19 أكتوبر 2005

صفحة كُتاب الأقباط متحدون

info@copts-united.com

ويتصاعد الدخــان من جميع الجـهات ..!!

بقلم فيولا فهمي


فُتح باب الترشيح للإنتخابات البرلمانية منذ عدة أيام و توالت شكاوى المرشحين منذ اليوم الأول حول الرموز الإنتخابية و غيرها من الشكاوى التى أدت إلى حدوث مشاحنات و مشاجرات وصلت إلى حد الإشتباك بالأيدى بين المرشحين لعضوية أكبر سلطة تشريعية فى مصر !!
و جاء تمثيل الأقباط شبه المعدم تحت لواء الحزب الوطنى ليثير الدهشة ويطرح تساؤلات ربما تكون إجابتها ليست غريبة علينا , ثم يأتى دور الوعود الفضفاضة التى سمعناها من قِبل المسئولين بالحزب الوطنى من إستبعاد المرشحين الذين لم يثبتوا كفاءة فى خدمتهم للدائرة التى ينوبون عنها و إعطاء أولوية للمرشحين الشباب والمرأة وتبخرت كالعادة كل الوعود الوطنية و جاء ترشيح الحزب مخيباً لكل الآمال و الآحلام و تواجد مرة آخرى على قائمة المرشحين الحرس القديم و النائمين و الآميين ونواب الديكور و من لا يتواجدوا فى دوائرهم سوى مرة واحدة كل خمس سنوات حتى تمثيل المرأة لا يتعدى7 سيدات من إجمالى 444 مرشح أى بنسبة 1.6 % ليصبح المجلس – فى ظل الأغلبية الكاسحة للحزب الوطنى - كما هو دون أدنى تغيير مجلس الفضائح و المهازل .

و تتزامن هذه الأحداث البرلمانية المؤسفة مع غليان طائفى إلتهب فى مناطق عديدة بمصر فحى محرم بك بالاسكندرية يشهد إعتداء المسلمين علي كنيسة مارجرجس و الأنبا أنطونيوس ومحاصرة شعب الكنيسة داخلها تحت إشراف رجال الأمن و نائب الدائرة السابق لأسباب تبدو للأطفال غاية فى السذاجة و السخف ومن قبلها ما حدث فى كنيسة العذراء و مارمينا بالمرج من أحداث ساخنة و إعتداءات إضطرت خلالها الكنيسة إلى بيع قطعة الأرض التى تمتلكها رغماً عنها لتفادى مزيد من الإحتقان الطائفى و خوفاً من تكرار ظهور شبح الكشح الذى مازالت ذكراه محفوره داخل عقول الأقباط , ثم يأتى إتهام إحدى السيدات الأقباط بخطف شقيقة أحد آئمة مساجد حى عين شمس و محاصرة منزلها و إقتحامه و تهديدها ليزيد من سخونة الوضع ويظهر إلى أى مدى وصل حال الأقباط فى مصر .

و بعد كل ذلك تتناقض الصورة و ينقلب المشهد بكل حرفية ليأتى البابا شنودة و الشيخ محمد طنطاوى فى كدر واحد و تتعالى الإبتسامات فى حفل الوحدة الوطنية الذى يقيمه البابا فى الكاتدرائية ويقيم مثله الكثير من الأباء الأساقفة و المطارنة كل عام ليجلسوا جنباً إلى جنب و يتعانقوا و يتبادلوا أطراف الحديث و تصبح الجملة المعتادة التى يكررها الشيوخ و القساوسة أمام الكاميرات كل عام و تبث على جميع القنوات الفضائية " نحن نعيش على أرض واحدة تظللنا سماء واحدة نستنشق هواء واحد ووجهات نظرنا متقاربة فى جميع الأمور و لا مجال للفتن الطائفية بيننا " و ينتهى المشهد بقول المذيع أن " هذه الصورة هى أعظم رد على من يشكك فى وحدة مصر , فأقباط و مسلمى مصر سيظلون نسيجاً واحداً يغزل آمال مصر و مستقبلها " .
أليس هذا هزلا ً ؟؟

فيولا فهمى


 


E-Mail: info@copts-united.com

Copts United

لأقباط متحدون