القمص رويس الجاولى
سفر أعمال الرسل
مقدمة في سفر أعمال الرسل
يقدم لنا هذا السفر قصة الكنيسة في بدء انطلاقها بعد صعود السيد المسيح وحلول روحه القدوس ولقرابة ثلاثين عامًا. قدمها الإنجيلي لوقا ملهمًا بالروح القدوس، ليكشف لنا عن الكنيسة في العصر الرسولي: سرّ مولدها ونموها وعبادتها وشهادتها للسيد المسيح وقوتها بعمل الروح القدس، ويكشف عن تحقيق ما سبق فوعد به السيد تلاميذه: "ها أنا معكم كل الأيام وإلى انقضاء الدهر". وأيضًا وعده الإلهي: "لكنكم ستنالون قوة متى حلّ الروح القدس عليكم، وتكونون لي شهودًا في أورشليم وفي كل اليهودية والسامرة وإلى أقصى الأرض" (أع 1: 😎.
+ سفر أعمال الرسل هو سفر كنيسة المسيح في عصر الرسل، التي قبلت إنجيله، ومارسته عمليًا في حياتها اليومية كما في العبادة والكرازة.
+ هو إنجيل الروح القدس الذي أنعم على الكنيسة بالوجود في يوم العنصرة، واستلم كنيسة المسيح ليقودها ويجتذب إليها النفوس فتتمتع بالمخلص، واهبًا إياها قدسية الحياة المستمرة.
+ هو سفر انفتاح الكنيسة بالحب على العالم لتخدمه وتغسل قدميه.
+ هو سفر الكنيسة الفقيرة الغنية، تفتقر مع عريسها وتغتني به.
+ هو سفر القوة الداخلية التي لا تضعف ولا تشيخ.
+ هو سفر الكنيسة المقدسة التي لا تطيق الشر لكنها تترفق بالخطاة.
+++ الإنجيل العملي
افتتحه لوقا الإنجيلي بقوله: "الكلام الأول أنشأته يا ثاوفيلس عن جميع ما ابتدأ يسوع يفعله ويعلم به" (أع 1:1). وكأن الأناجيل الأربعة هي "الكلام الأول" الخاص بأعمال السيد وتعليمه، وهذا السفر هو تكملة لهذا الكلام، فما ابتدأ به السيد حين كان حاضرًا بالجسد على أرضنا يكمله الآن بروحه القدوس وحضوره السري في وسط كنيسته. هكذا يكشف السفر عن حقيقة إنجيلية هامة، وهي أن السيد المسيح الصاعد إلى السماء حي، حاضر، وعامل، ومتكلم في كنيسته، ويبقى هكذا إلى يوم ظهوره الأخير حيث تكمُل كنيسته، وتتمتع بشركة مجده. سفر الأعمال هو إنجيل حي يشهد عن حضور المسيح عاملًا ومتكلمًا في كنيسته ومن خلالها ولحسابها.
+ توجد تعاليم واردة هنا ما كنا نستطيع أن نعرفها بالتأكيد كما نحن عليه الآن لو لم يوجد هذا السفر؛ كان يبقي تاج خلاصنا مخفيًا من جهة الحياة العملية كما التعليم.
+++ وضع السفر بين أسفار العهد الجديد:
+ حتى نهاية القرن الأول وبداية القرن الثاني كان يُنظر إلى هذا السفر كتكملة للإنجيل بحسب معلمنا لوقا. وقد جاءت بداية السفر متناسقة مع نهاية الإنجيل. غير أنه بعد تسجيل الإنجيل بحسب القديس يوحنا جمعت الكنيسة الأناجيل الأربعة معًا، وصار هذا السفر هو الرابطة بين الأناجيل كلها ورسائل الرسل، فكما تكشف الرسائل عن كتابات الرسل، جاء السفر يكشف عن أعمالهم بروح الله القدوس، أو أعمال المسيح فيهم وبهم ولحسابهم. سفر الأعمال هو حلقة الوصل بين الأناجيل ورسائل الرسل، فإنه ما كان يمكننا التمتّع بفهم هذه الرسائل كما ينبغي ما لم تُقرأ خلال خلفيّة هذا السفر. هذا والسفر يساهم بطريقة حيويّة في دراسة الربط بين تعليم السيّد المسيح والتعليم الرسولي.
+ جاء هذا السفر في بعض المخطوطات بعد رسائل القديس بولس، بكونه يقدم الأحداث الخاصة بخدمة القديس بولس والتي وردت في رسائله.
+++ كاتب السفر:
+ لم يذكر كاتب السفر اسمه، لكن يؤكد التقليد الكنسي أن كاتبه هو لوقا الإنجيلي، يدعم ذلك الشواهد الداخلية في السفر والخارجية:
اولا: الشهادات الداخلية:
1. يعلن الكاتب انه رفيق الرسول بولس في أسفاره حتى سفره الأخير إلى روما (أع16: 10-40؛ 20: 5-6؛ 21: 1-8؛ 27: 1-28: 16).
2. يتشابه مع إنجيل لوقا من جهة الشخص المُوجه له السفر (لو 1: 1-4؛ أع1: 1)، وهو ثاوفيلس، غالبًا من أشراف الإسكندرية. كما يتشابهان في اللغة والأسلوب.
3. وحدة الفكر في السفرين.
ثانيا: الشهادات الخارجية:
1.وثيقة ترجع إلى حوالي عام 160 م، عبارة عن مقدمة لإنجيل لوقا، وقد أضافت أن لوقا كاتب سفر الأعمال، كٌتبت هذه الوثيقة ضد مرقيون.
٢.القانون الموراتوري للأسفار المقدسة (ما بين 170 و200 م) يضع سفر "أعمال جميع الرسل" ضمن الأسفار القانونية (لأن مرقيون كان يحسب القديس بولس وحده رسولًا دون غيره.
٣-.يقول القديس إيرينيؤس إن لوقا "زميل بولس" هو كاتب الإنجيل والأعمال.
+++ تاريخ كتابة السفر:
يرى كثير من الدارسين أن سفر الأعمال كُتب حوالي سنة 63م حيث نهاية ما ورد في السفر. في هذه الفترة بدأت حرب شنعاء ضد المسيحيين، وربما استشهد القديس لوقا بعد فترة وجيزة. وإذ أُحرقت روما وتعرض المسيحيون للذبح والحرق تأخر ظهور إنجيل لوقا وسفر الأعمال (ككتابٍ واحدٍ)، ولم يظهر إلا بعد الحرب السبعينية (حرق الهيكل على يد تيطس) وهدوء الموقف واستعادة الكنيسة شيئًا من الحرية.
+++ اقسام السفر:
1. الإعداد لقيام الكنيسة ص 1-2.
2. الشهادة في أورشليم ص 3-7.
3. الشهادة في اليهودية والسامرة ص 8-9.
4. الكرازة إلى أقصى الأرض ص 10-28.
أولًا: رحلات القدّيس بولس الكرازيّة:
. رحلة القدّيس بولس التبشيريّة الأولى (1400 ميلًا) 13-15.
ب. رحلة القدّيس بولس التبشيريّة الثانية (2800 ميلًا) 16-18.
ج. رحلة القدّيس بولس التبشيريّة الثالثة (2800 ميلًا) 18: 24-21: 16.
ثانيًا: أسر القدّيس بولس:
ه. أسره في أورشليم21: 17-23: 35.
و. أسره في قيصريّة 24-26.
ز. أسره في روما27-28.
+ العظات والكلمات الواردة في السفر
الرسول بطرس (أع 1 ؛ 2 ؛ ( 3؛ ( 4) ؛ الرسولان بطرس ويعقوب (أع 15)؛ غمالائيل (أع 5) استفانوس الشماس (أع 7)؛ الرسول بولس (أع 13؛ 14؛ ( 17؛ ( 20؛ ( 22؛ ( 24؛ ( 26؛ ( 28)؛ كاتب مدينة أفسس (أع 19)، ترتلوس (أع 24).