ÇáÃÞÈÇØ ãÊÍÏæä
طباعة الصفحة

"عباس محمود العقاد"..يهدد بسحق رأس الملك فؤاد ..من اجل صيانة الدستور

سامح جميل | 2016-06-17 16:24:20

 فى مثل هذا اليوم 17 يونيو 1930م..

"ماهذا يا استاذ عباس ؟؟..انا لااسمح بمثل هذا الكلام ؟؟"..
الاستاذ عباس هو المفكر المصرى المرموق عباس محمود العقاد..والنداء الموجهه اليه قاله احمد باشا ماهر ..رئيس مجلس النواب وذلك اثناء الجلسة المنعقدة فى مثل هذا اليوم 17 يونيو 1930م..فماذا حدث من العقاد حتى يثيرغضب احمد باشا ماهر..الى هذا الحد ؟؟

فى الاول من يناير 1930 تشكلت الحكومة الوفدية بزعامة مصطفى النحاس باشا لكنها لم تعمل فى مناخ سياسى تريده ..فوفقا ل(مذكرات مصطفى النحاس "ربع قرن من السياسة فى مصر 1927 -1952)تحقيق احمد عز الدين عن دار العصور الجديد\ة القاهرة ).."اخذت الاقاويل تتناقل بان العراقيل توضع فى وجه الوزارة حتى لاتستمر فى الحكم ..وان القصر يلعب درا خطيرا فى هذا الصدد..ولما علم بعض النواب بهذه الانباء ثاروا وغضبوا ..وارسلنا عدة مراسيل الى القصر الملكى بمسائل عادية لانجاز بعض الاعمال الادارية وانتظرنا ان يوقعها الملك فلم يفعل..وانجلى الموقف واخذت صحف المعارضة والصحف الانجليزية التى تعبر عن رأى المندوب السامى البريطانى تعرض بالوزارة وتعلن بصراحة انها غير مرغوب فيها وفى بقائها واستقر رأينا ان نتقدم باستقالة الوزارة للملك "..

تلقى القصر الملكى استقالة مكتوبة من النحاس باشا فرد الملك بقبولها ..وكلف اسماعيل باشا صدقى بتشكيل حكومة جديدة ..وطبقا للنحاس باشا "لما قرأت الخبر بدأنا جهادا جديدا اشق وامر ممامضى"..وطبقا لكتاب "عباس محمود العقاد فى تاريخ الصحافة العربية "..تاليف راسم محمد الجمال عن الدار المصرية اللبنلانية القاهرة فان مجلس النواب ساده جو حماسى عقب اعلان الاستقالة ووقف العقاد "النائب فى المجلس "..ليصيح "لقد كان فى مصر وزارة طاغية "وزارة محمد باشا محمود "وزارة القبضة الحديدية"..وقد طلبت الى صاحب الامر ايقاف الحياة النيابية وتعطيل الدستور وحماية حكمها فاجيب الى طلبها واليوم فى البلاد حكومة دستوريةتطلب صيانة الدستور فتوضع فى طريقها العراقيل والعقبات والحشرات التى لاتعيش الا من دماء الامة..فماذا نننتظر بعد هذا ؟؟؟هل هناك شك فى انه من الواجب ان يصان دستور البلاد؟؟

بلغ العقاد ذروة حماسه قائلا"الايعلم الجميع ان هذا المجلس مستعد ان يسحق اكبر رأس فى البلاد فى سبيل صيانة الدستور؟؟وحمايته؟؟..كان الملك فؤاد ملك مصر هو المقصود باكبر راس فى البلاد..الذى سيتم سحقه ..فى حال مخالفته للدستور وطبقا لراسم الجمال "قوبل هذا التهديد لامن العقاد للملك من جانب النواب بالتصفيق الحاد المتواصل..جعل احمد باشا ماهر رئيس لمجلس يعترض مضطربا "ماهذا يا استاذ عباس ؟؟انا لا اسمح بمثل هذا الكلام؟؟."ولكن العقاد اصر على موقفه واضاف قائلا "انا اقول ومازلت اكرر اننا جميعا مستعدون للتضحية فى سبيل المحافظة على الدستور ومقاومة كل من يعبث به ..ولانريد ان تعترضنا الالاعيب والصغائر فى كل خطوة من خطواتنا..وليس الدستور هو الذى يلعب ..لان الامة جاهدت فى سبيل الحصول على هذا الدستور ستين عاما ..وضحت بالارواح الغالية والاموال الطائلة وهىحكومة حاصلة على ثقة المجلس الاجمالية ..

وقوبل استطراد العقاد بتصفيق حاد من االنواب ونشر نص تهديد العقاد فى جريدة السياسة ولم ينشر فى الاهرام

وفى اليوم التالى لماحدث بدا العقاد حملة عنيفى ضد الملك وحلشيته عبر سلسلة من المقالات ادت الى احالته الة المحاكمة التاديبية ثم المحاكمة الجنائية بتهمة" العيب فى الذات الملكية"وحكم عليه بالجن تسعة اشهر يوم 31 ديسمبر 1930..!!

 

جميع الحقوق محفوظة للأقباط متحدون © 2004 - 2011 www.copts-united.com