CET 00:00:00 - 09/09/2009

كلمه ورد غطاها

بقلم: ماجد سمير
لم يكن ري الأراضي الزراعية بمياة الصرف الصحي غير المعالجة هو الاختيار الوحيد، بل أن عدد كبير من الشعب يعرف المقولة الشهيرة "اللي مش عاجبه يشرب من البحر"، رغم أن معظم المصريين لا يبدي أي اعتراض عن ما يحدث في مصر وإن كان لا يبدي لا موافقة ولا إعتراض ويعيش بين البينين، وشرب الناس من البحر والترعة ومياة المجاري وقبل كل ذلك ورث المصري جيل بعد جيل قدرته الفائقة على الشرب من "الكيعان" وكذا شرب المر حتى لو كان بالشاليموه أو في أكياس، لذا حرصت الحكومات المتتالية على منح مشروع كيس وشفاطة لكل مواطن كل فرص النجاح لضمان تفاعل الشعب من مع فكرة الشرب بصرف النظر عن نوع ومصدر المشروب.

وظهر المسئول المبتسم وكأنه يمثل في إعلان معجون أسنان يحذر الناس من خطورة التسويس وأهمية استخدام الفرشة رغم أنها غالبًا لا تكون فرشة غير سعيدة ولا مباركة، وبعد الإعلان لزوم ضمان الحصول على السبوبة يبدأ فورًا السيد المسئول في الرد على اتهام الحكومة بالتسبب في انتشار الإصابة بالفشل الكلوي بقول مأثور مضمونه أن من فشلت عنده الكلى بالطبع يملك كبد، وإذا كان كبده معرض للإصابة بفيروس a,b,c فهو شخص محظوظ لأنه يملك الإختيار، ولو كانت إجابته صحيحة ربما يحصل على الدرجة النهائية في إمتحان الجهاز الهضمي ويفوز بجهاز تسجيل ومكواة.

وأبدى المسئول المزيد من الفشخرة والتعالي على كل مسئولي دول العالم مؤكدًا أننا الدولة الوحيدة التي نجحت في إستغلال صدور ورئات (جمع رئة) شعبها في تصديق كل قرارات وتصريحات حكومتها أو حتى أحلامها بعد أن استنشقت مليارات الأطنان من الأسمنت الأبيض والأسود والألوان، رغم أن النتجية الطبيعية للتعامل مع الأسمنت بإي طريقة هي "الشك"، لكن عبقرية الحكومة أقنعت الشعب أن قرار بناء مصانع الأسمنت في أماكن متعددة بالجمهورية خاصة حلوان كان قرارًا ليس فقط "حلو" واحد، وإنما قرار "حلوان"، وأضافت السحابة السوداء غير معلومة المصدر لخطة الحكومة نجاحًا فوق نجاح في كتم أنفاس الشعب، واتهم المسئول الفلاحين في انتشار السحابة بحرقهم قش الأرز، ولم يصدق المسئول رد الفلاحين على الاتهام الذي أطلقه الفنان "محمد هنيدي" في فيلم "جاءنا البيان التالي" يا باشا طب بدل ما نحرقه ناكله.
ويظل الوضع كما هو عليه الحكومة تفخر وتتفشخر بما أنجزته طوال العقود الماضية وما ستنجزه في العقود التالية وتعتبر أمراض الشعب إنجازات لا مثيل لها، وكأنها تأخد من منظمة الصحة العالمية نسبة عن كل مريض مرض مزمن، وقريبًا سيظهر السيد المسئول في يده مشروع جديد يؤكد على قصة "الشك" وشعاره الوحيد "حقنة لكل مواطن".

شارك بآرائك وتعليقاتك ومناقشاتك في جروبنا على الفيس بوك أنقر هنا
أعرف مزيد من الأخبار فور حدوثها واشترك معانا في تويتر أنقر هنا
  قيم الموضوع:          
 

تقييم الموضوع: الأصوات المشاركة فى التقييم: ٠ صوت عدد التعليقات: ١ تعليق

الكاتب

ماجد سمير

فهرس مقالات الكاتب
راسل الكاتب

خيارات

فهرس القسم
اطبع الصفحة
ارسل لصديق
اضف للمفضلة

مواضيع أخرى للكاتب

الخوف

الزول السوداني

حقنة لكل مواطن

هجمة مرتدة

المصير

جديد الموقع