ÇáÃÞÈÇØ ãÊÍÏæä
طباعة الصفحة

الوهابية، حركة فاشية دينية يجب تجريمها

د. عبد الخالق حسين | 2015-07-02 09:25:11

عبدالخالق حسين
يوماً بعد يوم يتضح أكثر فأكثر للعالم، مَنْ هو وراء الإرهاب الذي سمي بالإرهاب الإسلامي المتطرف. إنه الفكر الوهابي السعودي التكفيري الذي هو امتداد لتعاليم ابن تيمية، ومحمد بن عبدالوهاب، التعاليم التي تبيح قتل كل من يخالفها،  فجذور الارهاب في العقيدة الوهابية(1). ومنذ العهد العثماني قام الوهابيون بغزوات وغارات لمناطق عراقية، مثل سوق الشيوخ، وكربلاء والنجف، وسرقوا، ونهبوا وسلبوا وقتلوا الألوف وأباحوا الحرمات باسم الله والإسلام.

وبعد أن استغنت المملكة السعودية بالثروات النفطية الهائلة حد التخمة، خصصت مبالغ طائلة لنشر التطرف الوهابي التكفيري في مختلف أنحاء العالم، وخاصة في باكستان، وأفغانستان، والسعودية ومصر، وغيرها من البلدان العربية والإسلامية، حيث فتحت عشرات الألوف من المدارس الدينية، والألوف من المساجد وعشرات المعاهد، وحتى في عواصم الدول الغربية، وفرضت عليها مشايخ وتعاليم الوهابية. ومن تعاليم محمد ابن عبدالوهاب تجهيل المجتمع، فمن أقواله: (الفكر والكفر سيان لأنهما من نفس الحروف)، ليسهل على مشايخ الوهابية أن يتلاعبوا بعقول الناس وخاصة الشبيبة، وتعرضيهم لغسيل الدماغ، وتحويلهم إلى قنابل بشرية. وهذا ما يجري. وربما هو صحيح في قوله هذا لأن كل من يفكر بعقل سليم لا بد وأن يكفر بالعقيدة الوهابية المتلبسة بلباس الدين.

واستطاعت السعودية بأموالها الهائلة، واستثماراتها في الغرب والشرق، وخاصة في أمريكا وأوربا، أن تشتري سكوت حكومات العالم، و جمعيات حقوق الإنسان عن جرائمها ضد الإنسانية وهي معروفة. وليس مستغرباً، ولا عن طريق الصدفة أن 15 من 19 إرهابياً من منفذي جريمة 11 سبتمبر 2001 كانوا سعوديين. وكذلك، وكما صرح ديفيد بيترايوس قائد قوات التحالف في العراق سابقاً أن 50% من الإرهابيين، و100% من الانتحاريين في العراق كانون من السعودية. كما وأفادت الأنباء أن الذي قام بتفجير جامع الصادق في الكويت يوم الجمعة 26/6/2015 كان سعودياً. كذلك هناك تقرير يفيد أن هناك خمسة آلاف سعودي يقاتلون في صفوف الدولة الإسلامية (داعش) في سوريا، وأن المملكة خائفة الآن من عودتهم إلى بلادهم حيث لا يعرفون أي شغل آخر سوى القتل، فسينقلب السحر على الساحر السعودي كما حصل عند عودة عرب الأفغان في التسعينات إلى بلدانهم ونشروا الإرهاب فيها. والجدير بالذكر أن جميع الإرهابيين هم وهابيون إما من العائلة أو تحولوا بتأثير الأئمة الوهابية.

كذلك كتب السفير الأمريكي الأسبق في كوستاريكا، كورتين وينزر، دراسة أكاديمية بعنوان: (السعودية والوهابية وانتشار الفاشية الدينية)(2)، بين فيها فاشية الفكر السعودي الوهابي وطالب بمقاضاتها، و كتبتُ أنا مقالاً قبل أشهر بعنوان:(السعودية دولة إرهابية يجب مقاضاتها)(3)، وكتب آخرون نفس المضمون وطالبوا الحكومات ومنظمة الأمم المتحدة مقاضاة السعودية باعتبارها مسؤولة عن نشر التطرف الديني التكفيري، وتمويل الإرهاب، ولكن لا من يسمع.

كما واستطاعت السعودية بأموالها الهائلة أن تشتري ذمم وسكوت حتى الجامعات الغربية العريقة عن طريق التبرعات السخية لها، وفتح أقسام باسم الدراسات الإسلامية، ولكنها تبغي من وراء ذلك نشر الفكر الوهابي وإسكات نقادها. واستطاعت السعودية أن تُسكت حتى الأمم المتحدة عن جرائمها، فتبرعت في العام الماضي بـمائة مليون دولار لقسم مكافحة الإرهاب في الأمم المتحدة لذر الرماد في العيون، في الوقت الذي صرفت نحو مائة مليار دولار لنشر الفكر الوهابي التكفيري في العالم خلال الثلاثين سنة الماضية حسب بعض الدراسات.

ومع كل هذه الجرائم والحكومات الغربية، وبالأخص أمريكا وبريطانيا وفرنسا، بقيت ساكتة تغض النظر عن دور المملكة العربية السعودية في نشر الإرهاب والتطرف الديني بما تغدق عليهم بالمال إلى أن وصل الإرهاب الوهابي إلى عواصم هذه الدول مثل أحداث 11 سبتمبر في أمريكا، و تفجيرات قطارات أنفاق لندن، ومحطة قطارات مدريد، وفي أوائل هذا العام في باريس مجزرة صحيفة تشارلي هبدو وسوبر ماركت اليهودي. وأخيراً وليس آخراً، وقوع الإرهاب في ثلاث قارات في يوم واحد (الجمعة 26/6/2015)، تفجير انتحاري في مسجد الصادق وقتل 27 وجرح أكثر من مائتين من المصلين الشيعة في الكويت، وقتل نحو أربعين من السواح في سوسة/ تونس، 30 منهم من بريطانيا، وجرح أكثر من مائتين، و قطع رأس مدير معمل غاز في ليون/فرنسا بمنتهى الوحشية. وهذا يعني أن سكوت الغرب عن جرائم المملكة السعودية الوهابية هو الذي ساعد على وصول الحرائق إلى بلدانهم.

نستنتج من كل ما تقدم أن الحركة الوهابية فاشية بلباس ديني ضد الإنسانية، لا تقل خطورة عن الحركات العنصرية مثل الفاشية والنازية والبعثية الممنوعة دولياً، وربما أخطر منها، لأن الفاشية الدينية تمنح الإرهابيين قوة عقيدة وإيماناً إلى حد المنافسة بالانتحار من أجل الوصول السريع إلى الجنة والفوز بحور العين والولدان المخلدين...الخ. فإلى متى تسكت الحكومات والأمم المتحدة عن هذه الجرائم، ألا تكفي مئات الألوف من الضحايا؟ وهل يريدون وقوع أعداد أخرى مضاعفة من الأبرياء لإيقاف الجاني السعودي والقطري وغيرهما من ممولي الإرهاب ورعايته؟ 

لذلك، فالمطلوب من الحكومات ومنظمات المجتمع المدني، وبالأخص منظمات حقوق الإنسان، مطالبة الأمم المتحدة بإدراج الوهابية كحركة فاشية دينية معادية للإنسانية، وشمولها ضمن الحركات العنصرية المحرمة دولياً، يمنع منعاً باتاً نشر تعاليمها التكفيرية، والمطالبة بمقاضاة الحكومة السعودية والحكومة القطرية وكل حكومة ساهمت في دعم الإرهاب، وتقديم رؤساء هذه الحكومات إلى محكمة الجنايات الدولية كمجرمين بحق الإنسانية، وإلزامها بدفع تعويضات لجميع الدول التي تضررت بالإرهاب مثل العراق وسوريا وليبيا واليمن، والصومال ونايجيريا وغيرها، وجميع ضحايا الإرهاب في العالم، تماماً كما ألزموا صدام حسين بدفع تعويضات عن جرائم غزو الكويت، و معمر القذافي عن جرائم إسقاط طائرة لوكربي. وتجفيف جميع منابع الإرهاب الفكرية والمالية، ومطالبة الحكومات الإسلامية وخاصة السعودية والقطرية بتطهير المناهج الدراسية من جميع النصوص الدينية التي تدعو إلى العنف وكراهية الآخر.

abdulkhaliq.hussein@btinternet.com 
http://www.abdulkhaliqhussein.nl/

 

جميع الحقوق محفوظة للأقباط متحدون © 2004 - 2011 www.copts-united.com