ÇáÃÞÈÇØ ãÊÍÏæä
طباعة الصفحة

الكاتب "حلمي النمنم": الثقافة هي السبيل الوحيد لاستيعاب جميع أشكال التعصب

ميرفت عياد | 2011-01-18 00:00:00

* د. "خالد عزب": حملة الألف كتاب رمز للمحبة والعطاء المتبادل بين "مصر" و"الجزائر".
*  د. "عمار على حسن": الثقافة تُصلح ما أفسدته السياسة.
* د. "سعيد اللاوندي": الثقافة تتجاوز عوامل التصدُّع التي تنجم عن السياسة أو التعصب.
* د. "عبادة كحيلة": العلاقات بين "مصر" و"الجزائر" ضاربة بجذورها في التاريخ.

تحقيق: ميرفت عياد

أناب السفير الجزائري في "مصر" الوزير المفوض العربي "خيروني" لتسلُّم الكتب التي جمعتها حملة "الألف كتاب" من "مصر" لـ"الجزائر". كما وافقت الهيئة المصرية العامة للكتاب، على طلب "الجزائر" المشاركة في معرض "القاهرة الدولي للكتاب" هذا العام، وتم تخصيص جناح رسمي لها. ومن المعروف أن العلاقات المصرية الجزائرية كانت قد تعرَّضت إلى الكثير من المشاحنات التي تسبَّبت فيها مباريات التأهل لنهائيات كأس العالم لكرة القدم عام 2010. ومن هذا المنطلق، أطلق مجموعة من المثقَّفين المصريين على موقع الـ"فيس بوك"، حملة تحت عنوان  "حملة الألف كتاب من مصر للجزائر"؛ بهدف جمع هذه الكتب وإهدائها لـ"الجزائر"، في محاولة لإذابة كرة الثلج التي تراكمت على العلاقة الوطيدة بين البلدين، شارك فيها العديد من المثقفين والكتاب والأدباء، مثل د. "خالد عزب"- المستشار الإعلامي بمكتبة "الإسكندرية"، ومنسِّق الحملة- والكاتب الصحفي "حلمي النمنم"، ود. "عمار علي حسن"- مدير مركز الأبحاث والدراسات بوكالة أنباء الشرق الأوسط- ود. "سعيد اللاوندي"- نائب رئيس تحرير الأهرام، وخبير العلاقات السياسية الدولية، وغيرهم. ولذا كان لنا هذا التحقيق لمعرفة المزيد عن هذه الحملة وأهدافها، وعن أهمية دور الثقافة في علاج جميع المشاكل والنزعات الناشئة عن التعصب بجميع أشكاله. 

مكتبة "الإسكندرية" منارة الثقافة
في البداية، قال د. "خالد عزب": إن مكتبة "الإسكندرية" باعتبارها منارة الثقافة في "مصر" والعالم العربي، أيقنت بأهمية القيام بالعديد من الأنشطة الثقافية التي من شأنها تهدئة الأجواء بين "مصر" و"الجزائر"، من هذه الأنشطة؛ توثيق النقوش والكتابات الأثرية في "الجزائر" من قبل مركز دراسات الخطوط والكتابات التابع لمكتبة "الإسكندرية"، واحتضان الباحثين الجزائريين ومساعدتهم في خروج أبحاثهم ومؤلفاتهم إلى النور. بالإضافة إلى استضافة الروائي الجزائري "واسيني الأعرج" بالمكتبة، والذي أشاد بفكرة حملة "الألف كتاب" باعتبارها رمزًا للمحبة والعطاء المتبادل بين البلدين خلال تاريخهم الطويل. مؤكدًا أن المثقَّفين لن يسمحوا باستمرار توتُّر العلاقات بين البلدين، ولكنهم سيسعون جاهدين من أجل إصلاح تلك التوترات التي أحدثتها كرة القدم بين الشعبين. 

الاحتقان الطائفي 
وأشار الكاتب الصحفي "حلمي النمنم" إلى أن الثقافة هي السبيل الوحيد لاستيعاب جميع أشكال التعصب وجميع أنواع النزاعات حتى السياسية منها. معلِّلاً هذا بأن العلاقات السياسية السودانية المصرية رغم تأزمها، إلا أن العلاقات الثقافية باقية ومستمرة بين مثقفي البلدين. أما بالنسبة لـ"الجزائر فالعلاقات الثقافية الجزائرية بـ"مصر" أقوى من السياسية، و لذا فالتواصل الثقافي بين البلدين مستمر وباق ولن ينقطع.

ورفض "النمنم" كلمة "فتنة طائفية"، واستبدلها بكلمة "احتقان طائفي". مشيرًا إلى أن من حال دون تحولها إلى فتنة حقيقة مثلما حدث في شمال وجنوب "السودان"، والحرب الأهلية في "لبنان"، والصراعات المذهبية في "العراق"، هم المثقفون المستنيرون الذين يؤمنون بأهمية وجود دولة مدنية حديثة، وينادون بهذا في جميع المحافل الثقافية.

التعصب الكروي الأعمى
وأكّد د. "عمَّار على حسن" أن الثقافة تُصلح ما أفسدته السياسة. موضحًا أن هذا هو دور المثقفين ألا يتركوا قيادة الرأي العام في بلدهم لبعض مقدمي البرامج الرياضية، وللصحفيين الرياضيين الذين قاموا بشحن مشاعر وعقول المواطنين بالتعصب الكروي الأعمى. مشيرًا إلى أن حملة "الألف كتاب" نبتت من هيئات ومؤسسات ثقافية مستقلة، أرادات أن تتواصل ثقافيًا مع نظيرتها الجزائرية؛ بهدف عدم رهن علاقة وطيدة مثل العلاقة المصرية الجزائرية بأحداث طارئة عابرة مثل مبارايات كرة القدم، وبث رسالة رمزية إلى الشعب الجزائري ليطوي صفحة استثنائية حدثت في العلاقات بين البلدين؛ لنبدأ مرحلة جديدة من التواصل بين مثقفي البلدين. 

بنية الثقافة أكثر انسجامًا
وأوضح د. "سعيد اللاوندي"- نائب رئيس تحرير جريدة الاهرام، وخبير العلاقات السياسية الدولية- أنهم يدركون تمامًا أن "الجزائر" تستطيع شراء ملايين الكتب، وأن مكتبات مثقفيها عامرة بآلاف الكتب، إلا أنهم يرسلون من خلال هذه الحملة رسالةً إلى العالم العربي أجمع، مفاداها أن الثقافة لديها من العناصر ما يستطيع أن يتجاوز عوامل التصدُّع التي تنجم عن السياسة أو التعصب الديني أو التفاوت الطبقي. مؤكِّدا أن بنية الثقافة في العالم العربي أكثر انسجامًا وإتساقًا من السياسة والاقتصاد، وأنها تلعب دورًا خفيًا ومتواصلًا في ترميم التصدعات والتشققات التي تنجم عن الاحتقان الطائفي أو المذهبي أو الطبقي.

تاريخ العلاقات بين "مصر" و"الجزائر"
وعن تاريخ العلاقات المصرية الجزائرية، قال د. "عبادة كحيلة"- أستاذ التاريخ بكلية آداب "القاهرة": إن العلاقات بين البلدين ضاربة بجذورها في التاريخ، بدءًا من انطلاق الثورة الجزائرية ضد الاحتلال الفرنسي من "مصر". الأمر الذي أدَّى إلى طلب الفرنسيين من الرئيس "عبد الناصر" الكف عن مساندة الثورة الجزائرية، في مقابل أن يكف الفرنسيون عن تسليح "إسرائيل"، إلا أن "عبد الناصر" رفض ذلك، مما أغضب "فرنسا"، وأدَّى إلى قيامها بالعدوان الثلاثي على "مصر" مع "إنجلترا" و"إسرائيل". موضحًا أن "مصر" نجحت أيضًا عام 1960 في إصدار قرار من الأمم المتحدة يعترف باستقلال "الجزائر" عن "فرنسا". أما بالنسبة لـ"الجزائر"، فقد قام الرئيس الجزائري السابق "هواري بومادين" بشراء أسلحة ومعدات حربية لـ"مصر" من "الاتحاد السوفيتي" بمبلغ (200) مليون دولار؛ لتسليح الجيش المصري في حربه ضد "إسرائيل".

 

جميع الحقوق محفوظة للأقباط متحدون © 2004 - 2011 www.copts-united.com