عادل حزين


  4 يوليو 2005

صفحة كُتاب الأقباط متحدون

info@copts-united.com

من الذى لا زال يؤيد الرئيس مبارك؟

عادل حزين

القول بأن جموع الشعب قد ملت حكم الرئيس مبارك وبأنها قد كنست عليه السيدة زينب هو قول غير دقيق ونابع عن الهوى والتمنى. لازال الرئيس مبارك يحظى بتأييد فئات من الشعب المصرى، أول تلك الفئات هى الفئة المتسيدة على رقاب الشعب المصرى التى خلدت فى مواقعها حتى أننا لا نتذكر من كان فى ذلك الموقع من قبلهم، أولهم القائمون على الإعلام كالشريف ونافع وسعدة ورجب، يليهم القائمون على الحزب الوطنى كالشاذلى وسرور وغيرهم من رؤساء الجامعات والعمداء ورؤساء الأحياء ومديرى الشركات والبنوك والمصالح.

ثانى تلك الفئات هم بعض المستفيدين من سياسات مبارك من رجال الصناعة والتجارة كأبو العز وساويرس ومعهم بضعة آلاف من رجال الصناعات الأصغر فالأصغر الذين يبحثون عن الإستقرار الأمنى وديمومة القواعد الحاكمة للنشاط عموما، والتى وإن كانت غير عادلة لكنهم فهموها ويعملون على مقتضاها ويخشون التغيير الغير معروف والذى قد يستهلك عمرهم للإحاطة بالقواعد الجديدة.

الفئتين السالف ذكرهما قلة عددية وإن بلغا بضع مئات من الآلاف أما التأييد الجماهيرى الواسع لمبارك فيأتى من ملايين الصوفية... والأقباط! أتباع الصوفية والأقباط يشتركون فى أنهم ينتظرون الجزاء فى الآخرة بل أنهم يعيشون لآخرتهم ولدينهم وليس لدنياهم، فتجد الأقباط يتظاهرون بعنف ويكادون يتبنون العمليات الإنتحارية منهاجا لأن زوجة قسيس اسلمت! أما إن يحرموا من تولى الوظائف العمومية بفعل فاعل، ويجرى سرقة محلات الذهب المملوكة لهم ويقتل منهم واحدا وعشرين شخصا فى عملية شغب واحدة بقرية الكشح بدون أن يوقع العقاب حتى على شخص واحد فلا تستدعى منهم إلا الغفران وتقبل تبويس اللحى وعفا الله عما سلف.

الصوفية أيضا ليس لهم فى السياسة طالما يعقدون حلقات ذكرهم ويتركون لدروشتهم ومداواة المرضى بالرقية الشرعية وألبان وأبوال البعير، وطالما يتركون فى الموالد يرفعون الرايات ويتمايلون بشاراتهم وأوسمتهم ويتبركون بأوليائهم راكبى الخيل، طالما توفر كل ذلك فهم بالغوا الرضى ويتمنون أن يدوم الحال بدون تغيير قد ينال أول ما ينال من ممارساتهم التى مكانها متاحف التاريخ.

إخوان الخراب ليسوا مع ولا ضد مبارك، ليسوا معه لأن كل خطوة للإمام فى مصر تبعد تفاحة الحكم عن السقوط فى أفواههم التى ملت الإنتظار لذلك يغذون التململ من حكم الرئيس من طرف خفى ويعملون على إختراق كل الفعاليات التى على الساحة من كفاية إلى قضاة وغيرهم من أجل التغيير. هم أيضا ليسوا ضده بالمطلق فأعضاء مكتب الإرشاد محصنون من القبض واتخاذ أى إجراءات تضيق عليهم، كما أنهم لا زالوا مسيطرين على كل شؤون الدعوة والفتيا وجزء كبير من الإعلام الرسمى والشعبى فى المساجد والصحف، وغنى عن البيان أنه لم يعد لهم حضن دافىء فى العالم الغربى كما كان لهم خلال العقود الفائتة، لذلك هم يقبضون على العصا من المنتصف فلا يوالون كل الموالاة ولا يعارضون حتى التصادم.

يبقى خارج هذه الفعاليات المثقفين وطبقة أنصاف المديرين ومتنفذى الأحزاب والذين لم ينلهم جزء من الكعكة فهم يشاغبون وعيونهم على مركز أو سبوبة تلحقهم بأصحاب المال والنفوذ وهم لا يكافحون من أجل الإصلاح وإنما من أجل التغيير حتى يعاد توزيع المغانم فلعلهم ينالون نصيبا.

أما الغالبية الصامتة الصبورة من شعب المحروسة فقد تاهوا وغمت عليهم الرؤية فلا يعرفون علام يراهنون ومن صم آثروا الصمت والصبر حتى يقضى الله أمرا كان مفعولا.

عادل حزين


 



E-Mail: info@copts-united.com

Copts United

لأقباط متحدون