بالرغم من كل هذا .. نحن الفائزون

بقلم: فيـولا فهمــي  

إنتهى المشهد الصاخب الذى لهث الجميع وراء تفاصيل أحداثه الملتهبة بنتيجة فاتره ومتوقعة لجميع طوائف الشعب وفئاته ، ليس لمعرفة الجميع أن الرئيس بنفوذه وسيطراته قادر على قلب الموازين ولكن لأن الرئيس بالفعل هو أفضل المرشحين على الإطلاق . وسواء إعتبرنا ما حدث مسرحية سياسية قام بتأليفها الحزب الوطنى لإضفاء شرعية على رئيسه الذى حاول الكثيرون فى الأونة الأخيرة التشكيك فى صحة هذه الشرعية
أم إعتبرناها تجربة حقيقية مارس الشعب فيها الديمقراطية - التى طالما طالب بتحقيقها – فالنتيجة واحدة مهما حاول البعض تشويهها وهى إننا الأن أمام رئيس جمهورية منتخب بأغلبية كاسحة .
ومما لا شك فيه أن هذه التجربة بالرغم من كل سلبياتها أكسبت الشعب المصرى مهارات عديدة لا يستطيع أحد ان يسلبها منه الأن .
أولاً : زاد الوعى السياسى لدى العامة – بعد فترة ركود ليست بقليلة – مما جعل الشارع السياسى المصرى أكثر حراكاً و إزدحاماً من ذى قبل .
ثانياً : زادت مساحة حرية الرأى و التعبير بشكل ملحوظ فالأصوات أصبحت أكثر إرتفاعا و إحتجاجا على الأوضاع الفاسدة و الأقلام أصبحت أكثر جرأة حتى طلبات الإحاطة و التساؤلات أعتقد إنها ستزاد تحت قبة البرلمان بعد إنعقاد الدورة البرلمانية القادمة .
ثالثاً: ستصبح عيون الشعب بعد إعلان نتيجة الإنتخابات أكثر إتساعا و متابعة لمراحل تنفيذ البرنامج الإنتخابى للرئيس و معرفة ما إذا كانت الوعود ستظل حبر على صفحات بيضاء أم إنها ستتجسد لتغزل واقع مشرق .
رابعاً : زادت شعبية بعض الأحزاب فى الشارع السياسى و ثُقلت خبراتها من خلال هذة التجربة و هو ما يبشر بإنتقال مصر فى المستقبل من التعددية الشكلية إلى الحياة الحزبية الحقيقية .
خامساً : إنخفضت نتيجة الإنتخابات من 99.9 % إلى 88.6 % من جملة أصوات الناخبين المؤيدين للرئيس و هذا يعد فى حد ذاته أحد إنجازات تعديل المادة 76 .

فيولا فهمى