CET 12:19:32 - 11/09/2009

مقالات مختارة

بقلم: صفوت سمعان يسى
أنتما مسئولان عن أكبر دولة أثرية في العالم تحوي ثلث آثار العالم وعن حضارة تعتبر من أقدم الحضارات المتقدمة علميًا ومعماريًا وثقافيًا وأول حضارة أرست الضمير الإنساني قبل الأديان السماوية (فجر الضمير)، وبالتالي مسئولان عن آثار الأقصر التي تحوي ثلثي آثار مصر، إلا تخجلا مما يحدث في تلك المدينة البائسة من تخريب وتكسير الآثار بدعوى التطوير؟ وكذلك إزالة وهدم منازل الأقصريين وتشريدهم بدعوى كشف الآثار والحفاظ عليها؟ وفي النهاية ستصبح الأقصر من أعظم مدينة أثرية في العالم إلى مجرد مدينة مهجرة مثل مدن القنال سابقًا، وستصبح مدينة كافيهات وفنادق مثل مدينة شرم الشيخ وستفقد طابعها الأثري للأبد بسبب تقصير سعادتكما في الدفاع عن هذه المدينة وكأنها لا تخضع لسلطانكما، وإنما الذي يهمكما هو دخول ملايين الدولارات من حلب بقرة زيارة الآثار والتي سيجف ضرعها بسبب ما يحدث لها.

 قصر يسى باشا السيد/ زاهي حواس.. برنس الآثار في العالم معشوق الأمريكان والفرنسيين، أين أنت مما يحدث في الأقصر كيف تجرؤ بالسكوت على ما يحدث من تدمير الآثار بالأقصر ومن التعامل في المناطق الأثرية باللوادر والحفارات؟ كيف تسكت على عدم حماية الآثار وعدم سرقتها بتركها للمقاولين ومعداتهم نهبا لهم؟ هل نسيت سرقة تمثالي رمسيس الجالسين من الجرانيت الأسود وزن الواحد لا يقل عن ثلاثة أطنان من فندق Luxor hotel أثناء تطويره من سنوات ووضعه داخل عربات نقل المخلفات وعدم رجوعه حتى اليوم؟؟؟

كيف تجرؤن على السكوت على الاستيلاء على أراضي شارع المنتزة التي نزعت من المواطنين بالقوة والتهديدات بغرض حرم طريق كباش 26 متر، وأعطيت لشركة استثمارية لبناء فندق عالمي بالرغم من أنها منطقة أثرية بالكامل امتداد لمعبد الأقصر، وتم تسويرها بالأسوار على نفس حرم المباني القديمة التي أزيلت 26 متر!!! أي نزعت من مستثمرين أقصريين لكي تعطى لمستثمر واحد أجنبي!!! وكان يتم التنقيب ليلاً فيها من لصوص الآثار وعند انتهاء الأسوار سيسهل عليهم التنقيب دون ملاحظتهم!!! وقد سبق أن أرسلت لكم فاكس بذلك من سبعة أشهر على مكتبكم ولم اسمع ردًا!!!

كيف تجرؤن على السكوت على هدم المباني الضاربة بالقدم في البر الغربي بالقرنة غرب الأقصر، وكانت تعطي بانوراما للجبل الأثري وتهدمون جزء أصيل من تاريخ تلك المنطقة (التي أخذت منها ومثلت فيها قصة فيلم المومياء لشادى عبد السلام)، وكان يتم هدم تلك المنطقة أيضًا باللوادر والحفارات في منطقة ذات تراث زاخر بالآثار، وكانت المعدات الثقيلة تقع فى بيبان (أبواب مقابر لم تكتشف) وتم هدم بيوت مسجلة في اليونسكو مثل بيت عبد الرسول مكتشف خبيئة حتشبسوت مما أغضب اليونسكو منكم وهدد بشطب الأقصر من التراث العالمي وجعل الأقصر مدينة تراث في خطر.

كيف تجرؤن على السكوت على هدم قصر يسى باشا الوفدي دون أن تهتز لكم شعرة واحدة؟ أليس هذا قصر أثري محسوب على قطاع الآثار أليس يحمل ذكريات تاريخية وعبق التاريخ مثله مثل مبنى فندق OLD WINTER الأثري الذي يجلس على الآثار هل تجرؤن على هدمه؟!!! ومن الغريب تم هدم القصر تمامًا وسيتم هدم القصر الذي بجواره قصر توفيق أندراوس باشا في القريب العاجل بحجة كشف الآثار، بينما على بعد عشرة أمتار من القصر المزال سيتم بناء فندق أستثماري عالمي وعلى أرض تحوي تحت منها الآثار في منطقة المنتزه المذكورة أعلاه!!! شىء غريب يتم هدم القصر بحجة كشف والحفاظ على الآثار بينما فى المقابل وبجواره يتم تدمير الآثار الجاري اكتشافها لبناء فندق خمس نجوم، وبالرغم في السابق كان يوجد فندق مينا بالاس ثلاثة نجوم في نفس المكان تم هدمه بغرض كشف الآثار! أليس هذا من المضحكات ولكنه ضحك كالبكاء؟

 قصر يسى باشا السيد/ زاهى حواس كبير أثري مصر والعالم.. بعد هدم القصر وتسويته بالأرض يجب أن تستلم الأرض من المجلس والذي ينتهي دوره عند الإزالة العلوية ويحظر دخول المقاولين ومعداتهم وتبدأ هيئة الآثار والبعثات الأثرية التنقيب بالطرق المعروفة والدقيقة، وكذلك يجب أن تستلم أرض المنتزه قبل بناء فندق عليها ويتم عمل مجسات ومسح شامل ودقيق لها حفاظًا على الآثار المسئول عنها وحفاظًا عليها من السرقات وحتى لا تكون فضيحتنا بجلاجل وسط الأمم، ودعنى عفوا أقول إلا يستبدل سا- مى – رع الفرعون الجالس على عرش الأقصر (على طريقة الباحث عبد المنعم عبد العظيم) طاقيتك الأمريكاني بالعمة التي ألبسها لجميع ساكني الأقصر!!!

السيد/ سمير غريب رئيس جهاز التنسيق الحضاري.. لماذا السكوت التام بعد تنديد سيادتكم على الجرائد والمجلات والتليفزيون على ما يحدث فى الأقصر من سوء التخطيط الغير مدروس والمخالف للنمط الفرعوني فى الأقصر؟ وعلى ما يحدث من هدم القصور الأثرية ويقدر عددهم بخمسة وجاري التخطيط لهدم ثلاثة آخرين؟ أليست الأقصر سميت بالأقصر لكثرة القصور وإذا هدمت فماذا يتبقى للاسم؟ هل نسميها مارينا الصعيد نظرًا لهدم كل شيء قديم وإنشاء مباني خراسانيات على الطراز الحديث!!! هل سكوتك كما قيل منعًا لإحراج فاروق حسنى المرشح لليونسكو وتمهيدًا للحلم الآتي!!!

السيد/ الوزير فاروق حسني.. ألا تخجل من ترشيحك لليونسكو الجهة المسئولة على الحفاظ على التراث العالمي والإنسانى بينما سيادتكم لم تحافظ على أثارنا فى داخل أرضك ووطنك وتركت ما يحدث فى الأقصر؟ وكأنك غير مسئول عما يحدث لها وعلى ما يفعله فرعون الأقصر من هدم وتشريد ونسف وإزالة لسكانى الأقصر وكأننا فى مدن غزة، وأرجوك إظهار خريطة التطوير المزعومة إذا كانت توجد حتى يعرف أهل الأقصر مقدمًا على أى جانب من تلك البلد البائسة يرتحلون!! ألم تصلك رائحة الشائعات الخاصة بسرقة الآثار من أمام فندق أميليو وتحت مكان الشرطة القديم وطريق الكباش الجديد أمام المكتبة وما يقال عن خبيئة موجودة تحت قصر يسى باشا الجاري هدمه والذى احتله الهكسوس ونقبوا بداخله طمعًا فى الخبيئة وجاء التتار ولم يتركوه لأصحابه إلا مستويًا بالأرض وطارت الأرض أيضًا على أصحابها؟!!

 قصر يسى باشا ألا تعرف تاريخ القصر الذي تم تصنيفه من قبل مصلحة الآثار كأثر يحمل الرقم 1 ضمن المبانى ذات الطابع المعمارى المميز الفريد الذى لا يجوز هدمه بجانب أن القصر لا يعوق مشروع الحديقة التراثية المزمع إنشائها، وخلال ما يزيد على نصف قرن من الاحتلال الإنجليزى تم الاعتداء على القيمة المعمارية والجمالية له حيث تم هدم الدور العلوى دون الرجوع إلى الملاك وأزيلت القبة الجميلة التى كانت تعلوه والتى ظهرت فى صورة القصر فى كتاب مصر الماضى الذى كتبه T.G.H.JAMSER وقام بتصويره المصور العالمى GRAHAM. HARRISON، كما وصف القصر داخل الكتاب باسم القصر البديع والذى بنى على الطراز الفرنسى القديم فى أواخر القرن ال19 وأوائل القرن ال20 وقد دخل القصر كوكبة من عمالقة مصر منهم سعد زغلول ومصطفى النحاس والشيخ محمد عبده وإمبراطور الحبشة هيلاسلاسى وملوك إيطاليا وبلجيكا ورومانيا وأسرة قيصر روسيا، وكل منهم لهم ذكريات داخل جبنات هذا القصر (نقلا من مقالة الصحفى نصر وهبى).

السيد/ الوزير الفنان فاروق حسنى.. إن لم تستطع الحفاظ على آثارنا فكيف ستكون مسئولاً عن آثار العالم وكيف ستكون مسئولاً عن الثقافة والفكر العالمى ونحن لم نرى إلا سيادة الفكر الظلامي وتغييب العقول وتراجع المثقفين عن مبادئهم وفكر الفقر وفقر الفكر فى عصر توليك الثقافة فى مصر.. لك الله يا مصر الحديثة والقديمة.

أيها السادة إن لم تقوموا بمسئولياتكم نحو الحفاظ على آثارنا وتراثنا وعلى نهضة مصر ثقافيا فما هو دوركم وان لم تؤدون دوركم وواجبكم فلتستقيلوا يرحمكم الله.

المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع
شارك بآرائك وتعليقاتك ومناقشاتك في جروبنا على الفيس بوك أنقر هنا
أعرف مزيد من الأخبار فور حدوثها واشترك معانا في تويتر أنقر هنا
  قيم الموضوع:          
 

تقييم الموضوع: الأصوات المشاركة فى التقييم: ١ صوت عدد التعليقات: ٤ تعليق

خيارات

فهرس القسم
اطبع الصفحة
ارسل لصديق
اضف للمفضلة

جديد الموقع