CET 00:00:00 - 15/04/2010

أخبار وتقارير من مراسلينا

كتبت: ميرفت عياد – خاص الأقباط متحدون
إن تعريف مصطلح الاغتيال يُعدْ من الأمور العسيرة لأن القائمين بعملية الاغتيال يعتبرونه عملاً بطوليًا في سبيل نشر أفكارهم، وسواء كان القائمون بالاغتيال شخص واحد أو مؤسسات فهم يرون إن الشخص الذي يريدون تصفيته جسديًا يعوقهم عن انتشار أوسع لأفكارهم وأهدافهم سواء كانت هذه الأفكار سياسية أو اجتماعية أو عقائدية، وفي المقابل يؤمن جميع البشر بأن الاغتيال عملية قتل منظمة ومتعمدة تستهدف إحدى الشخصيات ذات التأثير الاجتماعي أو السياسي أو الديني أو العسكري.
وعلى صعيد آخر يستعمل مصطلح الاغتيال بمفهوم أدبي لوصف حالة من الظلم مثل اغتيال البراءة، اغتيال الفكر، اغتيال الحرية... الخ ، وهناك العديد من وسائل الاغتيال مثل القتل بطلقات نارية، أو الحرق، أو الإلقاء من إحدى الطوابق العليا، أو الصدم بالسيارة.

والحقيقة إن مصر خلال تاريخها الطويل مرّت بالعديد من عمليات الاغتيال لأبنائها الأبرياء والتي تمت لأسباب عديدة، نذكر منها اغتيال أمين عثمان وزير المالية في حكومة الوفد ورئيس  جمعية الصداقة المصرية البريطانية، وقد تعرض للاغتيال في 5 يناير 1946 من قبل الجمعية السرية بعضوية الرئيس السابق أنور السادات عندما كان ضابطًا بالجيش أثناء فترة حكم الملك فاروق، حيث دَوت عدة طلقات من الرصاص في مدخل إحدى عمارات شارع عدلي وخرج من أطلق النار يجري في الشارع متوجهًا نحو ميدان الأوبرا. وجرى الناس خلفه لكنه ألقى عليهم قنبلة يدوية انفجرت في الحال ثم اختفى في الزحام، ولكن الداخلية استطاعت القبض على الجاني الذي اعترف بأنه وطني يحب مصر ويكره الإنجليز وأنه قتل أمين عثمان بيديه جزاءًا له على دعوته لحب الإنجليز!!
ولم يكتف حسن توفيق بالاعتراف على نفسه بل تحدث عن بقية أعضاء الجمعية وكانوا جميعًا وقتها من الشبان الصغار وما زالوا في مرحلة التعليم باستثناء اليوزباشي أنور السادات وقبض البوليس على الجميع، وبدأت محاكمتهم وحضر مع المتهمين كبار المحامين في مصر.

* سميرة موسى.. والاستخدامات السلمية للذرة:سميرة موسى أول عالمة ذرة مصرية عربية
سميرة موسى أول عالمة ذرة مصرية عربية ولهذا لُقبت باسم ميس كوري الشرق، وُلدت في عام  1917، بإحدى قرى محافظة الغربية، حيث تعلمت منذ الصغر القراءة والكتابة، وبعد انتقالها مع والدها إلى القاهرة، التحقت بالمدرسة ،ثم الجامعة وتخرجت من كلية العلوم في عام 1939، بتقدير امتياز مع مرتبة الشرف، واعترضت إدارة الجامعة على تعيينها معيدة، حيث لم يكن تقرر بعد تعيين المرأة في هيئة التدريس بالجامعة.
غير أن الدكتور علي مشرفة (أول مصري يتولى عمادة كلية العلوم) أصرَّ على تعيينها وهدد بالاستقالة من الجامعة إذا لم يتم ذلك، فاجتمع مجلس الوزراء وأصدر قرارًا بتعيينها في الجامعة.
واستطاعت الحصول على الدكتوراه من بريطانيا في "الأشعة السينية وتأثيرها على المواد المختلفة" وكما درست الذرة وإمكانية استخدامها في الأغراض السلمية والعلاجية.
وفى عام 1951 حصلت على منحة دراسية لدراسة الذرة في الولايات المتحدة بجامعة كاليفورنيا، واستجابت الدكتورة سميرة موسى إلى دعوة للسفر إلى أمريكا وهناك أتيحت لها فرصة إجراء بحوث في معامل جامعة سان لويس بولاية ميسوري الأمريكية. وتلقت عروضًا لكي تبقى في أمريكا لكنها رفضت لحبها في مصر، وقبل عودتها بأيام استجابت لدعوة لزيارة إحدى المعامل النووية في ضواحي كاليفورنيا وفي طريق كاليفورنيا الوعر المرتفع ظهرت سيارة نقل فجأة لتصطدم بسيارتها بقوة وتلقي بها في وادي عميق واستطاع سائق السيارة القفز واختفى إلى الأبد وأوضحت التحريات أنه كان يحمل اسمًا مستعارًا وأن إدارة المفاعل لم تبعث بأحد لاصطحابها. وبهذا توفيت سميرة موسى أول عالمة ذرة مصرية في حادث سيارة غامض في الولايات المتحدة في 5 أغسطس 1952م وكان عمرها 35 عامًا.

*يوسف السباعي.. والاغتيال الغامض:يوسف السباعي أديب ووزير الثقافة
يوسف السباعي أديب ووزير الثقافة ولد عام 1917 في إحدى البيوت المتواضعة بالدرب الأحمر أحد أحياء القاهرة الشعبية والتحق بالمدرسة ثم بالكلية الحربية في عام 1937 ومنذ ذلك الحين تولي العديد من المناصب منها التدريس في الكلية الحربية. وتدرج في المناصب حتى وصل إلى منصب وزير الثقافة سنة 1973، ورئيس مؤسسة الأهرام ونقيب الصحفيين.
قدم العديد من القصص والروايات، ونال أيضًا العديد من الجوائز، وقد تم اغتياله في قبرص في 18 فبراير 1978 حينما كان يحضر مؤتمرًا أسيويًا أفريقيًا هناك. حيث قتله اثنين من المتطرفين العرب ويبقى السؤال معلقا من قتل يوسف السباعي؟ ولماذا قتلوه؟

*يحيى المشد.. ضحية شحنات اليورانيوم:
يحيى المشد عالم ذره مصري وأستاذ جامعي ولد في بنها سنة 1932، تخرج من قسم الكهرباء في كلية الهندسة جامعة الإسكندرية سنة 1952، وقد تم اختياره لبعثة الدكتوراه إلى لندن سنة 1956، لكن العدوان الثلاثي على مصر حولها إلى موسكو، حيث سافر وقضى هناك ست سنوات عاد بعدها الدكتور يحيى المشد متخصصًا في هندسة المفاعلات النووية وعند عودته إلى مصر أنضم إلى هيئة الطاقة النووية حيث كان يقوم بعمل العديد من الأبحاث، وفي حرب يونيو 1967 تم تجميد البرنامج النووي المصري، مما أدى إلى إيقاف الأبحاث في المجال النووي، وأصبح الوضع أصعب بالنسبة له بعد حرب 1973 حيث تم تحويل الطاقات المصرية إلى اتجاهات أخرى، وكان لتوقيع صدام حسين في  1975 على اتفاقية التعاون النووي مع فرنسا أثره في جذب العلماء المصرين إلى العراق حيث أنتقل للعمل هناك.

وقد قام برفض بعض شحنات اليورانيوم الفرنسية حيث أعتبرها مخالفة للمواصفات، وبعد هذا أصرت فرنسا على حضوره شخصيًا إلى فرنسا لتنسيق استلام اليورانيوم، وأثناء إقامته بفندق الميريديان بباريس عثر على الدكتور يحيى المشد في يوم 13 يونيه عام 1980 جثة هامدة مهشمة الرأس ودماؤه تغطي سجادة حجرته، ولم تستطيع الشرطة الفرنسية التي قامت بالتحقيق من معرفة الجاني، لأن عادة حوادث الاغتيال تحاط بالتعتيم الإعلامي والسرية والشكوك المتعددة حول أسباب الاغتيال والجهة المسئولة عنه.

وانتظرونا في المرة القادمة لنكمل معًا بعضًا من تلك الاغتيالات والتصفية الجسدية

شارك بآرائك وتعليقاتك ومناقشاتك في جروبنا على الفيس بوك أنقر هنا
أعرف مزيد من الأخبار فور حدوثها واشترك معانا في تويتر أنقر هنا
  قيم الموضوع:          
 

تقييم الموضوع: الأصوات المشاركة فى التقييم: ٠ صوت عدد التعليقات: ٢ تعليق