CET 00:00:00 - 27/08/2009

فاقد الأهلية

بقلم: سحر غريب
أصبحت العزومات من الرفاهيات التي لا يجب على رب أو ربة الأسرة أن يحلما بها، فهي بمصاريفها الغير معقولة تتسبب في جفاف حاد في ميزانية الأسرة.
قديمًا كانت العزومات عبارة عن ولائم تقوم ربة المنزل بالطبيخ فيها وحدها وكأنها "سوبر وومن" قادمة من القصص الخيالية لكي تقوم بضيافة عدد لا حصر له من الضيوف الجوعانة، فكانت تصنع المحاشي وتحمر وتشمر وتتعك في الطبيخ بكامل طاقتها، ثم تعاني بعد ذلك من آلام حادة في المفاصل وقشف مستفحل في اليدين وشعور بالتصاق غير مرغوب فيه بالمطبخ وأدواته يجعلها تصاب بفوبيا المطابخ لوقت طويل بعد العزومة القاتلة، أما الزوج فكان المسكين يستلف ويستدين من معارفه حتى يخرج في مظهر مشرف أمام معازيمه.

وعندما زادت المصاريف وعانىَ الجميع من الغلاء الذي يهدد أجدعها جيب ويجعله على الحديدة فقد اختفت العزومات وابتعد الإخوة والأخوات منعًا لإصابة الجيوب بإسهال في المصروفات يتبعه جفاف في الميزانيات يفشل أجدعها محلول جفاف في معالجته، ولأن الحق يقال فقد خرج علينا الجيل الجديد، جيل المفلسين المخضرمين الذين يعيشون حياتهم في الغالب على الإعانات المقدمة من الأهالي باختراع فكرة جديدة لتجميع الأهل والأصدقاء والمحافظة على بقية الشهر من الفلس المتوقع بعد عزومة فاخرة واحدة، فقد اخترعوا الديش بارتي وهي ببساطة حفلة أو عزومة يتجمع فيها عدد كبير من الأسر تقوم كل ربة بيت من المعزومات بطبخ أحلى أكلاتها والمساهمة بها وقد وصلتني فكرة الديش بارتى من صديقة اعتز بصداقتها واسمها "حنان" التي عاملت جيوبنا بكل حنان ودلتنا على وسيلة ممتازة للم شمل الأصدقاء بدون تحمل عبء إضافي نحن في غنى عنه.

فكنت أتكفل أنا بالفراخ البانيه وتتكفل أخرى بالكفتة وتتكفل ثالثة بالمحاشي فقط وتتكفل رابعة بالأرز أبو خلطة أما الشباب فكانوا يتكفلون بالحلويات الجاهزة ثم نقوم بحساب تكلفة الأكلات التي تكلف أكثر من غيرها من لحوم وفراخ ونتقاسم ثمنها فيما بيننا.
وأتذكر حينما جاء الدور على بيتي لإقامة تلك الوليمة المشتركة إنني لم أقم بأي مجهود سوى عمل السلطات وتقديم العصائر وأتذكر أيضًا نظرات الحسد من جيراني بسبب عدد الضيوف الذين زاروني يومها ومنظري الغير مهدود بعدها.
أما الذي أحلم به وأتمناه فهو تعميم تلك الفكرة الجديدة داخل نطاق عائلتي حتى استطيع أن ألم الجميع في بيتي وأعيد لبيت العيلة عهده البائد المنصرم.

شارك بآرائك وتعليقاتك ومناقشاتك في جروبنا على الفيس بوك أنقر هنا
أعرف مزيد من الأخبار فور حدوثها واشترك معانا في تويتر أنقر هنا
  قيم الموضوع:          
 

تقييم الموضوع: الأصوات المشاركة فى التقييم: ٢ صوت عدد التعليقات: ٤ تعليق