ÇáÃÞÈÇØ ãÊÍÏæä
طباعة الصفحة

صُنِع في مصر برعاية السيسي

د. مينا ملاك عازر | 2014-08-02 00:00:00

مينا ملاك عازر
رغبة مني في عدم حرق فيلم صُنِع في مصر لمن يرد مشاهدته، أحب أن أقول له أن فكرته ببساطة أن أحد الكسالى بالوراثة سُخِط دبدوب، وسخطته دبدوب جعلته يعيد تفكيره في حساباته، فنفض غبار الكسل عنه، وقام وعمل وكافح إلى أن عاد من سخطته هذه بغض النظر عن فكرة الفيلم الفانتازيا إلا أنك بالفيلم تجد على لسان الدبدوب الأصلي الذي أصبح صاحبنا الكسول بعد سخطته لدبدوب يعيش فيه مجموعة من الحِكم عن الفشل والجِد في العمل حتى تجد ما تريد من عينة من طلب العلى سهر الليالي، والفاشل ناجح في تبرير فشله، ومن زرع حصد، ومن جد وجد.

وهذه كلها حٍكم حاثة على العمل والجد، وهو أمر لم يكن يهم صاحبنا الكسول حين سماعها من الدبدوب قبل سخطته دبدٍوباً، بل لم يكن مبالياً بتسديد قرض البنك إلى أن جرى ما جرى، فقفز الدبدوب ليلاً – وليس الخامسة صباحاً- من فراش أخته وذهب لمحل أبيه الذي ورثه وصنع لأخته العرائس التي يجيد صُنعها وللوهلة الأولى تستطيع أن تدرك أن الفيلم فكرته كلها تدورحول أن تحاول وأن تكِد وتَجِد لتَجِد، وكأن السيسي هو الذي أوحى به لصناع الفيلم، يحثون فيه شعب من الكسالى أن يفعلوا هكذا، ولم ينتبه مؤلف الفيلم أن عمل صاحبنا ليلاً سيستهلك كهرباء كثيرة في حين لو عمل صباحاً لتنفيذ العرائس التي تريدها أخته سيوفر كهرباء أكثر.

المهم أبرز مشاهد الفيلم التي لفتت نظري حينما حاول الدبدوب المسخوط والإنسان الذي كان دبدوباً الهرب من مستشفى الأمراض النفسية وقال الإنسان الذي كان دبدوباً أن الشباك مغلق وعليه سلك ولكن لما حاولا انفتح الشباك، وأسقطا السلك ببساطة لأنه كان ضعيف، هذا ذكرني بمعلومة أن الفيل الصغير يربط بقيد صغير يشعره بالتقييد، يبقى القيد هكذا صغيراً وضعيفا ويكبر الفيل ويكون في الحقيقة قادر على قطعه لكن قناعته السلبية السابقة تبقيه راضياً أن يبقى أسيراً تحت قيد إن حاول قطعه سينجح.

وهل نحن المصريون هكذا؟ نعيش تحت قناعات سلبية تجعلنا غير قادرين على أن نحاول ونجرب لكي ننجح، لا أعرف إن كان صناع الفيلم يقصدون من وراء فيلمهم حقاً دعم السيسي أم أن السيسي يرعى فكرتهم، لكن دعني أعتبر أن ثمة توافق بين صناع الفيلم ورغبة السيسي في نهضة البلاد والعباد وقفزهم من فوق فراش كسلهم لعلهم ينجحون.

في الختام، عزيزي القارئ، شاهد فيلم صُنِع في مصر، وتمنى من كل قلبك أن تعود هذه الكلمات "صُنِع في مصر" نراها على المنتجات، ويكون لدينا الاستعداد النفسي والثقة في أن نشتري تلك المنتجات لأن ذلك يعني حقاً أننا نهضنا من كسلنا وتفوقنا.
المختصر المفيد منْ رامى العلى بغير كد، أضاع العمر في طلب المحال.

 

جميع الحقوق محفوظة للأقباط متحدون © 2004 - 2011 www.copts-united.com