ÇáÃÞÈÇØ ãÊÍÏæä
طباعة الصفحة

«داعش» وعودة عقود الذمة!!

بقلم مدحت بشاى | 2014-08-01 15:50:31
بقلم   مدحت بشاى 
رغم ما عانيناه فى ظل حكم «جماعة الشر»، إلا أن خروجهم فى النهاية من جحور العمل السرى، وكمان وصولهم إلى سُدة الحكم، قد مثل فرصة هائلة ليتعرف المواطن المصرى على تلك العصابة وبشاعاتها، وإن جاء الأمر متأخراً، فحكاية معاودة وجودهم ووجود من لف لفهم فى ساحة العمل السياسى، أظنها مستحيلة.
 
والآن نواجه قوى إرهابية أخرى قدمت نفسها بمسمى «داعش».. و«داعش» فى النهاية ميليشيات إرهابية تسللت بشكل وبائى سرطانى.
 
ولعل جريمة «داعش» التى ارتكبها مع أهل الموصل من المسيحيين هى الأبشع، بغرض تحقيق هدف إخلاء العراق من المسيحيين، عندما خيروهم بين التخلى عن عقيدتهم، أو دفع الجزية، أو الخروج من الموصل، وبسيف الإرهاب تم تدمير مقدساتهم والاستيلاء على كل ممتلكاتهم قبل المغادرة، باستثناء عدد محدود من العائلات الفقيرة وكبار السن، امتثلوا قهراً بتنفيذ الخيار المر!!.. وبعد الخروج، يواجه أهالى الموصل من المسلمين ضرورة الامتثال لأوامر «داعش» التى بثوها عبر ميكروفونات مساجد البلدة، ليجهزوا البنات غير المرتبطات وتقديمهن لجهاد النكاح!
 
والآن يوقع بعض المسيحيين فى سوريا قهراً عقد ذمة مع رموز داعش الإرهابية، يقول الخبر «أول عقد ذمة فى الشام بين الدولة الإسلامية ونصارى ولاية الرقة.. فقد راجع عدد من نصارى ولاية الرقّة إمارة الدّولة الإسلاميّة بعد إعلان الدّولة تحكيم الشريعة الإسلامية فى هذه الولاية التى مكّن الله فيها لعباده الموحدين بصورة كاملة ولله الحمد، وقد عُرض على النّصارى أن يختاروا أحد ثلاثة أمور.. الأول: الدخول فى دين الإسلام والبراءة مما كانوا فيه من الشرك.
 
الثانى: إن هم اختاروا البقاء على دينهم فيدفعون الجزية، ويخضعون لحكم الشريعة الإسلامية فى الولاية.. الثالث: إن هم أبوا فهم محاربون وليس بينهم وبين الدولة الإسلامية إلا السيف.. حكاية مؤلمة وردة حضارية بشعة.
 
يبقى أن نؤكد على خطورة أنه لايزال فى وسطنا من يسكنهم ديناصور «داعش الفكرة»، والأمر الأكثر سخفاً من ينادون بفرصة للإخوان باقتراح توقيع عقد اجتماعى جديد بين الدولة والإخوان ومن لف لفهم.. أى فرصة تلك أكثر من منحهم كراسى الحكم، فكان ما شهدناه من استبداد وقهر وخيانة كل العهود والوعود!.
 
الكارثة فى الخطاب الدينى لجماعات «بوكو حرام» و«داعش» و«التيارات السلفية المتشددة» وغيرها فيما يصدر عنها من رسائل، يرى كل منهم أنه وحده القابض على صحيح الدين، والأكثر التزاماً بثوابته، دون منح أى فرص لإعمال العقل والتفكير والتدبر، والحكاية على فكره من زمان، أفتكر غضب رجال الدين من توفيق الحكيم عندما كتب رسائل إلى خالقه، وقالوا «إنت مين علشان تتكلم فى أمور الدين؟!!».
 
لابد أن تكون البداية بتصفية ذلك الميراث البشع- عبر قراءة خاطئة للكتب المقدسة- من أفكار وثقافة أسلافنا فى كل ميادين المعرفة والعلم وفقه الأديان، حتى يمكننا إدارة دولة عصرية، تتيح فرص التنوع وقبول الآخر والاندماج الوطنى، والتى لا مكان فيها لجماعات لا تؤمن بداية بالديمقراطية ولا بتداول والمشاركة فى السلطة ولا بأهمية السعى لتحقيق «جودة الحياة» لكل الناس ولا بوجود مسيحيين، وتكفر الشيعة تمهيداً لإبادتهم، ولا للمرأة التى يرونها غير صالحة إلا لجهاد النكاح!!.. ويا بتوع العقد الاجتماعى الجديد، أصرخ فى وجوهكم: ارحمونا يا نخبة النكد!!
 
medhatbe@gmail.com
 
نقلا عن المصرى اليوم
 
 

المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع

جميع الحقوق محفوظة للأقباط متحدون © 2004 - 2011 www.copts-united.com