بقلم: نادي عاطف
هل يُعقل، ونحن في عام 2025، وفي قلب الحديث عن "الجمهورية الجديدة"، أن يُعامل جزء من نسيج هذا الوطن وكأن أعياده لا تعني شيئًا؟!
هل من المقبول أن يمر عيد القيامة المجيد، وهو أحد أقدس الأعياد المسيحية، دون اعتراف رسمي كامل، لا في الإجازات، ولا في التهاني، ولا حتى في ضمان حرية أداء الشعائر دون عناء؟
إن ما يحدث من تجاهل متكرر لحقوق المواطنين المسيحيين في أعيادهم ليس مجرد سهو أو تقصير إداري، بل هو جرح مفتوح في جسد المواطنة، وصفعة في وجه كل من آمن أن هذا الوطن يسع الجميع.
طلب الإحاطة الذي تقدّمت به النائبة دينا عبد الكريم والنائب فتحي قنديل ليس ورقة إجرائية، بل هو صرخة في وجه صمت طال أمده. صرخة تقول: كفى صمتًا، كفى تجاهلًا، كفى تمييزًا في دولة يفترض أن تكون للجميع.
منذ متى كانت الشعائر تُقاس بالأغلبية؟! ومنذ متى كانت الأعياد تُنتزع بـ"الاستئذان"؟!
إن أي موظف مسيحي يضطر إلى تقديم التماس أو طلب للحصول على يوم للعبادة، إنما يعيش واقعًا يُخالف نص الدستور وروح المواطنة، ويضعنا جميعًا أمام اختبار أخلاقي وقانوني خطير.
لسنا أمام مطلب طائفي، ولا نفتح بابًا للفُرقة. نحن فقط نُطالب بأن يُدرج عيد القيامة المجيد ضمن الإجازات الرسمية للدولة، شأنه شأن أي عيد ديني آخر. نُطالب بمحاسبة من يُعرقل هذا الحق أو يستهين به. نُطالب بتطبيق قانون العمل، لا وفق الأهواء، بل وفق العدالة والمساواة.
الوطن ليس حجرًا أصمّ. الوطن مشاعر وهوية واعتراف. وعيد المواطن جزء من كيانه. فهل نطلب كثيرًا حين نقول إن لكل مواطن الحق في أن يُفرح بأعياده دون شعور بالخذلان؟
في النهاية، لا تُبنى الأوطان بالشعارات، بل بالعدل. لا نُريد خطبًا، ولا لافتات مزيّفة. نريد مواطنة حقيقية، يعيش فيها القبطي والمسلم على قدم المساواة، لا في الكلمات... بل في الواقع.
مصر لا تكون عظيمة إلا بأبنائها جميعًا.
والحق... لا يُنتزع بالاستئذان.