كمال زاخر
الثلاثاء ١٠ يونيو ٢٠٢٥
أو اتعرفون لماذا يرفضون هذا الرجل، وتثور ثائرتهم حين يأتي ذكره، بعد سنين هذا عددها من رحيله للملكوت؟.
رفضهم ينطلق من أمرين:
الأول؛ انهم اجيال تشكل وعيهم علي الثقافة السماعية، فلا طاقة لهم بالقراءة.
والثاني تأثرهم الوجداني بشخوص من يناصبونه العداء بحكم تأثير الظرف التاريخي السياسي الضاغط الذي اضفى على اولئك صورة مخادعة بأنهم المناضلين الذين واجهوا بطش النظام انذاك، على غير الحقيقة، وتعلقهم بالغيبيات دون العقل، وقد اغرقوهم فيها، ومازالوا.
فلم يقرأوا ولم يستوعبوا ولم يدركوا النور الذي تفيض به كتابات هذا الرجل الذي اختبر الحياة في المسيح وعاش وأدرك سر لاهوت التجسد، الذي اعطانا ان نكون شركاء فيه، فطفق ببشر به ويعلنه بقوة.
ربما على نسق منهج القديس بولس الرسول الذى عرضه القديس بطرس في رسالته الثانية:
(وَاحْسِبُوا أَنَاةَ رَبِّنَا خَلاَصًا، كَمَا كَتَبَ إِلَيْكُمْ أَخُونَا الْحَبِيبُ بُولُسُ أَيْضًا بِحَسَبِ الْحِكْمَةِ الْمُعْطَاةِ لَهُ،
كَمَا فِي الرَّسَائِلِ كُلِّهَا أَيْضًا، مُتَكَلِّمًا فِيهَا عَنْ هذِهِ الأُمُورِ، الَّتِي فِيهَا أَشْيَاءُ عَسِرَةُ الْفَهْمِ، يُحَرِّفُهَا غَيْرُ الْعُلَمَاءِ وَغَيْرُ الثَّابِتِينَ، كَبَاقِي الْكُتُبِ أَيْضًا، لِهَلاَكِ أَنْفُسِهِمْ.
فَأَنْتُمْ أَيُّهَا الأَحِبَّاءُ، إِذْ قَدْ سَبَقْتُمْ فَعَرَفْتُمُ، احْتَرِسُوا مِنْ أَنْ تَنْقَادُوا بِضَلاَلِ الأَرْدِيَاءِ، فَتَسْقُطُوا مِنْ ثَبَاتِكُمْ.)
هم من وصفهم الكتاب في اشعياء ٣٠:
(لأَنَّهُ شَعْبٌ مُتَمَرِّدٌ، أَوْلاَدٌ كَذَبَةٌ، أَوْلاَدٌ لَمْ يَشَاءُوا أَنْ يَسْمَعُوا شَرِيعَةَ الرَّبِّ.
الَّذِينَ يَقُولُونَ لِلرَّائِينَ: «لاَ تَرَوْا»، وَلِلنَّاظِرِينَ: «لاَ تَنْظُرُوا لَنَا مُسْتَقِيمَاتٍ. كَلِّمُونَا بِالنَّاعِمَاتِ. انْظُرُوا مُخَادِعَاتٍ.
حِيدُوا عَنِ الطَّرِيقِ.مِيلُوا عَنِ السَّبِيلِ. اعْزِلُوا مِنْ أَمَامِنَا قُدُّوسَ إِسْرَائِيلَ».).