ÇáÃÞÈÇØ ãÊÍÏæä
طباعة الصفحة

تحرش حلاوة روح

ليديا يؤأنس | 2014-06-20 09:17:48

بقلم: ليديا يؤانس
قالوا نِلعب في الوقت الضائع ..  يعني حلاوة روح!
قالوا خسرانه خسرانه،  ومُشْ حنِخسَر أكثر مِنْ إللي خسرناه ..  يعني حلاوة روح!

إقتربت نهاية مُسلسل الرعب والإرهاب،  وتزامن ذلك مع بداية عهد جديد، عاهد الله والوطن علي ألا يكون للإرهاب بكل صوره وجود يؤرق المجتمع.
الإرهاب ليس فقط من يستخدم آليات القتل والتعذيب والدمار، ولكن أيضاً الإرهاب الديني والإجتماعي والأخلاقي والسياسي.

التحرش نوع مِنْ أنواع الإرهاب للإنسان،  فكلمة "تحرش" تعني التعرض لشخص لإستفزازه وإثارة حفيظته وإهانته وإذلاله.
التحرش أنواع وأكثرها شيوعاً التحرش الجنسي،  والغرض منه إذلال الإنسان والتحقير منه أمام نفسه وأمام المجتمع.
التحرش الجنسي قد يكون ضد الأطفال،  والرجال أحياناً،  ولكنهُ أكثر شيوعاً مع المرأة.
التحرش الجنسي قد يكون بالنظره،  بالكلام والتعليقات،  بالنداءات والإيحاءات،  بالمُلاحقة والتتبع،  باللمس،  وقد يصل التحرش إلي درجة العنف بالإغتصاب وهتك العرض،  وقد يصل إلي أبشع صوره بما عُرِف بالتحرش الجماعي. 
التحرش الجنسي أكثر شيوعاً في الدول التي مُعتقداتهم ومفاهيمهُم الدينيه تُحقر مِنْ شأن المرأة وتعتبرها وسيلة لإمتاع الرجل، وليس لها حقوق مثل ما للرجل.  الدول ذو الثقافات المتخلفة الذين يُقيمون المرأة مِنْ المُنطلق الجنسي،  وكأن المرأة ليس لديها أي مهارات فكريه أو فائده في المجتمع سوي الجنس.  وعلي ذلك أصبح من السهل النَيل مِنْ المرأة وتقويضها وتكميمها بالتحرش بها جنسياً.

أفتكر أنني قد سمعت الناس يتلَسنون علي فتاة بأنها سيئة السُمعه،  وأتهموها بأنها علي علاقات عديدة مع الرجال.  حاولت أن أتحري ليس من حب الفضول،  ولكن لإحساسي بأن هذه الفتاة قد تكون مظلومه ومُفتري عليها.
سألتهُم لماذا تتكلمون هكذا؟   قالوا بترجع البيت كل يوم علي وش الفجر،  وأحياناً بعض الرجال يوصلونها للمنزل،  وأحياناً رجال يحضرون إليها في شقتها!
عايزين تعرفوا الحكاية؟ الفتاه تعول نفسها وتعيش بمفردها لأنها يتيمة الأبوين،   وليس لديها سوي أخ زوج لإمرأة شريرة حَرِصتْ علي قطع كل الروابط الأخويه.
الفتاة تشتغل بالتمريض وعملها ينتهي الساعة 3 صباحاً ولابد من الرجوع إلي منزلها،  ولا تملك سيارة ولا توجد مواصلات عامه في هذه الساعة المتأخرة من الليل،  وأيضاً قد تحتاج إلي شخص يأتي إلي منزلها لإصلاح شئ ما أو تركيب شئ ما.
ماذا تفعل هذه الفتاه لكي تعيش في مثل هذه الظروف؟   ياريت ترحموا النساء مِنْ ألسنتكُم والتحرش بهن!

بالرغم من أن المستوي الأخلاقي إنحدر إنحداراً شديداً في الآونه الأخيره بمصر،  وإنتشرت ظاهرة التحرش حتي أصبحت مصر علي قمة الدول التي بها تحرش طبقاً للتقارير الدولية،  إلا أن ما حدث في الأيام القليلة الماضية وتزامن مع تنصيب الرئيسي السيسي،  ليس تحرش جنسي،  بل جرائم بشعة لا تقل عن جرائم القتل التي يُعاقب عليها القانون بأقصي العقوبات.

إن ما حدث في الميادين العامة وخاصة ميدان التحرير،   ليس تحرش جنسي،  ولكنه تحرش سياسي في المقام الأول .. أنه حلاوة روح قبل النهاية للإنتقام من الشعب الذي ثار علي الفساد والإرهاب.

إن ما حدث في التحرير ليس تحرش جنسي فقط،  ولكنه تحرش سياسي مُمنهج ومُخطط له ولذا تم بهذه الصوره البشعه القذره والوحشيه ..  أنه حلاوة روح قبل النهاية لرد الصفعه الذى أخذها كل فاسد وإرهابي،  فأرادوا رد الصفعه  لمن صفعهم،  ومن أيدوه وخاصة المرأة التي كان لها دور مشهود في هذه المرحلة.

إن ما حدث في التحرير ليس تحرش جنسي فقط،  ولكنه تحرش بالرئيس الجديد المُنتخب في أول ساعات مِنْ حُكمه ..  أنه حلاوة روح للإعلان على أنهُم يتحَدون الرئيس الجديد،  وأنهم مازالوا قادرين علي أن يُحركوا المشهد السياسي لصالحهم حتي ولو بالعنف والإرهاب.

إن ما حدث في التحرير ليس تحرش جنسي فقط،  ولكنه تحرش بالشعب المصري كله وخاصة المرأة التي أثبتت وجودها وقوتها بدورها الفعال في الثورة والمرحلة الأخيرة في الإنتخابات وتأييد السيسي  .. أنه حلاوة روح قبل فقدانهم السيطرة علي المرأة وتقويض دورها وتحجيمها بالفتاوي،  فأرادوا إذلال المرأة وتخويفها وترويعها قبل أن يُعطيها المناخ السياسي الجديد إشارة الضوء الأخضر لكي تسترد كرامتها وتستعيد ما فقدته علي مر السنين بسبب الخُزعبلات الدينية العقيمة.       

إن ما حدث في التحرير ليس تحرش جنسي فقط،  ولكنه عملية إجرامية مُمنهجة ومُخطط لها بعناية فائقة ..  أنه حلاوة روح أن تتم في توقيت معين،  وأن تكون علي مرأي ومسمع من العالم كله،  استخدمت فيها أسلحة بيضاء وغيرها لتعذيب الضحايا وإصابتهن وإذلالهن وأيضا لترهيب من يحاول الدفاع عن الضحايا،  أستخدم فيها الإرهابيون أنابيب البوتاجاز المُشتعلة لحرق الضحايا في أماكن متفرقه من أجسادهن وأيضا لمنع من يحاول تخليص الضحايا من أيدى هؤلاء الوحوش.

سؤال مُوجه لكُل من يهمه الأمر،  لقد سمعنا أن الميدان كان مؤمناً برجال الأمن وأجهزة الكشف الأمنية التي تُستخدم في المطارات وغيرها،  إذن كيف دخلت الأسلحة البيضاء وأنابيب البوتاجاز إلي الميدان وسط الإحتفال،  ألا يعني ذلك أن مؤسسة الأمن ذاتها مخترقة بأشخاص موالين للأرهاب؟؟؟

في النهاية نحن واثقون أن القيادة الحالية والمُتمثله في الرئيس السيسي وكل الأجهزة المعنية سوف لا تتهاون قيد أنمله في القضاء علي هذه الظاهره سواء أكان مُخططاً لها،   أو نتيجه خلل أخلاقي وإجتماعي بالبلد، والمثل بيقول: إضرب المربوط يخاف السايب.
وأخيراً نحن الشعب المصري نرفع مطلباً هاماً جداً للسيد الرئيس السيسي والحكومة الحالية .. نحن نريد رد شرف وكرامة الشعب المصري التي أهدرت في التحرير!
  
 

 

جميع الحقوق محفوظة للأقباط متحدون © 2004 - 2011 www.copts-united.com