CET 00:00:00 - 31/03/2010

مساحة رأي

بقلم : محبة مترى
فى رحلة الصلب , سار السيد المسيح يحمل ثقل خطايانا ولعنتنا معذبا من أشد أنواع الألم   باذلا نفسه من أجلنا بأصعب طريقة ممكن أن يموت بها انسان ضاربا أروع مثل فى المحبة فقد مات ليمنحنا الحياة, مقاسيا من آلام نفسية وجسدية رهيبة  يصعب وصفها بالكلمات... فقد جلد بالسياط الذى مزقت ظهره.. وفى طريقه الى الجلجثة حاملا صليبه لم يقوى على تكملة الرحلة وانهار من شدة معاناته ووهنه فاجبروا سمعان القيروانى على حمله بدلا منه.. عانى من من جراح ملتهبة وحمى شديدة وجوع وعطش وتشنج فى العضلات وتمزق فى الاوردة وانتفاخ الشرايين و تلوث الجروح.... إخترقا المسمارين يدى الرب يسوع فى موضع مرور العصب الأوسط فى كل يد ، ولأنه من أعصاب الحس ، فلنا أن نتخيل مقدار الآلام التى لكى يلتقط يسوع أنفاسه و هو مُعلق على الصليب كان يضغط بكلتا قدميه مرتكزا عليهما إلى أعلى رافعا جسده المنهك فى كل حركة شهيق وزفير لكى تتم عملية التنفس ، و كانت المسامير تدور داخل اليدين فى كل مرة ... الجلد والشوك واللكمات واللطمات والبصق على وجهه والمسامير,أما عن آلامه النفسية فقد تحمل رفض قومه , وخيانة تلميذه, ونكران اصدقائه وهروبهم, تحمل الخزى والعار والاستهزاء و حمل آثامنا جميعا "كلنا كغنم ضللنا مِلّنا كل واحد إلى طريقه. والرب وضع عليه إثم جميعنا" (إشعياء53: 6)....... "الذي حَمَلَ هو نفسه خطايانا في جسده على الخشبة، لكي نموت عن الخطايا فنحيا للبر. الذي بجَلْدَتِهِ شُفيتم" (1بطرس2: 24)..

ويقال أن الكفن المقدس الذى كفن به  الرب يسوع معروض فى مدينة تورينو بايطاليا وهو الذى إشتراه يوسف الرامي وكفن به السيد المسيح، وعند القيامة ظلت الأكفان بالقبر فإحتفظ بها التلاميذ، ثم حمل تداوس الرسول الكفن إلى أبيجار الخامس حاكم أودسا.,  وإنتقل الكفن عبر القرون من أودسا إلى القسطنطينية إلى فرنسا، وأخيرا إستقر بتورينو فى إيطاليا. وقد اعلن علماء الحفريات بعد دراسته انه يخص الرب يسوع.
والكفن مصنوع من قطعة واحدة ما عدا شريحة واحدة عرضها 9 سم بطول الجانب الأيسر للقماش ومحيطة به خياطة يدوية بسيطة, قماش الكفن طوله 4.35 متر وعرضه 1.09 متر.
ومن خلال فحص العلماء للكفن المقدس توصلوا الى نتائج عن آلام  صلب السيد المسيح وموته وهى تتفق مع البشائر الاربعة ونبوات العهد القديم..... منها:

++ وجود إنتفاخات فى حاجبي العين وتمزق جفن العين اليمنى، والعديد من الانتفاخات بالوجه,
حينئذ بصقوا على وجهه ولكموه وآخرون لطموه" (مت 26 : 67) ...كما يتضح من الكفن نتف شعر اللحية فى الجزء الأيمن لأنه أقل من الأيسر.
وبهذا تحققت النبوات:
"وبذلت ظهري للضاربين وخدي للناتفين. وجهى لم أستر عن العار والبصق .. محتقر ومخذول من الناس. رجل أوجاع ومختبر الحزن" ( أش 50: 6 - 53 : 3).

++ يوجد خلف الرأس علامات داكنة وإنسكاب الدماء من 8 قنوات ناجمة عن جروح ثقبية منفصلة فى الجمجمة بسبب طاقية الشوك لحد الرقبة مثلما يقول الكتاب المقدس على لسان التلميذ متى "وضفروا إكليل شوك ووضعوه على رأسه" (متى 27 :29).

++ كما توجد مجموعة جراحات الظهر (90 - 120) نقط سوداء فى مجاميع ثلاثية من محور أفقي إلى أعلى بشكل مروحي نتيجة عملية جلد السياط "أما يسوع فجلده" (مت27 : 26)
 وفى إنجيل يوحنا يقول "أخذ بيلاطس يسوع وجلده" (يو19 : 1).
  وتحققت النبوة "على ظهري حرث الحراث" (مز 129: 3).
ومن الواضح أن السيد المسيح جُلد وهو منحني الظهر إلى الأمام، لأن هذه الحالة تنساب فيها الدماء من جروح الكتف فى الإتجاه العرضي (الواضح بالكفن)

++ الجلد تم بواسطة رجلين كما نلاحظ أن الجلاد الأيسر ركز ضرباته على الجانب الأيمن للجزء العلوى من الظهر. بينما وجه الأيمن أغلب جلداته على الساقين وجزء من الكتف الأيسر. ولاحظ العلماء أن مساحة الجلدات فى منطقة الكتفين  داخل مساحتين أكبر من اللحم المتهرئ نتيجة لحمل شيء ثقيل وخشن. وفى ذلك يقول الكتاب المقدس "وخرج وهو حامل صليبه" (يو19 :17)

++ وجود تسلخات عميقة فى ركبتي صاحب الكفن وكدمات فى الركبة اليسرى وأصغر منها فى الركبة اليمنى،
++ وإتضح للعلماء وجود ركيزة سفلية للرجلين لإثنائهما لكي لا يموت سريعاً ويستطيع رفع الجسم للتنفس.
++ الموت حدث نتيجة إنفجار فى القلب وتقطع الشرايين فى جسد المسيح لأن المسيح كان يصنع حركة تأرجحية لأسفل ولأعلى سريعه ليستطيع التنفس.
++ المسامير فى اليدين فى الرسغ وليس فى راحة اليد حتى يتحمل ثقل الجسم وتم وضع المسمارفىالمعصم فى الفراغ المحاط بالعظم. وبالتالي لم يكسر أي عظم منه كما يقال الكتاب "وعظم لا يكسر منه" (يو 19: 36).
 والمسمار طوله 18 سم وتم تسمير الرجلين بمسمار واحد بوضع الرجل اليسرى فوق اليمنى، ومسمار القدم يأخذ شكل متوازي مستطيلات. ويخترق مشط القدم بين عظام السليمات الثانية والثالثة.
++ طعن الحربة تم فى الجانب الأيمن وطوله حوالي 4.6 سم وإرتفاعه 1.1 سم بين الضلع الخامس والسادس على شكل تمزقات دائرية يتخللها مناطق خالية من الدماء مع سائل صاف (دم وماء).

هذا جزء بسيط مما عاناه السيد المسيح  بمحبته من أجلنا " هكذا احب الله العالم حتى بذل ابنه الوحيد لكى لايهلك كل من يؤمن به بل تكون له الحياة الابدية" (يوحنا 3:16).
ولكن نشكر الله لان الموت لم يكن هو النهاية فنحن لانكرز بمسيح ميت...فكما دفع اجرة خطيتنا بموته على الصليب اعطانا بقيامته حياة ابدية...فلنتطلع الى المسيح الحى  ونفرح ونتمتع بالنصرة والرجاء ونعترف بقيامته الى ان يجئ فقد اقامنا معه...( ونحن أموات بالخطايا أحيانا مع المسيح يسوع وأقامنا معه» (أف ٥:٢).

عندما تغمرنا المتاعب والضيقات والآلام فلنتذكر الآمه وصليبه سنجد ان الامنا لاتذكر بجانب الام حمله آثام كل البشر من بدء الخليقة حتى الآن فنجد فى صليبه أكبر عزاء وفى قيامته أعظم رجاء.
اتذكر قصة قرأتها  منذ فترة عن شابة امريكية كانت تحيا حياة عادية مثل كل من في عمرها الى ان جاء يوم غير مسار حياتها تماما, فعند قفزها الى حمام السباحة لم يكن مملوءا بالماء ولم تلاحظ هى ذلك فاصابها شلل رباعى ادى الى فقدانها الحركة بالكامل, وعانت فترة من الالم واليأس فوهى فى مقتبل حياتها وحيويتها تجد نفسها مشلولة غير قادرة حتى على انهاء حياتها بنفسها وهو الحل الوحيد الذى كان امامها لانهاء معاناتها, فطلبت من صديقتها مساعدتها على ذلك, فتفتق ذهن الصديقة الى فكرة تساعدها بها وهى انها ظلت تحدثها عن ان كل الم تشعر به الان قد أجتازه  الرب يسوع من قبلها على الصليب..لقد تألمت عضلاته مثلها وعجز عن الحركة مثلها واصابته القروح والالتهابات والحمى مثلها, فوجدت الفتاة عزاءها فى جروح المحب ونظرت الى الامها بنظرة جديدة وعاشت حياتها تخدم المسيح من فراشها بكتاباتها واختبارها مسبحة بحمد وشكر ورجاء.

الكاتب ادوارد شيلليتو فى قصيدته " يسوع ذو الندوب" بعدما عانى من مآسى الحرب العالمية الأولى وجد تعزية فى أن يسوع استطاع ان يظهر لتلاميذه آثار الجروح التى خلفها الصلب..... يقول:

أذا كنا لم نطلبك من قبل ابدا, فأننا نطلبك الآن,
عيناك اللتان تقدحان فى الظلام, هما نجومنا الوحيدة,
اننا بأمس الحاجة الى ان نرى آثار الاشواك فى جبينك,
نريد أن تكون لنا يايسوع ذا الندبات.

السموات تخيفنا , انها هادئة جدا,
لامكان لنا فى العالم كله.
جراحنا تؤلمنا فاين البلسم؟
أيها الرب يسوع, بندوبك نعرف نعمتك.

أذا كنت قد جئت, والأبواب مغلقة,
أرنا فقط تلك اليدين, وأرنا جنبك
اننا نعرف اليوم ماهى الجراح, ولانخاف,
أرنا ندوبك, فهى سمتك المميزة.

كان الألهة الآخرون أقوياء, لكنك كنت ضعيفا,
لقد امتطوا صهوات جيادهم,
 اما انت فقد تعثرت وانت فى طريقك الى العرش
ولكن لاتستطيع سوى جراح الله ان تكلم جراحنا
وما من اله لديه جراح سواك وحدك.

شكرا يا الهنا الحى...رجاؤنا فيك ...عزاؤنا فيك ... وفى الآمك شفاؤنا ..... " وهو مجروح لأجل معاصينا، مسحوق لأجل آثامنا، تأديب سلامنا عليه، وبحُبُرِهِ شُفينا» (إشعياء53: 5)

المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع
شارك بآرائك وتعليقاتك ومناقشاتك في جروبنا على الفيس بوك أنقر هنا
أعرف مزيد من الأخبار فور حدوثها واشترك معانا في تويتر أنقر هنا
  قيم الموضوع:          
 

تقييم الموضوع: الأصوات المشاركة فى التقييم: ٦ صوت عدد التعليقات: ١٩ تعليق