CET 00:00:00 - 06/04/2010

مساحة رأي

بقلم: شريف منصور
البرلمان القبطي كما شرحنا في المقالين السابقين هو برلمان لتمثيل الشعب القبطي يهتم بشؤون الشعب القبطي السياسية في كل مكان في العالم.

قد يعتقد البعض خطأ أن هذا البرلمان سيكون كل اهتمامه منصبًا على النظام المصري أو على مشاكل الأقباط في مصر فقط. وبناءًا عليه دار في ذهن البعض أفكار تتعلق بزعامة هذا البرلمان بكل ما تحمله الكلمة من معنى، في نظرة ضيقة جدًا ومحدودة، فتخيل البعض أن هناك من يحلم أن يكون رئيسًا للشعب القبطي أو قد يكون هناك ملك على الشعب القبطي. الحالتان هما في الحقيقة محض خيال بل يُعد خيالاً مريضًا.

الديموقراطية في صورتها في العالم الغربي حاليًا مستمدة من التعاليم المسيحية والتي تربينا عليها نظريًا في مصر ولم نمارسها وتذوقنا حلاوة طعمها الحقيقي ونمارسها خارج مصر.. الشعب القبطي شعب يعيش في جميع دول العالم يحترم قوانينها ويتعايش معها ويقبلها، في تلك الدول يُعامَل الشعب القبطي مثله مثل مواطني الدولة دون أي تمييز عنصري.

لذلك الشعب القبطي له فرصة عظيمة أن يقف وراء ممثلين أقباط يمثلونه في برلمانات الدول الديموقراطية.. وللآن لم ينظم الأقباط صفوفهم تنظيمًا يرتقي إلى المكانة الاجتماعية التي وصل إليها هذا الشعب العريق في بلاد المهجر. والأسباب متعددة، ومن أهمها هو تعود الشعب القبطي على السلبية السياسية نتيجة للمناخ الذي تربى عليه في دول القمع المصرية.. ولا يخفى على أحد أيضًا أن غالبية رجال الكنيسة لعبوا دورًا سلبيًا في هذا المضمار للحفاظ على مكانتهم السياسية في دولة القمع ومنهم من يغازل باستمرار النظام الفاشي المستبد.. وهذا ما قمنا بشرحه في المقال السابق، وضربنا عليه مثالاً واحدًا من مئات الأمثلة .

في تصوري المنطقي لمجريات الأمور حول تحقيق فكرة البرلمان القبطي، أن تتم حسب خطوات محايدة مبسطة، مثل قيام لجنة من النشطاء من مختلف الاتجاهات بوضع تصور عملي عن كيفية الوصول إلى انتخابات حرة بين مرشحين من مختلف الاتجاهات للوصول إلى برلمان منتخب وليس برلمانًا خصوصيًا ملاكيًا يخص به البعض من أصدقائهم أو بمن لديه القدرة المالية وليس لديه القدرة العملية أو السمعة الحسنة.. وهذا لا يمنع أن يقوم من يرغب في تكوين أحزاب مبنية على فكرة يجمعون فيها من يتفقون معهم على فكر أو منهج معين ويجمعون أموالاً في صورة اشتراكات طالما هذا الكيان كيان قانوني حسب الدولة التي يقع فيها المركز الرئيسي للحزب، ويكفينا من تسميتنا للمجموعات باسم منظمات أو هيئات.

من وجه نظري العلمية البحتة؛ أن الانتخابات هي السلاح الديموقراطي الأول ضد الديكتاتورية والانتخابات هي الأسلوب الوحيد الذي يضمن لنا أن يمثل المنتخبون الشعب القبطي.

مع كامل احترامي للجميع ممن لا يقبلون أن يجلسوا في مجلس به المعارضون لفكره أو أسلوبه، أعتقد أنكم لم تتعلموا مبادئ الديموقراطية.. وبهذا لا يصح أن يكونوا أعضاء في برلمان ديموقراطي، بل يجب عليهم أن يعرفوا أنهم مثلهم مثل النظام الديكتاتوري الذي يدعون أنهم يختلفون معه.

كيف سيتعامل البرلمان المنتخب مع الأمور التي تهم الشعب القبطي؟ البرلمان سينتخب لجانًا من بين أعضائه المنتخبين، هذه اللجان تهتم بالشأن الذي يهم الشعب القبطي، وسيحدد البرلمان القبطي مهام هذه اللجنة التي ستقوم بدراسة الأمر وتقديم توصيات للبرلمان.. والبرلمان سينتخب رئيسًا للدورة البرلمانية ونوابًا لها أو له وينتخب متحدث باسم البرلمان نوابًا له أو لها وينتخب عضوًا يكون رئيسًا لكل لجنة من اللجان الثابتة.. على سبيل المثال؛ البرلمان القبطي يكون به لجنة اقتصادية ولجنة سياسية ولجنة اجتماعية ولجنة تعليمية ولجنة لشؤون الهجرة ولجنة لشؤون الكنيسة ولجنة لشؤون الدول (مصر، أمريكا، كندا، أوروبا، استراليا إلى آخره)...

قوة البرلمان القبطي تنبع من أن أعضاءه منتخبون من أقباط من جميع أنحاء العالم وبهذا تنطبق عليه الكينونة الدولية الشرعية، وبهذا يمثل في المحافل الدولية تمثيلاً رسميًا ويكون له وجود مؤثر فعال.

إخرستوس انيستي  ..  أليثوس انيستـي

شارك بآرائك وتعليقاتك ومناقشاتك في جروبنا على الفيس بوك أنقر هنا
أعرف مزيد من الأخبار فور حدوثها واشترك معانا في تويتر أنقر هنا
  قيم الموضوع:          
 

تقييم الموضوع: الأصوات المشاركة فى التقييم: ٩ صوت عدد التعليقات: ٣ تعليق