ÇáÃÞÈÇØ ãÊÍÏæä
طباعة الصفحة

الإرهاب يجتاح المنطقة بعد تدخل الولايات المتحدة وثورات الربيع العربي (تقرير)

نعيم يوسف | 2014-06-03 17:09:28
جماعات متطرفة في العراق وليبيا وتونس والجزائر ومالي وسوريا ومصر
ظهور تنظيم "داعش" في العراق والقاعدة في أفغانستان بعد التدخل الأميركي
أنصار الشريعة في ليبيا بعد ثورة فبراير.. وأنصار بيت المقدس في مصر
كتب – نعيم يوسف 
أحداث 11 سبتمبر
يقول محللون أن الولايات المتحدة بعد أحداث 11 سبتمبر عام 2001 قد قررت تحويل اتجاه الإرهاب إلى المنبع الأصلي له وهو الشرق الأوسط، وذلك بدلا من توجهه إلى الغرب أو الولايات المتحدة نفسها، وذلك بعد هجمات ذلك اليوم حيث تم تحويل اتجاه أربع طائرات نقل مدني تجارية وتوجيهها لتصطدم بأهداف محددة نجحت في ذلك ثلاث منها، الأهداف تمثلت في برجي مركز التجارة الدولية بمنهاتن ومقر وزارة الدفاع الأمريكية "البنتاجون"، وسقط نتيجة لهذه الأحداث 2973 ضحية 24 مفقوداً، إضافة لآلاف الجرحى والمصابين بأمراض جراء استنشاق دخان الحرائق والأبخرة السامة، الأمر الذي سبب صدمة للولايات المتحدة. 
 
بيئة مناسبة وخطة سهلة
ولم تضطر الولايات المتحدة إلى بذل الكثير من الجهد، فالقليل من الاضطرابات في المنطقة، مثل الحروب والثورات، مع الكثير من المتطرفين المتواجدين في هذه المناطق، مع توريد السلاح بطريقة علنية مستمرة، ومحاولات بسيطة لإضعاف الجيوش الموجودة في المنطقة، والدعوات إلى الحرية والديمقراطية في هذه المناطق، كل هذه الأسباب كافية لخلق بيئة مناسبة لكي يترعرع فيها الإرهاب، وأن يتم توجيهه إلى أصحابه، وهنا نحاول رصد – ليس كل الحركات والجماعات المتطرفة فهي كثيرة جدا – ولكن أشهر هذه الجماعات في بعض البلدان المحيطة.  
 
القاعدة في أفغانستان والسودان
وبالطبع أول هذه التنظيمات هو "القاعدة" الذي ينتشر في معظم بلدان الشرق الأوسط، وخاصة في المغرب حيث يعمل على نطاق واسع في منطقة الصحراء والساحل، وأنشطة حركة "الدعوة والجهاد". 
والقاعدة أو تنظيم القاعدة أو قاعدة الجهاد، هي منظمة وحركة متعدد الجنسيات سنية إسلامية أصولية، تأسست في الفترة بين أغسطس 1988 وأواخر 1989 / أوائل 1990، تدعو إلى الجهاد الدولي. ترتكز حاليًا وبكثافة في اليمن، وخاصة في المناطق القبلية والمناطق الجنوبية، والمسمى بتنظيم القاعدة في جزيرة العرب، هاجمت القاعدة أهدافًا مدنية وعسكرية في مختلف الدول، أبرزها هجمات 11 سبتمبر 2001، تبع هذه الهجمات قيام الحكومة الأمريكية بشن "حربٍ على الإرهاب".
وتشمل التقنيات التي تستخدمها القاعدة الهجمات الانتحارية والتفجيرات المتزامنة في أهداف مختلفة، والتي يقوم بها أحد أعضاء التنظيم الذين تعهّدوا بالولاء لأسامة بن لادن أو بعض الأفراد الذين خضعوا للتدريب في أحد المخيمات في أفغانستان أو السودان.
تشمل أهداف القاعدة إنهاء النفوذ الأجنبي في البلدان الإسلامية، وإنشاء خلافة إسلامية جديدة. وتعتقد القاعدة أن هناك تحالفًا مسيحيًا - يهوديًا يتآمر لتدمير الإسلام. 
 
"داعش" في العراق
ثم هناك تنظيم "داعش" أو الدولة الإسلامية في العراق والشام تنظيم مسلح يُوصف بالإرهاب يتبنى الفكر السلفي الجهادي يهدف أعضاؤه إلى إعادة"الخلافة الإسلامية وتطبيق الشريعة"، يمتد في العراق وسوريا. زعيم هذا التنظيم هو "أبو بكر البغدادي"
وبدأ بتكوين الدولة الإسلامية في العراق في 15 تشرين الأول/أكتوبر 2006 إثر اجتماع مجموعة من الفصائل المسلحة ضمن معاهدة حلف المطيبين وتم اختيار "أبا عمر" زعيما له وبعدها تبنت العديد من العمليات النوعية داخل العراق آنذاك، وبعد مقتل أبو عمر البغدادي في يوم الاثنين 19/4/2010 أصبح أبو بكر البغدادي زعيما لهذا التنظيم، وشهد عهد أبي بكر توسعاً في العمليات النوعية المتزامنة (كعملية البنك المركزي، و وزارة العدل، واقتحام سجني أبو غريب والحوت), وبعد الأحداث الجارية في سوريا واقتتال الجماعات الثورية والجيش الحر مع نظام بشار الأسد تم تشكيل جبهة النصرة لأهل الشام أواخر سنة 2011، وسرعان ما نمت قدراتها لتصبح في غضون أشهر من أبرز قوى المقاتلة في سوريا , وفي 2013/4/09 وبرسالة صوتية بُثت عن طريق شبكة شموخ الإسلام، أعلن من خلالها أبو بكر البغدادي دمج فرع التنظيم جبهة النصرة مع دولة العراق الإسلامية تحت مسمى الدولة الإسلامية في العراق والشام، ونفوذ الدولة تتوسع في الداخل السوري يوماً بعد اليوم.
تبنت الدولة الإسلامية في العراق والشام عملية تفجير السفارة الإيرانية في بيروت، ويسيطر أفراد هذا التنظيم على مساحة كبيرة من مدينة الفلوجة العراقية ابتداءً من أواخر ديسمبر 2013 وبداية 2014.
 
جبهة النصرة في سوريا
ومع بزوغ الثورة السورية، ظهرت جبهة النصرة لأهل الشام هي منظمة تنتمي للفكر السلفي الجهادي ، وتم تشكيلها أواخر سنة 2011 خلال الأزمة السورية وسرعان ما نمت قدراتها لتصبح في غضون أشهر من أبرز قوى الثورة وأقساها على جيش نظام بشار الأسد لخبرة رجالها وتمرسهم على القتال. تبنت المنظمة عدة هجمات انتحارية في حلب ودمشق. لا يعرف بالضبط ما أصل هذه المنظمة غير أن تقارير استخبارية أمريكية ربطتها بتنظيم القاعدة في العراق، ودعت الجبهة في بيانها الأول الذي أصدرته في 24 يناير/كانون الثاني 2012 السوريين للجهاد وحمل السلاح في وجه النظام السوري.
 
أنصار بيت المقدس في مصر
وفي مصر، وجدت جماعة أنصار بيت المقدس، مناخا، جيدا في الفراغ الأمني الذي حدث بعد ثورة يناير، ولكنها عُرفت على نطاق واسع في مصر في أعقاب 30 يونيو من خلال مجموعة عمليات التفجير التي قامت بها ضد أهداف ومنشآت عسكرية وشرطية. أنصار بيت المقدس من الجماعات المسلحة التي استوطنت في سيناء مؤخرا، وأعلنت أنها تحارب إسرائيل ولكن بعد سقوط نظام الإخوان أعلنت بوضوح أنها تحارب الجيش المصري وقوات الأمن. وقد أعلنت الجماعة مسؤوليتها عن العديد من التفجيرات والاغتيالات التي وقعت بعد 30 يونيو، وأعلنت مسؤوليتها رسميا عن تفجير مديرية أمن الدقهلية التي أودى بحياة 15 شخصا وإصابة أكثر من 100 آخرين، ويعتقد أنها تكون المجموعة الرئيسية وراء نشاط الجماعات المتشددة بسيناء، تقوم الجماعة على تجنيد بدو سيناء بالإضافة إلى المصريين و جنسيات أخرى، عشرات من أعضاء الجماعة فروا من سيناء إلى قطاع غزة و مرسى مطروح.
 
أنصار الشريعة في ليبيا 
وبالتزامن مع الأزمة الليبية والحرب ضد القذافي، بزغت جماعة أنصار الشريعة أو تنظيم أنصار الشريعة أو (كتيبة) أنصار الشريعة في ليبيا هو ميليشيا إسلام سياسي مسلحة تهدف كما تدعي إلى "تحكيم الشريعة الإسلامية في ليبيا"، تأسست في شهر مايو من عام 2012 بعد نهاية الثورة الليبية بشهور، و شارك أفراد منها في الثورة الليبية خصوصاً في معركة بنغازي الثانية في 19 مارس. 
أعضاء الميليشيا ليسوا جميعاً من الليبيين حيث أن بينهم أجانب من بلدان مجاورة وخاصة من حملة الجنسية التونسية، كما أنها لا ترفع العلم الوطني الليبي وتستبدله بالعلم الذي اشتهر به تنظيم القاعدة. تستفيد الميليشيا من غياب سلطة الأمن لدى الدولة الليبية. كذلك يعتبر محللون أن تنظيم أنصار الشريعة في ليبيا وتنظيم أنصار الشريعة في تونس تنظيم واحد من حيث "الأفكار الجهادية والتنسيق العملياتي والدعم المالي واللوجيستي"، في حين أن تمويل التنظيم غير معروف ويدعي أعضاء به أنه يأتي عبر التبرعات.
يشتبه بتورطها في عدد من الهجمات وعمليات الاغتيال في ليبيا ومن بينها الهجوم على البعثة الدبلوماسية الأمريكية في بنغازي وقتل السفير وثلاثة أعضاء آخرين في البعثة. تم تصنيفها من قبل الولايات المتحدة في 10 يناير 2014 بفرعيها في درنة وبنغازي كمنظمة إرهابية.
 
جماعة أنصار الشريعة في تونس
وفي تونس ظهرت جماعة أنصار الشريعة وهي مجموعة إسلام سياسي في تونس، ومصنفة كمنظمة إرهابية من قبل الحكومة التونسية، ومن قبل الولايات المتحدة.
في أعقاب الثورة التونسية، أطلق سراح العديد من السجناء السياسيين الإسلاميين الذين كانوا مسجونين من قبل نظام الرئيس السابق زين العابدين بن علي، بما في ذلك أبو عياض التونسي، الذي سبق وشارك في تأسيس الجماعة المقاتلة التونسية مع طارق معروفي في يونيو 2000.
 قام أبو عياض بتأسيس جماعة أنصار الشريعة في أواخر أبريل 2011. وقامت الجماعة بتأسيس عدة أذرع إعلامية لها بينها، مؤسسة القيروان للإعلام، وتطوير وسائل إعلام أخرى بما فيها مدونة، صفحة على الفيسبوك، ومجلة.
وقد قامت أنصار الشريعة بحملة للإفراج عن السجناء الإسلاميين، مثل عمر عبد الرحمن، وأبو قتادة والتونسيين الذين حاربوا مع تنظيم القاعدة في العراق والمحتجزون في السجون العراقية.
عقدت جماعة أنصار الشريعة مؤتمر في القيروان في 2012 والذي دعا فيه أبو عياض ما أسماه (أسلمه) الإعلام التونسي والتعليم والسياحة والقطاعات التجارية، وإنشاء النقابات الإسلامية (لمواجهة الاتحاد العام التونسي للشغل العلماني).
جماعة "بوكو حرام" في نيجيريا
أما الجماعة الأشهر في نيجيريا فهي جماعة أهل السنة للدعوة والجهاد المعروفة بالهوسية باسم بوكو حرام أي "التعليم الغربي حرام"،هي جماعة إسلامية نيجيرية مسلحة تدعي العمل على تطبيق الشريعة الإسلامية في جميع ولايات نيجيريا.
القائد الحالي لها هو أبو بكر الشكوى، وسميت هذه الجماعة بـ"طالبان نيجيريا" وهي مجموعة مؤلفة خصوصا من طلبة تخلوا عن الدراسة وأقاموا قاعدة لهم في قرية كاناما بولاية يوبه شمال شرقي البلاد على الحدود مع النيجر.
تأسست الجماعة في يناير 2002، على يد محمد يوسف، وهو الذي أسس قاعدة الجماعة المسماة أفغانستان، في كناما، ولاية يوبه، ويدعو يوسف إلى الديمقراطية وإلى تغيير نظام التعليم، وعلى حسب قوله: "هذه الحرب التي بدأت الآن سوف تستمر لوقت طويل".
في باوتشي عرف عن الجماعة رفضها الاندماج مع الأهالي المحليين، ورفضها للتعليم الغربي والثقافة الغربية، والعلوم، تتضمن هذه الجماعة قادمين من تشاد ويتحدثون فقط اللغة العربية.
وعند تأسيسها في 2004 كانت الحركة تضم نحو مائتي شاب مسلم، بينهم نساء ومنذ ذلك الحين تخوض من حين لآخر مصادمات مع قوات الأمن في بوشي ومناطق أخرى بالبلاد.
 
حركة التوحيد والجهاد في مالي
وقد برزت حركة التوحيد والجهاد في غرب أفريقيا في أواخر عام 2011، ومنذ ذلك الحين زادت شهرتها وخصوصاً في شمال مالي. منذ ديسمبر 2011، وتوصف الجماعة بأنها "الجماعة الإرهابية المسلحة الأكثر إثارة للرعب في شمال مالي،" وفقا لموقع صحيفة ليبرتيه الجزائرية في 20 مايو.
وذكر موقع صحيفة الوطن الجزائرية في تقرير صادر بتاريخ 3 مايو أن الحركة التي توصف بأنها مسلحة بشكل جيد وممولة بشكل جيد أيضا، أصبحت "أخطر منظمة إرهابية في شمال مالي".
كما قال تقرير نشر بموقع صحيفة ليبرتيه الجزائرية في 20 مايو: "تُعرف الهضبة الصحراوية الشاسعة الممتدة من منطقة تساليت في أقصي شمال مالي إلى مدينة غاو بأنها معقل حركة التوحيد والجهاد في غرب أفريقيا حيث تفرض الحركة سيطرتها بلا منازع على عدد من القرى في تلك المنطقة." وقالت مصادر جزائرية إن الحركة هي أيضا "أكثر الجماعات المسلحة نفوذا لأنها تتشكل من عصابات لتهريب المخدرات، ولأنها أيضا استولت على كمية كبيرة من الأسلحة الثقيلة القادمة من ليبيا."
 
الجماعة الإسلامية المسلحة في الجزائر
وفي الجزائر هناك الجماعة الإسلامية المسلحة "(fr/ Groupe Islamique Armé)" هي كتلة عسكرية منبثقة من الحزب السياسي الجزائري : الجبهة الإسلامية للإنقاذ ، كانت وراء العديد من مجازر الحرب ، ومثلت الطرف الإرهابي فيها. 
والجماعة ترفض مبدأ الحوار مع الحكومة الجزائرية. اعتمدت العنف المسلح منذ عام 1992م، وذلك كرد فعل على إلغاء نتائج الدورة الأولى من الانتخابات البرلمانية التي جرت في ديسمبر 1991م في الجزائر، حيث حققت جبهة الإنقاذ الإسلامية انتصارا ساحقا. 
وتستند الجماعة في أدائها إلى فتوى الشيخ عبد الحق العيايدة، مؤسس الجماعة، بتكفير جميع قادة الجزائر دون استثناء وكل من يعمل معهم أو حتى لم يخالفهم، تمارس نشاط يتوزع بين الاغتيال والتفجير.
 

جميع الحقوق محفوظة للأقباط متحدون © 2004 - 2011 www.copts-united.com