| بقلم : كمال غبريال الآن جاء الدور على الليبرالية، التي كانت تحرّض حسب خطابهم على الإنحلال والفسوق، فتفكيرهم المتمحور حول جسد المرأة، لا يستطيع أن يفهم من الحرية إلا جانبها الجنسي، هذا الجانب الذي يحتل مكانة أولى في خطابهم المهيمن، والذي يقر، بطلاء شفاف من الشرعية المدعاة، ما يستنكره ويندد به هؤلاء في الظاهر، بل ويستهجنه ويرفضه رفضًا قاطعًا أصحاب الليبرالية المفترى عليهم!!. .  الليبرالية الآن، وبعد إنهيار النظم الشمولية وأيديولوجياتها المعادية لحرية الفرد، والتي كانت تحاول سجن الإنسان داخل قوالبها، ليستحيل إلى مجرد ترس في آلة، ليكون فقط من واجبه أن يكدح، ومن حقه أن يأكل ويتناسل، دون أن يُسمح له بالتفكير أو حتى بالحلم بحياة تختلف عن تلك التي يحشرونه فيها كما لو زنزانة... بعد إنهيار كل الجدران التي كانت تحاول إعتقال الإنسان باسم الحقيقة المطلقة التي توصل إليها عباقرة الشمولية،. هكذا بدأنا نرى اليساريين يلحقون بتوصيفهم كلمة ليبرالية، سواء جاء انتحال الوصف معبرًا عن تحول حقيقي في الفكر، ينحو لفهم المبادئ الإشتراكية على أسس جديدة ليبرالية، أو جاء إنتحال كلمة الليبرالية كمحاولة مخادعة لتجميل وجه متجمد وقبيح!!  صارت الحجة التي يدافعون بها عن إرتداء النقاب في أوروبا هي الإيمان بالليبرالية. . الأمر عجيب وطريف إلى حد يجعلنا نتوقع لهؤلاء إذا ما تمادوا في تقهقرهم في الزمن والحضارة حتى يصلوا إلى العصر الجاهلي، أن يطالبوا بحقهم في وأد البنات بموجب الليبرالية!! ومرحليًا هناك أيضًا مشكلة غير هينة، وهي إلتباس مفهوم الليبرالية عند الشعوب الأوروبية مبدعة الليبرالية ذاتها، ذلك الإلتباس الذي يعوقها حتى الآن عن اتخاذ موقف حاسم من أولئك الذي ذهبوا إلى أوروبا ليدمروا الحضارة على رؤوس أصحابها. . لا نتوقع بالطبع أن يبقى هذا الإلتباس طويلاً، فالظلاميون أنفسهم بتماديهم في غيهم، سوف يدفعون الشعوب الحرة للإستيقاظ، وإلى "إدراك الحمرة من الجمرة". . إدراك الفرق بين ممارسة الحرية لتحرير الإنسان، وبين استخدامها لقهره وإسدال ستارة سوداء على الحياة والحضارة. الآن لنا أن ننتظر أن يأتي الدور على المفهوم الثالث، والذي يمر الآن بطور المحاربة من قبل محترفو خلط الأوراق، وخداع البسطاء. . ذلك هو مفهوم "العلمانية"، الذي يصور للناس الآن على أنه مرادف للكفر بالله وبالأديان، تمامًا على ذات النهج الذي سبق استخدامه مع مفهومي الديموقراطية والليبرالية، مع فارق طفيف فيما ينسبونه من تهم زائفة في كل مرة ولكل مصطلح. .  | 
| شارك بآرائك وتعليقاتك ومناقشاتك في جروبنا على الفيس بوك أنقر هنا | 
| أعرف مزيد من الأخبار فور حدوثها واشترك معانا في تويتر أنقر هنا | 
| تقييم الموضوع:       |  الأصوات المشاركة فى التقييم: ١ صوت |  عدد التعليقات: ١ تعليق | 

 مساحة رأي
                مساحة رأي            









