ويتصاعد الدخــان من جميع الجـهات ..!!
بقلم فيولا فهمي
فُتح باب الترشيح للإنتخابات البرلمانية منذ عدة أيام و
توالت شكاوى المرشحين منذ اليوم الأول حول الرموز الإنتخابية و
غيرها من الشكاوى التى أدت إلى حدوث مشاحنات و مشاجرات وصلت
إلى حد الإشتباك بالأيدى بين المرشحين لعضوية أكبر سلطة
تشريعية فى مصر !!
و جاء تمثيل الأقباط شبه المعدم تحت لواء الحزب الوطنى ليثير
الدهشة ويطرح تساؤلات ربما تكون إجابتها ليست غريبة علينا , ثم
يأتى دور الوعود الفضفاضة التى سمعناها من قِبل المسئولين
بالحزب الوطنى من إستبعاد المرشحين الذين لم يثبتوا كفاءة فى
خدمتهم للدائرة التى ينوبون عنها و إعطاء أولوية للمرشحين
الشباب والمرأة وتبخرت كالعادة كل الوعود الوطنية و جاء ترشيح
الحزب مخيباً لكل الآمال و الآحلام و تواجد مرة آخرى على قائمة
المرشحين الحرس القديم و النائمين و الآميين ونواب الديكور و
من لا يتواجدوا فى دوائرهم سوى مرة واحدة كل خمس سنوات حتى
تمثيل المرأة لا يتعدى7 سيدات من إجمالى 444 مرشح أى بنسبة 1.6
% ليصبح المجلس – فى ظل الأغلبية الكاسحة للحزب الوطنى - كما
هو دون أدنى تغيير مجلس الفضائح و المهازل .
و تتزامن هذه الأحداث البرلمانية المؤسفة مع غليان طائفى إلتهب
فى مناطق عديدة بمصر فحى محرم بك بالاسكندرية يشهد إعتداء
المسلمين علي كنيسة مارجرجس و الأنبا أنطونيوس ومحاصرة شعب
الكنيسة داخلها تحت إشراف رجال الأمن و نائب الدائرة السابق
لأسباب تبدو للأطفال غاية فى السذاجة و السخف ومن قبلها ما حدث
فى كنيسة العذراء و مارمينا بالمرج من أحداث ساخنة و إعتداءات
إضطرت خلالها الكنيسة إلى بيع قطعة الأرض التى تمتلكها رغماً
عنها لتفادى مزيد من الإحتقان الطائفى و خوفاً من تكرار ظهور
شبح الكشح الذى مازالت ذكراه محفوره داخل عقول الأقباط , ثم
يأتى إتهام إحدى السيدات الأقباط بخطف شقيقة أحد آئمة مساجد حى
عين شمس و محاصرة منزلها و إقتحامه و تهديدها ليزيد من سخونة
الوضع ويظهر إلى أى مدى وصل حال الأقباط فى مصر .
و بعد كل ذلك تتناقض الصورة و ينقلب المشهد بكل حرفية ليأتى
البابا شنودة و الشيخ محمد طنطاوى فى كدر واحد و تتعالى
الإبتسامات فى حفل الوحدة الوطنية الذى يقيمه البابا فى
الكاتدرائية ويقيم مثله الكثير من الأباء الأساقفة و المطارنة
كل عام ليجلسوا جنباً إلى جنب و يتعانقوا و يتبادلوا أطراف
الحديث و تصبح الجملة المعتادة التى يكررها الشيوخ و القساوسة
أمام الكاميرات كل عام و تبث على جميع القنوات الفضائية " نحن
نعيش على أرض واحدة تظللنا سماء واحدة نستنشق هواء واحد ووجهات
نظرنا متقاربة فى جميع الأمور و لا مجال للفتن الطائفية بيننا
" و ينتهى المشهد بقول المذيع أن " هذه الصورة هى أعظم رد على
من يشكك فى وحدة مصر , فأقباط و مسلمى مصر سيظلون نسيجاً
واحداً يغزل آمال مصر و مستقبلها " .
أليس هذا هزلا ً ؟؟
فيولا فهمى