باسنت موسى


07 اكتوبر 2005

صفحة كُتاب الأقباط متحدون

info@copts-united.com

الإرهاب والتطرف للبيع 

 

 بقلم/باسنت موسى

 

 قد تتعجب عزيزي القارىء من الصور المرفقة بالمقال متسائلا  ما معناها؟ تلك الصور هي أغلفة لكتب تباع داخل محطات مترو أنفاق القاهرة بقروش قليلة كما أنها أصبحت النشاط التجاري لكثير من الشباب المصري فبدلا من أن يبتكر الشباب أفكار لمشروعات مفيدة لهم ولمجتمعهم أصبحوا يستأجرون محال صغيرة أو يفترشون الأرصفة ليبيعوا تلك الكتب والشرائط الدينية إضافة إلى الاسدالات الخاصة بالمر أه" والإسدال عبارة عن قطعة واحدة من القماش الأسود تغطى المر أه من بداية رأسها حتى قدمها" وتكمن خطورة تلك الأنشطة فيما تبثه من ثقافة معادية للأخر  وإن كان الأمر أمتد إلى الدعوة الصريحة لايذاءة ، كما أن تلك المطبوعات تحمل أفكار تهدف إلى  وأد المر أه ولا اقصد هنا الوأد بمعنى القتل الجسدي بل القتل المعنوي والنفسي من خلال أمرها بالتزام ملابس وسلوكيات بعينها تؤكد أن المر أه مصدر لكل ماهو سيء بل وأنها أداة  لمتعة وسعادة الرجل وكل ذلك بأمر من الله !! إضافة إلى الفتاوى

العجيبة التي تحرم كل ماهو مواكب للتقدم  كالسفر بالطائرات مثلا أو التصوير  الفوتغرافى وما إلى ذلك من مظاهر حياتية عادية يقبل عليها أي فرد طبيعي ،إن تلك الكتيبات تعكس أكثر من أزمة نعانى منها بصورة مزمنة 

أولا:- النرجسية الدينية 

النرجسية مرض نفسي يعنى حب ألذات الجنوني  وعندما يصاب به إنسان يحتقر باقي خلق الله على أساس أنه الأفضل  ويخسر من جراء ذلك علاقاتة الاجتماعية وتواصلة الانسانى فما بالنا إذا أصيبت أمة بكاملها بهذا الداء اللعين !!  فالنرجسية الدينية كما يقول العفيف الأخضر" وهم يجعل المؤمن بدين ما يؤمن إيمان العجائز بأن أمته هي خير أمة أخرجت للناس لتنقذهم من الضلال وتأمرهم بالمعروف وتنهاهم عن المنكر ، لقد رصدها الله لهداية الإنسانية وقيادتها فكيف تتواضع لتقلدهم وتتعلم منهم ؟ تذكروا مئات الفتاوى التي حرمت قيم وعلوم الغرب تحت دعوى أن مخالفة الكفار من مقاصد الشريعة"  . والأمة

الإسلامية الآن تشعر بالهزيمة أمام الغرب وخاصة أمريكا فكان ذلك بمثابة جرح غائر بالنسبة لكثيرين ممن يعانوا من نرجسية دينية إسلامية فانغلقوا بصورة متطرفة وأصبحوا يسعون بكل وسائل وطرق الاتصال الممكنة لنشر ذلك ألانغلاق والشباب هم الهدف الأول لأمثال هولاء من أصحاب الفكر المظلم ، والاحباطات اليومية التي يعيشها الشباب سهلت المهمة  .

ثانيا:- حرية الفكر والإبداع

   الفكر والإبداع الحقيقي في مجتمعنا لا قيمة له بل عادة يهاجم ليس بفكر بل بالمصادرة تحت دعاوى انه ضد الدين ، أو يخالف موروثات ......الخ ، وفى مايو 2004 منح وزير العدل المصري مجمع البحوث الإسلامية التابع للأزهر حق الضبطية القضائية على الكتب الدينية وقد أستغل المجمع ذلك الحق وصادر العديد من الكتب التي يدعى معارضتها لصحيح الدين مثل " مسؤولية فشل الدولة الإسلامية لجمال البنا، الماسونية ديانة أم بدعة ل اسكندر شاهين" والعجيب أن الأزهر لم يتخذ اى إجراء تجاه الكتب سالفة الذكر والتي تسيء حقا إلى الدين الاسلامى بما تحملة من فتاوى ورؤى مدمرة تصور الإسلام دين لا يصلح إلا لعصر بعينه وهو بالطبع ليس كذلك
 ثالثا:- الدين تدعيم للمجتمعات الذكورية

المجتمع المصري ذكوري الثقافة والاتجاة كسائر المجتمعات العربية المحيطة به ، وتلك الكتب المحملة بأفكار قمع المر أه وكبتها تدعى أنها مستوحاة من رؤية دينية سليمة مدعمة بالأحاديث النبوية والآيات القرآنية " التي بالطبع أسيء

 استخدامها"  تساهم بصورة كبيرة في هدم كل جهد للنهوض بالمرآة ورفع قدراتها خاصة ونحن مجتمعات  متشنجة دينيا وأميه ثقافيا وبالتالي قدرتنا على التمييز ضعيفة إن لم تكن معدومة . لذلك أسأل المجلس القومي للمرأة " أنك تنادى بضرورة ممارسة المرأه لحقوقها السياسية كيف يمكن أن يتم لها ذلك وهناك من يحرم كل شيء فيها حتى صوتها في مطبوعات تباع بأبخس الأثمان وفى كل مكان دون أن يتحرك أحد؟ أين دوركم

 

الإرهاب للجميع

 

أتوجة بتلك النقطة تحديدا للرئيس مبارك خاصة وانه يدعو دائما لعقد مؤتمر دولي للوصول إلى  تعريف للإرهاب

وأقول لسيادتة الإرهاب هو نفى الأخر وعزله من الحياة سواء كان بالتهميش أو القتل ، ومصر ألان أصبحت معملا نشطا لإخراج ذلك الفكر الملوث  فهل من رؤية ا وخطة لإيقاف نشاط ذلك المعمل قبل أن يفجر كل شيء حولنا بقسوة؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ 

 


 


E-Mail: info@copts-united.com

Copts United

لأقباط متحدون