ÇáÃÞÈÇØ ãÊÍÏæä
طباعة الصفحة

البطن أولاً وأخيرًا

عزت بولس | 2015-11-15 13:49:10

بقلم - عزت بولس
الحالة المصرية بعد يناير 25 يناير 2011، تشهد " حراك إيجابي" بين كل فئات المجتمع ذلك بعد سنوات طويلة من الثبات والُسبات معًا للشعب المصري بعد يوليو 1952.

فثورة يناير 2011 أعطت الحياة لشعب كان غالبيته في حالة فقدان للحيوية الفكرية متشبهًا برئيسه في ذلك الوقت، ومرت الأحداث متتابعة لنصل لثورة 30 يونيو 2013 ويختار المصري عبد الفتاح السيسي كرئيس للدولة، وهو شخص من طراز خاص جدًا وواضح بشكل كبير جدًا، حيث أعلن -الرئيس- منذ اللحظة الأولى بأن الوضع بمصر ليس" ورديًا" كما يعتقد البعض ،ولهذا دومًا ما يؤكد السيسي بكل خطاباته لنا كمصريين بتأكيد وضرورة العمل بجد واجتهاد لصالح رفعه بلادنا.

بمرور الشهور وعلى الرغم من  النجاحات الرئاسية الكبيرة التي تحققت خلال الشهور الماضية ،إلا أن هذه النجاحات خلقت لدى الغالبية من الشعب المصري نوع من" الطمأنينة" جعله طامعًا في المزيد من الرخاء دون بذل مجهود موازي لتحقيق ذلك الرخاء في صورة عمل.

تخيلت الغالبية أن الأسعار سوف تكون في متناول الجميع، وسنصبح قادرين على إشباع شهيتنا القوية في إشباع" بطوننا" بحيث أصبح بمنظور تلك الأغلبية أنه يجب أن تعمل الدولة " بمفردها وبقدرة قادر على توفير متطلباتنا  بنفس السرعة والجودة التي قامت بها في تنفيذ المشروعات القومية.غاب عن هؤلاء  إننا نعيش داخل دولة تواجه صعوبات كارثيه داخليًا وخارجيًا،وإرهاب لا يكل ولا يمل من تنفيذ محاولات القضاء على الدولة عبر إضعاف هيبتها.

بالرجوع إلى التاريخ، ولنأخذ إحدى البلاد الأوربية كمثال وليكن" ألمانيا " وتحديًدا بعد الحرب العالمية الثانية ،بعدما قامت "قوات الحلفاء" بهدم جميع المدن الألمانية هدم كامل، وأصبحت البلاد في وضع اقتصادي في غاية السوء،ولم يجد الباقي من شعب ألمانيا "فقدت حوالي 6 مليون جندي" سوى التقشف والعمل، فكانت وجبته اليومية لا تشمل غير" البطاطس"وذلك لمدة طويلة،ولم يدفع هذا التقشف " الألمان " للثورة ضد حكوماتهم بذلك الوقت،بل دفعهم التقشف لإدراك أهمية العمل الجاد والإصرار على بناء بلدهم،وقد كان لهم ما أرادو،حيث خلال سنوات قليلة أصبحت ألمانيا واحدة من أقوى الاقتصاديات الأوربية.

نحن الآن كمصريين في وضع صعب يتطلب منا أن نتخلي عن " الرفاهية" التي أعتدنا العيش فيها ومن خلالها،وأعنى تحديدًا رفاهية التنوع الغير صحي للطعام،ويمكن بالنظر سريعًا لمائدة أي أسرة مصرية متوسطة، ستجد كميات كبيرة من الأطعمة الغير صحية والتي لا يُراعى فيها سوى " تعدمنى إذا ماكلتش" لتمتلئ القمامة ببواقي الطعام على نحو مفزع.

بالإضافة لرفاهية الطعام هناك هوس" إنجاب الأطفال"،ويمكننا القول بأننا على أعتاب انفجار سكاني رهيب لن نتمكن من السيطرة عليه، أنظر لأي ماركت كبير للتسوق ستجد أباء وأمهات وخلفهم جيش من الأطفال، وأنظر أيضًا لحارسي العقارات ستجدهم يعيشون بغرفة واحدة ومع ذلك ينجبون جيش من الأطفال، من المهم بالعقل المصري ممارسة " الإنجاب الأرنبي" وكأن فحولة الرجل وأنوثة المرأة تتمثل فقط بالإنجاب!

العمل لدى غالبية المصريين أمر غير مرتبط بالجدية أو الدأب،فالموظف يمارس هوايته في إذلال المواطن"ومرمطته، من "بنطس الى بيلاطس، وكباية الشاي وسندوتش الطعمية"  أهم حاجة يفتتح بيها عملة اليومي وبعدها يغط في ثبات عميق ومزاج سيء ينعكس على من يرغب في إنهاء مهمة له.

الشباب الجامعي فحدث ولا حرج  يُريد غالبيتهم أن يتبوأ مركز المدير في مستهل حياته العملية ،بغض النظر عن خبراته و إمكانياته لكنه يبحث عن الكسب السريع دون مشقة بدء السلم الوظيفي والاجتماعي في خطوات متوالية،ويمكنك أن تري كم  تنتعش المقاهي بروادها من الشباب الذين "يسبون البلد واليوم اللي تولدوا فيها" ويتداولون بينهم أنواع ووسائل الطرق الشرعية وغيرها "للهج" من هذا البلد- الجحيم- برأيهم غير مدركين أن حتى لو استطاعوا الهجرة فالبلد التي سوف يقصدونها لا توظف "تنابلة".

العامل المهني الشاب يكسب قوته اليوم ويخلد للراحة مع "الجوزه" ويفكر في مزاولة عملة بعد القضاء على "القرشين" اللي كسبهم من عمله السابق.

والخلاصة نحن شعب مرفه، غير جاد في العمل، تكثر طلباته و"عشمه في ماما الحكومة" لإطعامه وتوظيفه وتدليله.

إذا كان يوجد رغبة حقيقة في أن يكون لنا دور مشرف بين الدول المتقدمة، فيجب أن نقوم بمشروع قومي لتهذيب عادتنا السيئة وإصدار القوانين للحد من الإنجاب دون الخوف من المؤسسات الدينية،بالذمة "مش إحنا شعب مرفه مدلل من حجر أمه إلى حجر الحكومة".

 

جميع الحقوق محفوظة للأقباط متحدون © 2004 - 2011 www.copts-united.com