ÇáÃÞÈÇØ ãÊÍÏæä
طباعة الصفحة

أحد الحاصلين على تصريح زواج ثان للأقباط متحدون : مجتمع الأقباط يتعامل معنا على أننا زناة

إيهاب رشدي | 2016-05-18 09:29:24

قال لى والد إحدى الفتيات : ليه ادى بنتى لواحد واخذ تصريح زواج تانى؟

الاسكندرية – حوار أجراه ايهاب رشدى
بعد أن قام قداسة البابا تواضروس الثانى خلال العام الماضى بتشكيل 6 لجان فرعية للمجلس الاكليريكى فى مصر وخارجها ، وما تلى ذلك القرار من حصول العديد من أصحاب ملفات الاحوال الشخصية العالقة لسنوات طويلة على تصاريح زواج كنسى ، ظهرت فى مجتمع الاقباط فئة جديدة ، هى فئة الحاصلين على تصريح زواج كنسى ، رغم قلة عددهم  إلا أن لديهم مشاكل تتمثل فى تقبل المجتمع لهم ، ومدى وعى هذا المجتمع فى التعامل معهم ، و هل هم جناة ومذنبين أم مجنى عليهم .

الاقباط متحدون التقت بأحد الحاصلين على تصريح كنسى بالزواج ، بالاسكندرية ( طلب عدم ذكر اسمه ) للتعرف على المشاكل التى يعانى منها منذ حصوله على التصريح منذ ما يقرب من عام وحتى الآن .

- فى البداية لسنا بصدد التعرف على  أسباب حصولك على تصريح الزواج ، ولكن هل ترى أن تقسيم المجلس الاكليريكى إلى لجان فرعية أفادك أنت شخصيا فى انهاء مشكلتك .

بالتأكيد أن قرار قداسة البابا بتشكيل لجان فرعية للمجلس الاكليريكى ساعد الكثيرين وأنا أحدهم على سرعة انهاء الملف المفتوح منذ عدة سنوات ، لذا فانا اتقدم بالشكر لقداسة البابا تواضروس  ولنيافة الانبا بولا ونيافة الانبا ثيؤدوسيوس رئيس المجلس الاكليريكى  الفرعى للوجه البحرى والاسكندرية ، وكذلك للقمص رويس مرقص وكيل البطريركية بالاسكندرية وذلك لحصولى على التصريح .

- علمت انك حاصل على التصريح منذ العام الماضى فلماذا لم ترتبط حتى الآن ؟
هو بالنسبة لى تصريح مع ايقاف التنفيذ .

- ومن الذى أوقف تنفيذه ؟
هو المجتمع الذى يتعامل مع حالتى بدون وعى ، و ينظر أفراده  إلينا على أننا  فرز ثانى ، فهناك كثيرون يعتقدون أن كل من حصل على تصريح زواج ثانى ، هو شخص مذنب أو من الزناة ، ولا يعرفون أن الذى حصل على تصريح هو شخص مجنى عليه وأن الكنيسة أنصفته ، وأعطته الحق فى أن يبدأ حياة جديدة .

حتى أن والد إحدى  الفتيات المسيحيات التى تقدمت لخطبتها قال لى :  ليه ادى بنتى لواحد واخذ تصريح زواج تانى . فأشعرنى بأنى قد ارتكبت شئ حرام أو خطية .

- وفى رأيك كيف تتغير نظرة المجتمع للحاصلين على تصريح زواج ؟
ينظر الكثيرون  إلى الانسان الحاصل على تصريح زواج  بأنه كسر الآية الكتابية " وما جمعه الله لا يفرقه إنسان " مع أن الكنيسة هى التى منحته تصريح الزواج .  المجتمع الكنسى والقبطى يحكم على  الشخص الحاصل على تصريح زواج بأنه بالتأكيد مخطئا  ، لاعتقاده بأن الزنا هو الحالة الوحيدة التى يحصل فيها الشخص المتضرر على تصريح زواج  ولا يعرفون  أن هناك حالات لبطلان زواج ويحق معها للشخص المتضرر أن يحصل على هذا التصريح ،  و أن هناك حالات  يقوم فيها أحد الزوجين بتغيير الملة أو الدين للانفصال عن الطرف الاخر ، فما ذنب الطرف المجنى عليه فى كل هذه الحالات . المجتمع يحتاج إلى وعى لأنه يتعامل مع هذا الشخص بشئ من الشك والتخوف .

- وكيف نوعى المجتمع ومن الذى يقوم بهذه المهمة فى رأيك ؟

قضية الحاصلين على تصريح زواج هى قضية جديدة بالنسبة للمجتمع الكنسى ، و تحتاج سنوات طويلة حتى تتغير نظرة المجتمع تجاههم ، ولكن هناك دور مطلوب من الكنيسة ورجال الدين ووسائل الاعلام المسيحية . حتى يعلم الناس أن تصريح الزواج ليس نقطة سوداء فى حياتى أو حياة أى شخص آخر سواء رجل أم إمرأة بل بالعكس هذا الشخص الذى يخوض تجربة الزواج الثانى سيكون حريص جدا فى الاختيار حتى لا يتكرر الفشل فى العلاقة الاولى والتى ربما كان هو الطرف المظلوم فيها وليس الجانى .

- لقد قامت الكنيسة فى الاسكندرية بعمل اجتماع مخصص للحاصلين على تصريح زواج . اليس هذا عمل ايجابى منها ؟
بالتأكيد طبعا ، ونحن نشكر القمص رويس مرقص وكيل عام البطريركية بالاسكندرية على رعايته لهذا الاجتماع ولكن هل بالضرورة أن يتقدم شخص حاصل على تصريح زواج من إنسانة حاصلة على تصريح أيضا كى تتفهم ظروفه . هذا الوضع عمليا لا يحدث إلا بنسب ضئيلة جدا . فهو اجتماع يضم حوالى  20 رجل وإمرأة من الحاصلين على تصاريح زواج من خلال المجلس الإكليريكي الإقليمي للوجه البحري والإسكندرية ، و رغم أن الكنيسة تعلن عنه وتدعو جميع الحاصلين على تصريح لحضوره ، إلا ان الحضور الفعلى قليل ، وفرص التعارف من خلال الاجتماع ضئيلة جدا وقد قالت لى إحدى السيدات الحاصلات على تصريح  أنا لا يمكن أن أحضر اجتماع لكى أعرض نفسى على الآخرين .

- و ما هو المطلوب من وسائل الاعلام المسيحية  ؟
على القنوات الفضائية المسيحية ان تطرح هذه القضية وأن توضح وجهة نظر فئة الحاصلين على تصاريح زواج ، لكى يتعرف الناس على أفراد هذه الفئة ويتقبلونهم ، ويتعاملون معهم على أنهم أشخاص طبييعيون مسيحيون خاضعون لقوانين الكنيسة وترتيبها ولهم الحق فى أن يبدأوا  حياة جديدة غير محكوم عليها مسبقا بالفشل ، كذلك نرجو من الاباء كهنة الكنائس أن يتكلموا مع الناس لتوعيتهم وتعريفهم بأن الحاصلين على تصاريح زواج ليسوا زناة كما يعتقد البعض ، لكى ينكسر الحاجز النفسى الذى يفصل بيننا وبين المجتمع ونستطيع أن نندمج فيه مثلنا مثل باقى الأشخاص . 

 

جميع الحقوق محفوظة للأقباط متحدون © 2004 - 2011 www.copts-united.com