ÇáÃÞÈÇØ ãÊÍÏæä
طباعة الصفحة

الحرم الجامعي.. والحرم المكي ، ورخاوة الدولة المصرية

د. ميشيل فهمي | 2014-03-22 20:56:59
بقلم الدكتور ميشيل فهمي
كنتيجة من النتائج التي ساهمت في إنتاج الظواهر الإسلاموية الجهادية المعاصرة ومنها تنظيمات القاعدة ذات الإعلام السوداء ، والتي بدأت ترفع وتعلي رايتها في أنحاء مدن وجامعات وكنائس مصر، وإظهار مدي وقوة وحجم هذا التيار من دماء التشدد السعودي الوهابي في مهده الأول أي المملكة العربية السعودية وانتقاله ونشره بقوة في مصر باسم السلفية، واختلاق عدة أشكال ومدارس لها بمسميات مختلفة ، وبإسلام  ذو مفاهيم تشكيكية خاصة تختلف عن صحيح وأصول الإسلام الوسطي الذي عرفته وعلمته مصر الحضارة منذ أن تحولت إلي الإسلام، بعد الفتح الإسلامي لها وبدء اندحار غالبية ديانة المصريين الأصليين لعوامل عديدة ليس هذا مجال ذكر أسبابها.    
لكن ما نود التعرض له هنا ، هو شدة تطرف الإرهاب الإسلامي السياسي  بعد انضمام  الوهابيين ( السلفيين )  مع الإخوان المسلمين منذ اندماجهم بعد هجرة الإخوان للسعودية إبان محاربة ناصر لهم في مصر، وضرورة مقاومة هذا الكيان الجديد ومحاربته بالقوة والصرامة اللازمتان لاجتثاثه،  خاصة في العصور الحديثة، ولابد أن نذكر حادثة اقتحام المسجد الحرام  سنة 1979 التي ما تزال ماثلة في صدر التاريخ الحديث،  من قبل مجموعة  من الوهابيين والإخوانيين بتدبير غربي للتمرد علي الأسرة  الحاكمة بالمملكة السعودية، وقد قيل وقتها إن بن لادن ، وإيران ، وبالقطع الولايات المتحدة الأمريكية وراء هذه الأحداث الجسام بحرم المسجد النبوي الشريف في أم القرى ( مكة المكرمة) 
 
وفي ٢٠ نوفمبر ١٩٧٩ قام السعودي المتدين والمتمرد والوهابيين المتشدد تلميذ بن باز ((جهيان العتيبي - )) وصهره ( محمد عبد الله القحطاني )  بالاستيلاء واحتلال ( الحرم المكي )  بإعداد قدرها البعض بـ  ٥٠٠  ضمنهم جنسيات مختلفة كمصريين ويمنيين وكويتيين وعراقيين واثنان من الأمريكان قتل احدهما في الحرم وسجن الأخر بعد المعركة ( أفرج عنه بعد عدة سنوات)، تجمع الكل داخل المسجد بغرض التمرد علي الأسرة الحاكمة السعودية بعد تكفيرها( كبروفة جنرال لما نحن فيه )، حيث سبق إدخال أسلحة أوتوماتيكية وبيضاء إلي المسجد الحرام داخل نعوش موتي مزيفين.
 وبدأت المعركة فور انتهاء صلاة الفجر، وقتل احد جنود الحرس بيد المتمردين وكانت أول دماء تسفك داخل الحرم المكي، واستمرت المعركة بين قتلي وجرحي واحتجاز مصلين. 
واختصاراً ، فشلت القوات المحلية والحرس الوطني في المكافحة ، فتعاملت المملكة العربية السعودية مع الحدث على أنه انقلاب عسكري على الأسرة الحاكمة نظرا لكون جهيمان العتيبي كان أحد أفراد الحرس الوطني السعودي وقتها ، وأدى ارتباك السلطات السعودية وقتها إلى استطلاع رأي علماء الإسلام في الحادثة وكيفية التعامل معها، ووقتها أفتى أكثر من ٣٢ عالم بجواز الكفاح المسلح داخل الحرم، حاول الحرس الوطني السعودي وكان قوامه وقتها حوالي عشرة آلاف فرد أن ينهي الأزمة لكن المحاولة فشلت ونتج عنها مقتل 127 رهينة كانت داخل الحرم، لكن وفي فجر يوم الثلاثاء 4 ديسمبر 1979 استطاعت (  قوة  سعودية  مصرية  فرنسية  مشتركة )؟ في اقتحام المسجد الحرام بعد تفجير أبوابه التي كانت مغلقة من الداخل وإنهاء العملية الإرهابية المسلحة واستمرت المعركة حتى حلول الليل.
 ونتج عنها مقتل أكثر من 300 أغلبهم من مسلحي جهيمان و كان منهم محمد عبد الله القحطاني الذي طالبوا بمبايعته خليفة للمسلمين ، وأصيب أكثر من 1000 كان من بينهم جهيمان العتيبي و تم الحكم عليه وعلى من تبقى من مجموعته بالإعدام وتم تنفيذ الحكم عليهم  بالإعدام قطعا برؤوسهم.
لماذا اسرد هذا البحث الآن ؟
اليوم وبعد أن تحولت الجامعات المصرية والأزهرية  إلي بؤر إرهاب وحرق وتكفير وتدمير الجامعات والتعليم بمصر بحجة عدم دخول شرطة مكافحة الإرهاب إلي (الحرم الجامعي) لأقول لجهابذة رخاوة الدولة المصرية والذين ما زالوا مذعورين من الإرهاب الديني الذي يقوي ويستقوي برخاوتهم، والذين قالوا ومنهم وزير التعليم العالي الجديد وائل الدجوي، إن : الحرم الجامعي حرمته كحرمة الحرم المكي، ما رأيكم لا دام فضلكم فيما حدث بالحرم المكي في عام ١٩٧٩ ؟  
 لذا ليس بغريب علي المملكة العربية السعودية أن تصدر مرسوم ملكي باعتبار جماعة الإخوان المسلمين وتوابعها جماعة إرهابية وتسجن كل من ينتمي إليها أو يعاونها أو يعضدها في داخل وخارج المملكة، بينما مصر الدولة الرخوة ما زالت تفكر ... وتفكر .... وتفكر.
 

جميع الحقوق محفوظة للأقباط متحدون © 2004 - 2011 www.copts-united.com