ÇáÃÞÈÇØ ãÊÍÏæä
طباعة الصفحة

القادة العرب يتوافدون إلى القاهرة لحضور قمة «غزو العراق للكويت»..

سامح جميل | 2016-08-09 16:37:58

 فى مثل هذا اليوم 9 اغسطس 1990م..

سامح جميل

بدا الرئيس محمد حسنى مبارك أنه يخفى شيئًا ما فى أثناء خطابه الساعة الثالثة ظهرًا، يوم 8 أغسطس 1990، حيث قال: «الصورة سوداء ومخيفة، وما لم نتدارك الموقف فورًا فإن الحرب حتمية»، وفى نهاية كلمته دعا إلى عقد قمة عربية طارئة فى القاهرة.

سوداوية الصورة كانت بسبب غزو العراق للكويت يوم «2 أغسطس 1990»، ودوران العجلة الأمريكية لشن حرب فى المنطقة ضد الجيش العراقى، وبينما كانت العواصم العربية تقف على أطراف أصابعها، ترقبًا للقادم المخيف، كانت الإدارة الأمريكية تجهز عدتها للحرب، وكان وزير الدفاع الأمريكى، ديك تشينى، يتجول فى عواصم عربية «القاهرة - الرياض» لتكوين الصف الذى ستقوده أمريكا، ويرصد محمد حسنين هيكل فى كتابه «حرب الخليج وأوهام القوة والنصر» عن «مؤسسة الأهرام - القاهرة» الحالة منذ بدايتها، حتى يصل إلى الساعات التالية لدعوة «مبارك» للقمة العربية، وهى تعطى دليلًًا قاطعًا على حالة فوضى أكدت العجز العربى التام أمام خطة أمريكا للحرب «1002 - 90»، والتى عرضها «تشينى» خلال زيارته إلى المنطقة.
 
كان الرئيس الليبى معمر القذافى أول القادة العرب الذين وصلوا إلى القاهرة بعد ساعات من خطاب «مبارك»، ووفقًا لـ«هيكل» فإن الأمانة العامة لجامعة الدول العربية فى تونس كانت تتابع باندهاش، وعقّب أمينها العام الشاذلى القليبى: «إنها أول مرة توجه فيها الدعوة إلى اجتماع على مستوى القمة بواسطة الإذاعة»، وطلبت الخارجية المصرية منه المجىء إلى القاهرة على الفور لأداء دوره، ورد بأنه ليست هناك طائرات فى الليل بين القاهرة وتونس، فتقرر إرسال طائرة ليبية إليه.
واللافت وفقًا لما يقوله «هيكل» أنه بينما كان القادة العرب فى طريقهم إلى القاهرة، كانت «إمكانيات الوصول إلى حل عربى للأزمة تتلاشى، فالمغرب أرسلت قوات إلى السعودية، وراحت مصر تستعد لإرسال مقدمة إدارية تستطلع أماكن إيواء القوات عندما يجىء وقت تمركزها فى السعودية».
 
كان الرئيس مبارك لا يزال يحاول، ففى فجر مثل هذا اليوم «9 أغسطس 1990» ووفقًا لـ«هيكل»: «اتصل بالسفير العراقى بالقاهرة نبيل نجم، وطلب إليه أن يتوجه مرة أخرى إلى بغداد حاملًا رسالة شفوية منه إلى الرئيس صدام حسين، ينصحه فيها بأنه إذا تعذر حضوره إلى مؤتمر القمة، فمن المهم أن يوفد وفدًا على مستوى عالٍ يتيح له اتخاذ موقف مرن، والتجاوب مع الموقف بما يتطلبه من أخذ وعطاء، وعند الظهر يوم 9 أغسطس أعلنت بغداد أن وفدًا عراقيًا على مستوى عالٍ فى طريقه إلى القاهرة، ووصل الوفد برئاسة طه ياسين رمضان، نائب الرئيس، وضم طارق عزيز، وزير الخارجية، وآخرين، وواجه مشاكل عدة منذ البداية، أولها أنه فوجئ بعدم نزوله فى فندق مثل باقى الوفود، وإنما نزل فى قصر للضيافة، ولما احتج طارق عزيز، معتبرًا أن ذلك عزل متعمد عن باقى الوفود، قيل له إن السبب أمنى، فالقاهرة تموج بعشرات الآلاف من الكويتيين».
 
كان المفروض أن تنعقد الجلسة الأولى للمؤتمر فى اليوم نفسه «9 أغسطس»، ولم يتيسر عقدها، والسبب كما يقول «هيكل»: «الرياح كانت تهب فى اتجاهات معاكسة، ولم يكن كل الملوك والرؤساء وصلوا لأسباب متعددة، منها أن الخطة الأمريكية للحرب أصبحت واقعًا».
 
بدا القلق أشد ما يكون فى قصر الأندلس، مكان إقامة الوفد العراقى، حيث اتصل طارق عزيز بالأمين العام للجامعة العربية يسأله عن موعد الاجتماع التمهيدى لوزراء الخارجية الذى يجب أن يسبق القمة، ويعد لها مشروعات القرارات، فرد «القليبى» أنه لم يبلغ بأى شىء، وأنه يحاول الاتصال بالوفد المصرى، باعتبار مصر هى الداعية للمؤتمر، لكى يطرح السؤال نفسه، ورأى «عزيز» اختصارًا للوقت الاتصال رأسًا بالوفد المصرى للسؤال، فكان الرد عليه: «الموقف معقد للغاية، ولا اجتماع لوزراء الخارجية قبل القمة، والأزمة بمجملها ستعرض على الملوك والرؤساء ليروا فيها رأيهم»، فرد «عزيز» بأنه لا يعرف من قبل فى السوابق الدبلوماسية أن مؤتمرًا على مستوى القمة اجتمع دون أن يسبقه ولو بساعات اجتماع لوزراء الخارجية للاتفاق على جدول أعمال ومشروعات القرارات، فكان الرد أن الظروف الاستثنائية تفرض أوضاعًا استثنائية، وأن هذا هو الحال هذه المرة»...!!
 

جميع الحقوق محفوظة للأقباط متحدون © 2004 - 2011 www.copts-united.com