CET 00:00:00 - 24/07/2009

في دائرة الضوء

بقلم: عماد توماس
فاروق حسني وزير الثقافة المصري، يُطلقون عليه "الوزير الفنان" وهو الوزير الأكثر إثارة للجدل والانتقادات من التيار السلفي في مصر، كان الحاضر الغائب طوال الأيام الماضية، سواء للحديث عن مشواره إلى اليونسكو أو على خلفية اتهام البعض له بتدخله في ترجيح فوز الدكتور سيد القمني بجائزة الدولة التقديرية في العلوم الإجتماعية، حتى أن أصابع الاتهام وُجهت له على خلفية إعطاء الجائزة للقمني، واعتبرها البعض ركلة ترجيحيه له للوصول لمنصب مدير منظمة الأمم المتحدة للتربية والثقافة والعلوم (اليونسكو)، لكنه نفى التدخل بمنح بجوائز الدولة وأكد على أن وزارة الثقافة "ليس لها علاقة بمنح أو منع المبدعين والمفكرين والمثقفين جوائز الدولة التي تقدم من خلال المجلس الأعلى للثقافة، سواء كانت جوائز تشجيعية أو تقديرية".

فاروق حسنى* هو الوزير الذي لم يستطع أن يرضي أحد، فبعض من الأقباط المسيحيين غضبوا منه بعد نشر كتاب "المعلم يعقوب" وكثير من الأقباط المسلمين شنوا حرب ضده بعد نشر وزارة الثقافة رواية "وليمة لأعشاب البحر".
* فاروق حسني من مواليد الإسكندرية في عام 1938، احتفل بعيد ميلاده الـ 70 العام الماضي، وهو واحد من أهم الفنانين التشكيليين المعاصرين في مصر، تجد لوحاته إقبالاً كبيرًا خاصة في روما.
* تولى وزارة الثقافة منذ أكثر من 22 عام في عام 1987. وهو الوزير الأكثر يقاءًا في الوزارة، لكنه أعلن أنه سيترك وزارة الثقافة سواء فاز بمنصب اليونسكو أو لم يفز.
* حصل على جوائز وأوسمة دولية وشهادات تقدير عديدة أولها جائزة مهرجان كانى سير مير –فرنسا– 1972 وآخرها جائزة منتدى البحر المتوسط للسلام –ليتشي- إيطاليا 2008.
* يجيد الفرنسية والإيطالية إجادة تامة بجانب العربية لغته الأم، وملم باللغة الإنجليزية.
* في عام 2005 قام بخطوة غير مسبوقة في تاريخ الوزراء لمصر عندما قدم استقالته على خلفية حريق مسرح "قصر ثقافة بني سويف" وأعلن بشجاعة يُحسد عليها تحمله المسؤولية الأدبية عن الحادث، ولكن الرئيس مبارك رفض الاستقالة.
* انتقد الحجاب في تصريحات على الهواء مباشرة، مما أثار السلفيين والمتشددين ضده، وشنوا حملة إلكترونية وفضائية ضده، وعاد بعد ذلك للاعتذار المقنن فقال أنه ليس ضد حجاب المرأة "بوجه عام"، لكنه يرفض حجاب الطفلة الصغيرة لأنها كما قال "تدمر طفولتها البريئة".
* دائمًا وأبدًا ينحاز لحرية الرأي والفكر والتعبير، ويرى أن "الإبداع ليس له حدود ولكن قبول الإبداع له حدود، بمعنى أن المبدع من حقه أن يكتب كيفما شاء بدون حدود أو قيود، ولكن استقبال المتلقي للإبداع يتوقف على حالة المتلقي ذاته وفكره ومعتقداته".
* يرفض عرض الكتب على الأزهر إلا ما يتعلق بالكتابات الدينية التي تمس العقيدة والموضوعات الشرعية.
* يسعى فاروق حسني للحصول على منصب مدير عام اليونسكو. وفي طريقه إلى اليونسكو اعتذر في مايو الماضي في مقال صحفي نُشر في عدة صحف أجنبية مثل صحيفة "لوموند" الفرنسية قال فيه "أود أن أقول بوضوح إنني آسف للكلمات التي استخدمتها". وكان يقصد الأقوال التى نُسبت له بتهديده بـ "حرق الكتب الإسرائيلية الموجودة في المكتبات المصرية" وأتى هذا الاعتذار بعد إعلان الحكومة الإسرائيلية سحب اعتراضاتها على ترشيحه لليونسكو واعتبر البعض أن اعتذاره نوعًا من "التنازل" من أجل الوصول إلى اليونسكو.
* ما زال يؤكد أنه الأوفر حظًا في الفوز بمنصب مدير عام اليونسكو رافضًا الانسحاب في ظل الوعود العربية والإفريقية له وانسحاب المرشح الجزائري، على الرغم من ضراوة المنافسة "التي أصبحت تحكمها حسابات واعتبارات خاصة" وينافسه فيها بقوة المرشحة النمساوية.
* المدون الشهير وائل عباس صاحب مدونة "الوعي المصري" قال عن فاروق حسنى "ستفقد اليونسكو كل مصداقيتها إذا اختارته مديرًا عامًا لها" متهمًا إياه بأنه غير محدد التوجه، ليبراليًا أم محافظًا. ويضيف عباس: "أنه مجرد مخادع. عندما وصل إلى الحكم كان شعره طويلاً وبدا أكثر انفتاحًا من الآخرين، لكنه بات يغازل اليوم الإسلاميين المحافظين".
* تشكلت سياسته في العمل الثقافي على محاور عدة منها التجديد والابتكار، اللامركزية في العمل، البحث عن حلول مبتكرة لمشاكل التمويل، التفاعل مع ثقافات العالم والانفتاح عليها.
* قام بدور فعال في المشروع القومي المصري لمحو الأمية للذكور والإناث عن طريق فتح فصول لمحو الأمية وتعليم الكبار في بيوت وقصور الثقافة، وعددها 530 قصر ثقافة تنتشر في ربوع مصر.
* اهتم فاروق حسني بالعمل الأثري والمتحفي، فقام بتحويل هيئة الآثار المصرية إلى المجلس الأعلى للآثار, وواكب ذلك أكبر حركة تنقيب وترميم وإنشاء متاحف جديدة للآثار المصرية في عصورها المتنوعة: فرعونية، يونانية ورومانية، يهودية وقبطية وإسلامية.
* أطلق المشروع القومي لمكتبة الأسرة ومشروع القراءة للجميع الذي يتيح نشر ملايين من نسخ الكتب سنويًا بمقابل مادي رمزي للنسخة الواحدة.
* دشن مشروع مكتبة القرية لخدمة القرى المحرومة والنائية والبعيدة عن العمران ووصل عددها 120 مكتبة ويستمر إضافة 10 مكتبات سنويًا.
* الأيام القادمة ستجيب لنا عن أين سيتجه فاروق حسني من وزارة الثقافة... إلى "اليونسكو" أم إلى "منزله"!!

هوامش
•     ويكيبيديا، الموسوعة الحرة
•     الموقع الرسمي لفاروق حسني

شارك بآرائك وتعليقاتك ومناقشاتك في جروبنا على الفيس بوك أنقر هنا
أعرف مزيد من الأخبار فور حدوثها واشترك معانا في تويتر أنقر هنا
  قيم الموضوع:          
 

تقييم الموضوع: الأصوات المشاركة فى التقييم: ٤ صوت عدد التعليقات: ٢ تعليق