابا مباشرة دون أن تكون خاضعة للأسقف التابعة لها.

المنزل من الداخل * وصف منزل البابا..
منزل قداسة البابا على مساحة قيراط ونصف ينقسم إلى 3 أجزاء، فكان 3 منازل قديمة مفتوحة على بعض، وللمنزل واجهتان، والجزء الأول اشتراه صديق متياس معوض والذي لا زال على حالته القديمة، والجزء الثاني ملك وجيه نجيب مرقص (ابن عم والد البابا شنوده) الذي باعه لشخص يدعى لطيف رياض، والجزء الثالث اشتراه رسمي معوض متياس.
أخوة البابا شنوده هم: الدكتورة بثينة جيد روفائيل والأستاذ رؤؤف جيد (مديرمدرسة الفنية بنات بأسيوط سابقُا) والأستاذ فاروق جيد (موجه عام لمصانع الأسمدة والصبغ من المنيا حتى أسوان) والقمص المتنيح بطرس جيد.. والدتهم اسمها بلسم جاد من أبنوب الحمام.
 
باب الغرفة بة دائره نورانية بعد التقاط اول صوره التصوير  * التليفزيون المصري يخدع العالم.. ويزور الحقائق
وحدث أن التليفزيون المصري خدع المصريين بل والعالم، حيث جاء منذ سنوات طويلة قبل ظهور القنوات المسيحية وقبل تسجيل الفيلم التسجيلي (همسة حب) الذي يتحدث عن حياه البابا؛ فتم إذاعة برنامج على التليفزيون بعد قداس عيد الميلاد ليظهر كاهن بجوار سور كنيسة ليقول أنه كاهن كنيسة سلام مسقط رأس البابا شنوده، وتحدث عن العلاقة القوية بين المسيحيين والمسلمين في القرية وكيف يملأها الحب والسلام، وعندما شاهد أهل القرية المسيحيين هذه الحلقة امتلاؤا غضبًا من تزييف الإعلام المصري، لأن القرية حتى كتابة هذه السطور لا توجد بها كنيسة.

باب الغرفة في اول صوره له * محاولات الطائفة الإنجيلية إنشاء كنيسة إنجيلية بالقرية
كان هناك بعض المبشرين الإنجيليين أتوا إلى قرية سلام وهم شحاتة وفرج الله أبو صابر النص وعبده من بلد أولاد محمد والدمايرة بجوار القرية في السبعينيات، ليذهبوا لشخص يدعى المقدس مليكة سيدهم الذي كان بدون أولاد ليعقدوا اجتماعاتهم وخدماتهم في منزله، فوافق ولكنه لم يكن يعرف أنهم إنجيليين فطلبوا منه تحويل منزله لكنيسة فوافق، ولكنه رآهم دون الزي الكهنوتي فقال لهم (إحنا عايزين كهنة بعمة سودة يا بلاش)، فعرفوا أنهم من الطائفة الإنجيلية وليس الأرثوذكسية فأوقفوا عقد الاجتماعات ورفضوا دخولهم للقرية.

غرفة نوم البابا في منزلة القديم