ÇáÃÞÈÇØ ãÊÍÏæä
طباعة الصفحة

نجيب محفوظ.. ما بين النقد الأدبي ومحاولات الاغتيال

هشام عواض | 2016-08-30 15:14:17

كتب: هشام عواض
منذ أن بدء الأديب نجيب محفوظ عام 1945 اعتراكه كتابة الرواية الواقعية، ونال العديد من النقد تارة والهجوم الشديد إلى أن وصل إلى محاولات الاغتيال تارة أخرى، ومع ذلك أصبحت الواقعية هي الخط الذي يتملكه طيلة مسيرته الأدبية، بداية من رواية القاهرة الجديدة، ثم خان الخليلي وزقاق المدق، ثم تحوله إلى نمط الواقعية النفسية فبدأها برواية السراب، ثم عاد إلى الواقعية الاجتماعية مع بداية ونهاية وثلاثية القاهرة، وأخيرًا، الرمزية والتي توجت برواية أولاد حارتنا التي كانت أوج الهجوم عليه والنقد اللاذع واتهامه الكبر والإلحاد، ونستعرض في الأسطر التالية بعض أبرز روايات الأديب الحاصل على نوبل، التي أثارت النقد ضده.

"عبث الأقدار" الصدام الأول مع التيار الديني
تعد رواية عبث الأقدار أو التي تغير أسمها إلى حكمة خوفو، هي أول رواية لنجيب محفوظ بدأ فيها مسيرته معتمدًا على الوسائل التقليدية للرواية، ومثلت إحدى روايات نجيب التاريخية، وتمازجت الأسطورة مع التاريخ في هذه الرواية وألقت الضوء على العلاقات داخل الأسرة الفرعونية الحاكمة في عصر بناء هرم الفرعون خوفو، وتصادمت التيارات الدينية بالرواية اعتراضًا على مسماها "عبث الأقدار"، لتعارضها مع المفاهيم الدينية أن الأقدار ليست عبث لكنها من مشيئة الله.

وفيما بعد أصدرت دار الشروق الرواية وغيرت عنوانها من "عبث الأقدار" إلى "عجائب الأقدار"، واتهمها الكثيرون أنه عبث بتراث محفوظ، مشيرين إلى أن تغيير عنوان الرواية جاء تجنبا للتصادم مع التيارات المتشددة.

سيد قطب الناقد الأول للقاهرة الجديدة
في عام 1945 نشر محفوظ رواية القاهرة الجديدة والتي تم تحويها إلى فيلم سينمائي عام 1966 تحت اسم القاهرة 30، بالرغم  من شعبية الروية والفيلم فيما بعد إلا أنها لم تنال استحسان المفكر والشاعر والناقد الإسلامي سيد قطب، والذي كتب عنها مقالًا ناقدًا في مجلة الرسالة، وها المقال واحدًا من جملة 4 مقالات كتبها "قطب" ناقدًا "محفوظ"، ليكون بهذا أول من يتعرض للنقد لها، وقال في هذا الموضوع الناقد الدكتور علي بن تميم إن سيد قطب هو الذي أسهم في نشر نجيب محفوظ بين القراء، حيث كانت حركة الإخوان المسلمين يزداد انتشارها بين صفوف المصريين بعد الثورة، وسيد قطب كان أحد أهم أعضائها، وهذا جعل جزءًا كبيرًا أعضاء الجماعة والمتعاطفين معها يحرصون على قراءة محفوظ، خاصة وأن قطب قد كتب عنه. وتبدأ الرواية برصد مقطع من حياة أربع شباب تشاركوا حقبة دراسية معا وتكون بينهم تعارف، ولا يمكننا أن نقول أنها صداقة على الرغم أن نجيب قد وسمهم بـ "الأصدقاء الأعداء"، ويبين لنا نجيب من هذا الرصد أربعة أصدقاء على تناقض تام.

أحمد درويش: نجيب نال الشهرة بسبب التعرض للمعتقدات
قال الشاعر أحمد درويش، إن نجيب محفوظ دخل عالم الشهرة الأدبية من خلال هذا المضمون الفني الذي تأمل في المعتقدات التي تحتضر وتلك التي تولد بطريقة أو بأخرى وليس هذا إلا تبسيطًا شديدًا لعالم متكامل من التأهب الأدبي، تمثل هذه المقولة جانبًا من مركزية جهازه العصبي، ويعتمد هذا العالم دون شك إلى جانبها على كثير من مكونات الحيوية والانتعاش في خلاياه التي لا تتوقف عن التماسك والتكاثر.

"أولاد حارتنا" التحول في حياة نجيب الأدبية
في 21 سبتمبر 1950 نجيب  نشر رواية أولاد حارتنا مسلسلةً في جريدة الأهرام، ثم توقف النشر في 25 ديسمبر في  نفس العام بسبب اعتراضات هيئات دينية على "تطاوله على الذات الإلهية"، لم تُنشر الرواية كاملة في مصر في تلك الفترة، واقتضى الأمر 7 سنوات أخرى حتى تظهر كاملة في طبعة دار الآداب اللبنانية التي طبعتها في بيروت عام 1967، وأعيد نشر أولاد حارتنا في مصر في عام 2006 عن طريق دار الشروق، وفي أكتوبر 1995 طُعن نجيب محفوظ في عنقه على يد شابين قد قررا اغتياله لاتهامه بالكفر والخروج عن الملة بسبب روايته المثيرة للجدل. وتعرض نجيب لمحاولة اغتيال أخرى بسبب الرواية  عندما حاول مجهولون دهسه وهو داخل سيارته الصغيرة.

 

جميع الحقوق محفوظة للأقباط متحدون © 2004 - 2011 www.copts-united.com