CET 00:00:00 - 12/09/2009

كلمه ورد غطاها

بقلم: ماجد سمير
كان موسيقار الأجيال "محمد عبد الوهاب" من أكبر "الموسوسين" في التاريخ نظرًا لخوفه الشديد من العدوى بأي نوع من الأمراض، فالراحل العظيم كان يغسل الصابون بالصابون اتقاءًا من شر الميكروبات والفيروسات، ويقال أنه كان يطلب من أي شخص يريد الفوز بشرف مقابلته نطق كلمة "ممنون" لأن الكلمة السحرية وجهة نظر "عبد الوهاب" تكفي للكشف عن أي إصابة بالبرد حتى لو كان الأمر لا يعدو "شوية" زكام لأن المصاب سينطقها بدلاً من ممنون.... "ببنون".
وتقول الشائعات أن شخص ما منذ نحو ستة عقود أو أكثر رفض عمنا الراحل مقابلته بسبب ما أصاب أنف الضيف من كتمة وسدة سرعان ما أكتشفها موسيقار الأجيال بسهولة شديدة بسبب الكلمة العبقرية، فخرج الرجل غاضبًا وأتجه إلى مقر الحكومة في ذلك الوقت، وبالمصادفة كان هناك اجتماع مهم شارك فيه الرجل وأدلىَ بدلوه فيما يخص وزارة المعارف.

وأقترح الرجل "المزكم أو المزكوم" أن يتم تغيير اسمها فورًا إلى وزارة التربية و"التعليب" ولم يدرك المشاركون أن الرجل يكاد أن يكون "ألدغ" بسبب أنفه المسدود وأن حرف "الميم" تحول بسبب الفيروس اللعين إلى "باء"، ونفذوا فورا قرار "التعليب" وتحولت المعارف التي تولى مسئولية حقيبتها الوزارية يوما عميد الأدب العربي "طه حسين" إلى مركز لتعليب وحشو عقول التلاميذ طبقا لنظرية وحيدة لا ولن تتغير تسمى نظرية "المحشي".
ومع مرور السنوات نجحت سياسة وزارة التربية و"التعليب" في تحويل عقول الطلبة إلى ما يشبه علبه السردين أو السلامون المغلقة لا مجال فيها ولا مساحة بها لأي نوع من التفكير والإبداع لأن عملية التعليب العقلية كانت ومازالت "فول أوبشن" وحسبما يفخر دائمًا رجال العملية "التعليببية" الأشاوس أنهم قاموا بتنفيذ حلم الحكومة الأزلي الأبدي بمنتهى الدقة.

وأضافوا للعلبة العقلية كل أنواع الزيب والليمون والكمون لضمان عدم اختراق المحتوى بأي شيء خارجي قد يفسد عقول "المعلبون"بضم حرف الميم، وأشاروا أنهم لم يهتموا بوجود فحل البصل ضمن الخلطة السحرية ربما لأن الدموع ستسيل على حال أبنائنا بمنتهى السهولة دون الحاجة إلى مجهود البصل وصنته.
ولأن خطة الرجل "المزكوم" كانت طموحة وثلاثية الأبعاد بدأت بعد فترة قليلة غير طويلة المرحلة الثانية منها بظهور وزارة "التعليب العالي" إلى الحياة حتى تضمن الحكومة خضوع عقل "المعلب" بضم حرف الميم لها ولسياستها منذ الحضانة حتى الجامعة، خوفًا من قيام أحد الأشرار بفتح العلبة وإنارة العقل ويبدأ الناس في التفكير وهو أخطر عمل تقلق منه حكومات العالم النايم.
وباتت الأمور تسير حسب الخطة الجهنمية مناهج "تعليب" في وزارتي التعليب سواء العالي أو غير العالي، المهم أنها مناهج خارج الزمن تتحدث عن غيبيات ولا تخاطب سوى الحفظ والصم والتلقين وأصبح الشعب كله حافظ مش فاهم و"لا مواخذة" أحيانًا لا حافظ ولا فاهم، وإذا حاولت التطوير بما يتفق مع الأساليب العالمية المتعارف عليها يتم رفض التطوير بشكل قاطع وعندما تسأل عن الأسباب يخرج عليك المسئول بالرغم من استمرار إصابته بالزكام وكتمت الأنف، شاديًا اللحن الخالد للراحل عبد الوهاب "بن" غير ليه!

شارك بآرائك وتعليقاتك ومناقشاتك في جروبنا على الفيس بوك أنقر هنا
أعرف مزيد من الأخبار فور حدوثها واشترك معانا في تويتر أنقر هنا
  قيم الموضوع:          
 

تقييم الموضوع: الأصوات المشاركة فى التقييم: ٢ صوت عدد التعليقات: ١ تعليق

الكاتب

ماجد سمير

فهرس مقالات الكاتب
راسل الكاتب

خيارات

فهرس القسم
اطبع الصفحة
ارسل لصديق
اضف للمفضلة

مواضيع أخرى للكاتب

"بن" غير ليه

الخوف

الزول السوداني

حقنة لكل مواطن

هجمة مرتدة

جديد الموقع