ÇáÃÞÈÇØ ãÊÍÏæä
طباعة الصفحة

سلسلة المسيح في آحاد الصوم المقدس -7-

أوليفر | 2016-04-16 09:15:52

المسيح و المولود أعمى يو 9

Oliver كتبها
السيد المسيح له المجد جعل المولود أعمي مثلاً للبشرية المولودة عمياء بالخطية,فالمولود أعمي كان جالساً مستسلماً لعماه , يمد يده لكل إنسان لعله يتعطف عليه. كان البشرضائع كهذا الأعمى  يسير في الظلمة مستسلماً للخطية و سلطانها .و لأنها بشرية عمياء سارت بجهل مع كل من أخذها فهي لا تدر.أخذها إبليس فسارت معه تعبد أوثانه.أخذها العالم فلم تحتج و سلمت له الإرادة .أخذتها الفلسلفات فلم تمانع و سلمت لها الفكر.أخذتها الأنبياء الكذبة فلم ترفض و سلمت لهم القيادة.و لسبب عماها قتلت الأنبياء الحقيقيين و بقيت عمياء كما هى بدونهم.و مضت لاهثة في طريق الموت. لكن لما جاء ملء الزمان تجسد صانعها العارف كم تحتاج إلى أعمالٍ  إلهيةٍ كثيرة كى تعود إلي الوجود.

لا هذا أخطأ و لا أبواه
محبة المسيح و عزمه علي خلاصنا سبب قوله لتلاميذه  (كأنه يقصد كل إنسان) لا هذا  أخطأ  و لا أبواه (آدم و حواء) لأن الخطية صارت بالحقيقة  منعدمة بفعل الصليب الذي أوشك المسيح أن يصلب عليه .نعم بالصليب يتمجد الله في الكل إذ سحق الموت و الفساد.

ينبغي أن أعمل أعمال الذى أرسلنى
آدم أخطأ و فسدت طبيعته و لأننا أبناء ما بعد السقوط  فقد ورثنا الطبيعة الفاسدة . أخطأ أبوانا  و دخلت الخطية إلي العالم . أخطأنا لسبب  فساد الطبيعة و صار الموت نتيجة حتمية للخطية و الفساد معاً و إذ وضع الآب مسئولية خلاصنا علي كتف إبنه تطلب خلاصنا أعمالاً إلهية كثيرة يقوم بها الثالوث القدوس بتناغم و تكامل. فالخلاص مهمة إلهية خالصة لمنفعة إنسانية خالصة.و لأن شفاءنا يلزمه قهر الموت و تجديد الطبيعة لذلك قال مخلصنا  الحنون أنه ينبغي أن يعمل أعمالاً كلفه بها الآب الذى أرسله حباً فينا.أعظم هذه الأعمال أنه أطاع حتي الموت.

ما دمت في العالم فأنا نور العالم
لأن الأعمي يحتاج النور صار لنا  المسيح عيناً نرى به كل ما حجبته الخطية عنا قبل الخلاص. كشف المسيح عن كونه نور العالم لكى كل نفس ترى الوجود بالمسيح. كشف الرب يسوع المسيح سر ولادة الإنسان أعمى.ولد هكذا  لكي يتمجد الله فينا بالصليب لكي ندرك سر محبة الآب.

أحداث المعجزة و صورة رمزية للخلاص
المسيح صور  بمهارة واقع البشرية وعمل الخالق مع صنعة يديه  من خلال هذه المعجزة بكل أشخاصها . أثناء أحداث هذه المعجزة يظهر المسيح و يختفي عدة مرات - و التلاميذ يسألون و يشيرون علي الأعمى – ثم الأعمي  في لقاءه  الأول ثم الثانى مع المسيح –  الجيران و هم نوعان الأول قال هذا هو و الثاني قال أنه يشبهه -ثم اليهود و هم نوعان أيضاً الأول هم الفريسيون  الذين قالوا أن المسيح ليس من الله و الثاني  هم اليهود الذين قالوا كيف يقدر خاطئ أن يعمل مثل هذه الآيات – ثم ابواه –– ثم يظهر المسيح دياناً في نهاية الأمر. كيف نري هذا الأمر يقارب كثيرا تاريخ البشرية .فلننظر و نتأمل.

الله بعدما كلم الآباء بالأنبياء
إن المعجزة بدأت مع البشرية بعد السقوط .حيث كان قبل السقوط كل شيء مستطاع . قبل السقوط لم تكن المعجزة تسمى معجزة لأنها كانت طبيعية للإنسان البار غير الفاسد قبل الخطية.لكن بمجرد أن أعمت الخطية عين الإنسان  إحتاج إلي المعجزة لأنه ما عاد يبصر المسيح و فقد كل سلطان  .جلس متصوراً أنه منسياً من قبل الله.لكن الله كان مشغولاً جداً بتدبير خلاصنا.جلس الأعمى ككل إنسان خارج الهيكل ما عاد يبصر الهيكل السماوى .مطروداً بإرادته و بغير إرادته.

كان الآباء و الأنبياء القديسين مثل التلاميذ مكتفون برؤية الأعمي.يتساءلون عن سر بليته. من أخطأ؟ الجميع أخطأوا و فسدوا و صاروا بلا أعين.الآباء لا يستطيعون أن يخلقوا فيه عيناه المفقودتان.الخلق أمر لا يستطيعونه. بقى الأعمي أعمى و مضى الآباء ينتظرون.كانت إشارات سمائية تظهر و تختفي في كل جيل تعلن و تؤكد وعد الرب بالخلاص.لذلك كان المسيح في هذه المعجزة يظهر و يختفي مرات متعددة و التلاميذ يراقبون.

كلمنا في هذه الايام الاخيرة في ابنه
فى التراب نفخ..أرسل روحه علي العذراء. تفل في الأرض .صنع لنفسه جسداً.شابهنا في كل شيء. طلى عينى الأعمي.صارت البشرية لابسة المسيح. الإنسان و هو سائر من أول  باب الهيكل من العهد القديم  و حتى إلي بركة سلوام حيث يستقبل النور  من ملك السلام ما كان يرى إلا بعيني المسيح كان فقط يسير بقوة الكلمة.الأعمي يسير بالطين علي عينيه لا يسنده أحد إلا الوعد . الطلاء صناعة المسيح, على وجهه ,على رأسه ,حتي يصل إلي بِرْكة السلام و إلي السماء .و المفديون أيضاً.المسيح المتجسد  الطلاء الجديد صار يتقدمنا يملك علي رؤوسنا.أصبحنا نسير بعيني المسيح . بنوره نعاين النور.

صنع بنفسه تطهيرا لخطايانا
ساد الصمت  اللقاء الأول مع الأعمى إلا عبارة واحدة.فالكلمات عند الصليب نادرة..لم يفتح فاه.إنحني إلي الأرض. تحت الصليب إنحنى.ثم إرتفع و رفع التراب في يديه المثقوبتين. جذب إليه الجميع.نفخ روحه و صنع طيناً جديداً.صنع إنساناً جديداً.في صمت أيضاً إستسلم الإنسان ليد الرب لم تكن للأعمى كلمات..ماذا كان بمقدور البشرية أن تقول؟لم يكن لها لغة السماء فسكتت عجزاً و خوفاً و قصوراً.كان اللقاء عمل إلهى و إستسلام بشرى.هذا ما يقود للخلاص.مات المسيح و يبقي أن نستسلم لليد المجروحة تقودنا للنور الأبدى.مضى الإنسان مطيعاً للمسيح فصار بصيرا.ذهب إلي المعمودية .هناك إغتسل. من فوق ولدت له عينان. ما أبهاك أيها المستنير بيد الرب يسوع.

الجيران (لمن من الملائكة قال قط:«انت ابني انا اليوم ولدتك)
الجيران هم الساكنون في بيوت أخرى.و للبشرية جيران.بعضهم ساكنون في مساكن النور الأبدى أي الملائكة القديسون.و البعض الآخر الساكنون في الظلمة و هم الملائكة الأشرار. كان الجيران يرون الأعمى قبل أن يراهم هو.فالملائكة خلقت قبل الإنسان.و الشياطين سقطت قبل الإنسان.و جميعهم كان يرى الإنسان  و يعرفونه منذ ولادته و قد إنقسموا عليه.فالبعض يثق أنه هو  نفس الإنسان لكنه شفى من عماه و موته و فساده.لأن الملائكة شهود للخلاص.و خدام العتيدين أن يرثوا الخلاص.هؤلاء أقروا أن المسيح فدانا و أن الأعمى لم يعد أعمى لأن المسيح قد مات لأجله.أما الشياطين الكاذبون فقالوا ليس هو.هؤلاء هم الجيران الأشرار الذين يحسدوننا لأجل النور الذى اشرق فينا.هؤلاء يبثون أكاذيبهم كأننا لم . كأن المسيح لم يمت.

ما أجمل رد الإنسان علي الجيران إذ قال( إني أنا هو)...تماماً كالمسيح حين يتكلم عن نفسه لأننا في العهد الجديد نتكلم بلسان المسيح لأنه مأكل و مشرب و ملبس حق يسكننا.

الفريسيون و اليهود (لذلك يجب ان نتنبه اكثر الى ما سمعنا لئلا نفوته)
أتى الفريسيون بالأعمى.الذى صار منظراً للناس و الملائكة.سألوه كيف أبصر فأجاب بالمسيح أبصرت.فقالوا هو لا يحفظ السبت.و لم يدركوا كيف تغير السبت إلى أحد القيامة.تشبثوا بالقديم ناكرين الفداء.ظلوا علي عماهم فأبصروا المسيح كخاطئ و هو حامل خطية العالم كله.

اليهود تركوا أنفسهم ضحية للفريسيين .لذا لم يصدقوا أن الأعمى أبصر و أن الخلاص قد تم.عادوا يسألون  أبوى الأعمى.عادوا إلي كتبهم.إلى آباءهم. إلي موسى و الأسفار .الكل ألمح إليه بالنبوات.و من ثمر الخلاص أبصر إبننا. بعد أن قرأوا كل الكتب قالوا عن مسيحنا لا نعلم من أين هو؟ حدث انشقاق بين اليهود و الفريسيين و سيحدث أن يخرج آخرون يقولون كيف يقدر انسان خاطئ ان يعمل مثل هذه الايات.تنفتح أعينهم .يرون فيه البر. يؤمنون به في الأيام ألأخيرة.هؤلاء الأخرون ليسوا مثل الأولين الذين صلبوه. هؤلاء الآخرون سيكونون أولين.و الذى كان أعمى للمسيح.كرز لهم سائلاً هل تريدون أن تصيروا  له تلاميذ ؟ و للآن هذا السؤال العظيم ينتظر الإجابة.

نحن و ابوانا الأولين
يشهد آدم مع حواء أننا أولادهما.يشهدان أننا ورثنا الفساد.إستشرت الخطية في كل حياتنا .ولدنا عميان.هما يعرفان أننا عميان لأنهما إختبرا العمى قبلنا.لكنهما لا يعرفان ماذا حصل معنا.كانا في الجحيم ينتظران علي رجاء القيامة.يشهد الأبوان أن الأعمى إبنهما و لكنهما لا يعرفان كيف أبصر.لم يكون سر المسيح قد إنكشف لهما . لكنهما عرفا فيما بعد.أبوانا الأولين يرون فينا كمالاً .هو كامل السن.هذا الكمال هو المسيح الذى أخذناه.صرنا به كاملين .يجدد كالنسر شبابك.إختفيا الأبوان سريعاً من المشهد لأن المسيح رد آدم و بنيه  إلي الفردوس.تركا الهيكل الأرضي و صار الراقدون أحياء هناك.

هو ات بابناء كثيرين الى المجد
تم الفداء لكن للمسيح أعمال كثيرة يعملها.ما دام نهارا فالثالوث لا يكف عن العمل. للخلاص و الإستنارة.لذلك كان اللقاء ثانية  مع المسيح لسؤال واحد أتؤمن بإبن الله؟ هذا السؤال الأهم في تاريخ البشرية. الدعوة للخلاص. مهمة الكارزين الأسمى. رسالة المسيح للعالم من خلال الكنيسة بكل من إستضاء قلبه و عقله .فليجتهد الكارزون لنفس السؤال لكل نفس . بنفس طريقة المسيح و محبته.أتؤمن بإبن الله؟ فإذا كانت الإجابة بنعم ليصحبها الصلاة و المحبة و السجود. لأن الإيمان بدونهم يصبح كلاماً لا فعلاً.لو لم يصبح الإيمان بالمسيح سلماً نصعد به إلي السماء فما جدواه.

المسيح الديان ستنظر كل عين
يأتى المسيح دياناً مبهراً في أبهى مجد .مرهباً لمن اصر علي العمى.مبهجاً لمن آمن به فأبصر وأطاعه.إذا الخلاص قد تم لم يعد هناك عذراً للعميان. فليسرع كل أحد و يأخذ نور المسيح ليتحول من أعمى إلي كارز.لأن مجيئه قريب و هو القائل ها أنا آت سريعاً.

 

المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع

جميع الحقوق محفوظة للأقباط متحدون © 2004 - 2011 www.copts-united.com