كتبت – أماني موسى
بعد فترة عصيبة من توتر العلاقات بين الشعب والأجهزة الأمنية متمثلة تحديدًا في جهاز الشرطة ووزارة الداخلية، حيث تجاوزات بعض رجال الأمن بحق المواطنين، والتي كانت شرارة الانطلاق لأحداث 25 يناير 2011 الموافق لعيد الشرطة، حاول الجهاز الأمني بمصر استعادة الثقة المفقودة بين المواطن ورجل الأمن، وبث روح الطمأنينة ومد جسور الثقة بين الطرفين، مرة ثانية، وقد كان..
وجاءت ثورة 30 يونيو وهتف المصري بأن الجيش والشرطة والشعب إيد واحدة، وباتت الأمور تبشر بخير عودة المياه إلى مجاريها، لا يعكر صفوها إلا حدث هنا أو هناك على أيدي بعضًا من رجال الشرطة يقابله تضحيات المئات منهم لدرء الإرهاب، فيمر الحدث دون ضجيج.
حتى جاء حادث الدرب الأحمر ليعيد للأذهان مشهد يناير 2011 وغضب الشعب من تجاوزات بعض رجال الأمن، ويحدث حالة من هياج الرأي العام وردة فعل غاضبة إزاء هذه التجاوزات..
نرصد في السطور القادمة كواليس هذا الحادث وردة فعل الأهالي والمسؤولين في الدولة على هذا الحادث بدءًا من رئيس الجمهورية مرورًا بوزير الداخلية وكيف رصدت السوشيال ميديا الحدث، ومن هو ذلك الشاب المجني عليه بهذا الحادث المؤسف؟
بداية الحادث.. السائق يفقد حياته خلافًا على 30 جنيه!
بدأ الحادث الخميس الماضي، حين اشتبك أمين الشرطة مصطفى مع السائق محمد عادل إسماعيل"، والشهير بـ"دربكة"، بعد الاختلاف على قيمة الأجرة والبالغ قيمتها 30 جنيه.
وبعد التراشق اللفظي قام الأمين بإطلاق أربعة رصاصات على السائق أحدهم بالرأس وأخرى بالصدر وأستقرت اثنتان منهم بمنطقة البطن.
وعليه تجمهر الأهالي من أهالي منطقة باب الخلق، أمام مبنى مديرية أمن القاهرة، مطالبين بالقصاص ومحاكمة الجاني.
خطيبة المجني عليه: كنا سنتزوج الشهر المقبل
أعربت "نشوى" خطيبة سائق الدرب الأحمر، عن حزنها العميق إزاء فقدها لخطيبها في هذا الحادث المروع، مشيرة إلى أنهما كان يستعدان لإتمام زفافهما الشهر المقبل بعد خطبة أستمرت لمدة ثلاث سنوات.
وأنهمرت نشوى في البكاء في مداخلاتها مع الإعلامي وائل الإبراشي، ببرنامج العاشرة مساءً، قائلة :"أنا عايزة اللي قتل محمد في ثانية يتقتل في ثانية وأهله يتمرمطوا، وأشوفه سايح في دمه على الأرض، أنا عايزة القصاص، وأنا ومحمد مخطوبين من 3 سنين".
وأضافت باكية :"محمد كان هيشتري بفلوس الجمعية بياض الشقة ولكنه اتقتل، وهو حبيبي وبقولها على الهواء، وهو مات دلوقتي عايزين مني إيه".
التحقيقات تثبت الواقعة وتوجه تهمة القتل العمد لأمين الشرطة
أثبتت تحقيقات نيابة جنوب القاهرة الكلية، برئاسة المستشار أحمد الأبرق، أن أمين الشرطة المتهم قام بقتل المجني عليه عن عمد، حيث أطلق أربعة رصاصات، على الرغم من كونه سقط صريعًا في الحال بعد إلقاء الطلقة الأولى التي أصابت الرأس وأدت إلى انفجار الجمجمة.
كما شهد ضد الأمين المتهم 11 شاهدًا جميعهم أدانوا رقيب الشرطة، بينهم 3 ضباط قاموا بالتحريات، و2 من أسرة القتيل الذين اتهموه بالقتل العمد، وأيضًا أقرت كاميرات المراقبة بصحة الواقعة.
الطب الشرعي: المجني عليه قتل برصاصة في الرأس على مسافة 2 سنتيمتر
من جانبه قال تقرير الطب الشرعي، أن المجني عليه توفي بطلقة واحدة أطلقت عليه من الجانب الأيسر من الرأس، على مسافة 2 سنتيمتر، بما ينفي أقوال المتهم في التحقيقات بأنه لم يكن يقتله عن عمد بل وجه الطلقات في الهواء كنوع من الترهيب فقط.
وزير الداخلية معتذرًا لوالد قتيل الدرب الأحمر: حق ابنك هيجي على مسؤوليتي الشخصية
أستقبل اللواء مجدي عبد الغفار، وزير الداخلية، "على سيد إسماعيل" والد قتيل الدرب الأحمر، الذي لقي مصرعه على أيدي أمين شرطة، لتقديم العزاء في المجني عليه، مؤكدًا استنكاره وجميع العاملين بهيئة الشرطة لهذا العمل المشين والتصرف الغير مسئول.
وأكد وزير الداخلية لوالد القتيل على أن الوزارة ستكفل له الحصول على كافة حقوق نجله القانونية وأن حق نجله لن يضيع هدرًا وأن الحصول على حق نجله هو مسئوليته الشخصية.
الحكومة تجتمع لمناقشة حادث الدرب الأحمر وتوصي بمعاقبة الجاني
كما عقد المهندس شريف إسماعيل، رئيس مجلس الوزراء، اليوم الاثنين، اجتماعًا مع وزير الداخلية ومساعديه للوقوف على نتائج التحقيقات في حادث مقتل سائق على أيدي أمين شرطة بالدرب الأحمر.
وشدد خلال الاجتماع على ضرورة محاسبة المتورطين ومعاقبتهم، خاصة في ظل التضحيات التي تقدمها وزارة الداخلية في حفظ الأمن ومواجهة الإرهاب.
الرئيس يلتقي وزير الداخلية فور الحادث ويقر تشريعات
فور وقوع الحادث، عقد الرئيس عبد الفتاح السيسي لقاءًا عاجلاً مع اللواء مجدي عبد الغفار، وزير الداخلية، في شرم الشيخ، أكد فيه على أن السلطات الممنوحة لبعض أعضاء الجهات الأمنية إنما تعني في المقام الأول تمكينهم من الحفاظ على أرواح وممتلكات ومصالح المواطنين، بهدف إرساء قواعد الأمن والنظام في البلاد.
مشددًا على ضرورة محاسبة المتورطين بالقانون.
الرئيس يوجه بتعديلات تشريعية وسن قوانين جديدة لضبط الأداء الأمني
وكان الرئيس على مستوى الحدث كالعادة، إذ وجه بعرض تعديلات تشريعية على مجلس النواب خلال ١٥ يومًا للحد من انتهاكات بعض رجال الشرطة، مشددًا في بيان صادر عن الرئاسة غداة مقتل سائق الدرب الأحمر، أن الأمر بات يقتضي إدخال بعض التعديلات التشريعية أو سنّ قوانين جديدة تكفل ضبط الأداء الأمني في الشارع المصري بما يضمن محاسبة كل من يتجاوز في حق المواطنين دون وجه حق.
جميع الحقوق محفوظة للأقباط متحدون © 2004 - 2011 www.copts-united.com