أحداث المنيا.. صمت رئاسي والأسقف يوجه رسالة للسيسي.. الأزهر: حققنا قفزة نوعية في تجديد الخطاب والأوقاف ترسل قوافل للتهدئة وأقباط الخارج يتظاهرون أمام البيت الأبيض

بينما يمطرنا الرئيس بالحديث عن الوطنية والوطن والعمل لأجل صالحه، مشيرًا إلى ضرورة تجديد الخطاب الديني لخلق مناخ سلمي للتعايش بين المصريين، وبينما تمطرنا المؤسسات الدينية في مصر بحديثها عن تجديدها للخطاب الديني، تجد المنيا مشتعلة بالأحداث الطائفية يومًا تلو الآخر وسط صمت رئاسي مثير للتساؤلات حاملاً معه المزيد من علامات الاستفهام، وكذا الحال بالنسبة لمؤسسات المجتمع المدني والحقوقيين والشخصيات السياسية.. نرصد في السطور المقبلة بعضًا من ردود الأفعال حول حادث المنيا الأخير الذي راح ضحيته شاب يبلغ من العمر 27 عامًا وإصابة ثلاثة آخرين.

 

عقب وقوع الاعتداء على أقباط طهنا الجبل بالمنيا، وجه الأنبا مكاريوس أسقف عام المنيا وأبو قرقاص، رسالة قصيرة إلى الرئيس عبد الفتاح السيسي عبر حسابه الرسمي على تويتر قال فيها "للتذكرة فقط يا سيادة الرئيس.. الأقباط مصريون والمنيا محافظة مصرية".

من جانبه توجه الأنبا رافائيل أسقف عام كنائس وسط القاهرة وسكرتير المجمع المقدس، بسؤال إلى الجهات السيادية في مصر قال فيه "هل ما يحدث بالمنيا - يوميًا- من إذلال للأقباط، وسفك الدماء بلا معنى، شئ لا يستوجب تغيير القيادات المحلية الفاشلة؟

من جانبها أصدرت دار الإفتاء بيانًا اليوم الاثنين، تؤكد فيه تجديدها للخطاب الديني، وأضاف الشيخ أسامة الأزهري إننا حققنا قفزات نوعية في تجديد الخطاب الديني.

أعلنت الوحدة المحلية لمدينة المنيا عن توجه قوافل دعوية إلي قرية زهرة، وقرية ريدة، بمركز المنيا، وذلك بهدف ما وصفته بـ تصحيح المفاهيم، والتصدي للفكر المتطرف، وحث الأهالي علي التمسك بفضائل التسامح فيما بينهم ونبذ الشقاق والخلاف.

ضمت القوافل الشيخ محمد أبو حطب وكيل وزارة أوقاف المنيا والشيخ حسانين عبد الحكيم مدير الدعوة والشيخ محمود محمد مدير المساجد، والشيخ رجب فؤاد مدير أوقاف المنيا، والعديد من أئمة المساجد. 

أعلن الحقوقي مجدي خليل، عن تنظيم مظاهرات حاشدة للمصريين المتواجدين بالخارج أمام مقر البيت الأبيض.

وأضاف عبر حسابه على الفيسبوك قائلاً: "انتهى وقت السكوت.. على الأقباط أن يتحركوا في الداخل والخارج بالتنديد بما يحدث لهم في مصر، لا يمر يوم إلا ويُقتَل قبطي أو تحرق كنيسة أو تخطف بنت أو تحرق بيوت الأقباط أو تفرض إتاوة، في ظل صمت وتواطؤ حكومي مع القتلة، المنيا تحولت إلى ما يشبه الأمارات الإسلامية وسط صمت حكومي تام، السيسي لم يوفى بوعده للأقباط ووعوده للمصريين بالمواطنة".

أعربت المبادرة المصرية عن انزعاجها الشديد من تزايد أحدث العنف الطائفي بمحافظة المنيا خلال الفترة الأخيرة، والتي شهدت اعتداءات وعمليات حرق لمنازل أقباط في عدة قرى.    

وحذرت من استمرار نهج أجهزة الدولة في التعامل مع هذه الانتهاكات من خلال جلسات الصلح العرفي، والتي تساهم في إعادة إنتاج أجواء التوتر، وخلق بيئة حاضنة لتحول أي نزاع مدني بين مواطنين إلى اعتداءات طائفية وأعمال عنف وما يترتب عليها من عقاب جماعي، بالإضافة إلى ترسيخ قناعة لدى قطاع من المواطنين بأنهم يملكون حق تقرير ممارسة الشعائر الدينية لمواطنين آخرين.

قال القيادي العمالي "كمال خليل"، أن ما يحدث داخل محافظة المنيا كل يوم لا يمكن النظر إليه باعتباره حوادث عارضة. 

مؤكدًا على حسابه الشخصي على الفيسبوك، أن تلك الحوادث لا تنفصل عما جرى في محافظات أخرى، بل هي مخطط شامل من العصابات المتطرفة لعقاب المسيحيين المصريين على مشاركتهم السياسية في 30 يونيو. وأستطرد، أن تصريحات قادة حزب النور السلفي العدائية والطائفية ضد المسيحيين تلعب دورًا في ذلك، وأن صمت الدولة ورئيسها يعطى الضوء الأخضر لمزيد من الاعتداءات. 

وشدد خليل أن المسئولين المحليين شركاء في هذه الجرائم، القانون غائب والعدالة نائمة، أنهم يودون إشعال حريق كبير، ربما اليوم النار تحرق المسيحي فقط، لكنها في الغد ستحرق الجميع.

أستنكر الكاتب والباحث د. سيد القمني، ما حدث في المنيا من قتل وإصابة 3 أقباط بقرية طهنا الجبل، معربًا عن استنكاره للحوادث الطائفية المتكررة التي شهدتها هذه المحافظة مؤخرًا. 

وأضاف عبر حسابه الشخصي على الفيسبوك، مش فاضل غير أن محافظ المنيا يبايع أبو بكر البغدادي، وانضمام ولاية المنيا للدولة الإسلامية؟ واختتم بقوله، "فاكرين إمارة إمبابة؟ إحنا ماشيين في سكة اللي يروح ما يرجعش".

وفي ذات السياق أعلن عن تضامنه مع الأنبا مكاريوس، موجهًا رسالة إليه "أصمد فكلنا معك".

قالت الكاتبة "أمينة شفيق"، أن ما يحدث لفقراء قرى المنيا من المسيحيين عار تقع مسؤوليته على القوى الوطنية الديمقراطية المصرية التي تعتنق الإسلام. 

وتساءلت شفيق في تدوينة على حسابها الشخصي بالفيسبوك، أين المجتمع المدني والمثقفين في بلادنا؟ هل نسكت عما يحدث لمجرد أنه يقع في قرى فقيرة فلاحية ولا يمس أغنياء المسحيين؟