CET 12:10:36 - 03/09/2009

مساحة رأي

بقلم: ناهد صبري     
إن ما تمر به مصر منذ ما يقرب من خمس وعشرين سنة من تناحر وقتل بين قطبي الأمة من المسلمين والأقباط في إطار من الشرعية الدينية والشرعية المدنية خاصة من الجانب المسلم وكأن الإسلام يحض على الجهاد ضد المدنيين العُزّل من الرجال النساء والأطفال!! مرجعه إلى الضعف الذي آل إليه حال الأقباط في السنوات الأخيرة.
فقد تعودنا التراجع والنوح ونسينا أن يسوع كان مقدامًا.. ثائرًا.
تعودنا الشكوى، وملأنا الجو صراخًا وعويلاً ونسينا أن يسوع لم يتوجع أمام أعدائه قط.
تعودنا أن نزرف الدمع السخين ونسينا أن يسوع كان يترنم بترنيمات النصرة والفرح حتى في أحلك الأوقات.
هو لم يخش أعدائه ولم ينزعج أمام مضطهديه.

إن أحد أبرز عوامل الإخفاق في إيجاد سياسة فاعلة في مواجهة الفتنة الطائفية والاقتتال بين أي طرفين يتمثل في غياب المواجهة والتناقض الفج بين الشعارات المعلنة وبين المسكوت عنه بين ما ينادي به البعض وبين الحياة المعاشة المليئة بالضعف والتخاذل.
لقد ظل البعض منّا يكرس الضعف في تعاليم السيد المسيح لسنوات طويلة مع أنه كان قويًا وهم لا يفهمون معنى القوة في هذه التعاليم.
وقد تصفحت العديد من المواقع الالكترونية والمنتديات على شبكة الانترنت عقب العديد من الأحداث الطائفية من حرق الكنائس والاعتداء على البيوت والأشخاص وخلافه وقرأت تعليقات مريرة كدت أن أرى دموع أصحابها كلها على شاكلة ربنا يسامحهم، نحن محتاجين قوة من السماء لمساعدتنا، ربنا يكون معانا كل حين طبعًا هذه حقيقة لكن ليس هكذا تؤخذ الحقوق.

وقد تقابلت مؤخرًا مع أحدهم وبعد حوار قصير معه قال في حرقة بائنة من لطمك على خدك الأيمن فحوّل له الآخر أيضًا.
الحق أنه لا توجد آية في الكتاب المقدس أسئ فهمها قدر هذه الآية، فهي لا تعني الضعف لكن تعني القوة.. نعم تعني القوة فمن لطمك على خدك الأيمن أي جاءك من الخلف –إذ أن الطبيعي أن يلطمك الإنسان على خدك الأيسر– فواجهه فإذا قوى على مواجهتك ليكن ذلك على خدك الأيسر.
فالسيد المسيح نفسه حين ضربه عبد رئيس الكهنة قال له: "إن كنت قد تكلمت رديًا فاشهد عليَّ بالردي وإن حسنًا فلماذا تضربني؟".

فإذا أردنا الاقتداء بالمسيح، فلنواجه الظلم ونواجه كل أشكال التمييز ضدنا.
لندرك أننا نسور نعيش فوق أعلى القمم وعلينا أن نبقى دائمًا هناك.
لنعلم أنه ليس بالآنيين وحده يحيا الإنسان.
لننمي قوانا الاقتصادية والعلمية والاجتماعية أيضًا.
لنعلم إن حياة المسكنة والخوف لا تمسك شيئًا.
لا نكن طائرًا مكسورًا.
لا نلون الحياة بلون الألم.
لا نخف من مضطهدينا ولا ننزعج من أعدائنا.
إن الضابط في قسم البوليس الذي يأمر بتعذيب شخص لأنه مسيحي يجب مقاضاته والرئيس الذي يضطهد مرؤوسيه لنفس السبب يجب محاكمته وأستاذ الجامعة الذي يتحكم في مصائر طلبته الأقباط يجب أن تقدم الأدلة ضده بكل الوسائل القانونية.

شارك بآرائك وتعليقاتك ومناقشاتك في جروبنا على الفيس بوك أنقر هنا
أعرف مزيد من الأخبار فور حدوثها واشترك معانا في تويتر أنقر هنا
  قيم الموضوع:          
 

تقييم الموضوع: الأصوات المشاركة فى التقييم: ٣ صوت عدد التعليقات: ١٣ تعليق