محرر الأقباط متحدون
عٌرف القس إيليا أسعد ماهر، كاهن كنيسة القنايات بمحافظة الشرقية، بقيامه سنويًا بإبراز مظاهر الود والمحبة في مناسبات المسلمين، على رأسها شهر رمضان المعظم، والمولد النبوي، وغيرها من المناسبات الدينية، وقد قام بمشاركة كافة مسلمي مدينة القنايات في تعليق زينة رمضان، حتى أنه استأثر ببعض الزينة للكنيسة، وأصر على إحضار فانوس رمضان لتزيينها.
 
قال القس إيليا أسعدفي حديث لـ«الدستور»، إن ما يفعله شئ ليس غريبًا ولا يستحق الثناء، ولكن هو أمر طبيعي بالنسبة للمصريين، و هو ما نشأ عليه منذ الصغر، أن يكون رمضان احتفالًا لجميع المصريين، وقد كبر الأمر معه بمرور الزمن، حتى صار كاهنًا للكنيسة.
 
وأضاف أن الأمر بدأ في الزيادة حين كان عائدًا لمدينة الزقازيق، في إحدى السنوات، وكان شهر رمضان، وتفاجأ بوجود بعض الشباب يوزعون التمر والماء على المارة، فترجل من سيارته وطلب منهم المشاركة في التوزيع، مما كان موضعًا للترحيب من الشباب المشارك، ومن المارة الذين وجدوا كاهنًا يوزع إفطارًا على المسلمين.
 
وتابع، أنه عقب ذلك و في أثناء الاحتفال بالمولد النبوي الشريف، قام برفقة أحد جيران الكنيسة، بصناعة حلوى المولد النبوي، ذات الجودة العالية، و تم تقديمها وتوزيعها على الأسر الغير قادرة، قائلًا: «لقد أسرني كثيرًا قول إحدى السيدات أنه لولا تلك العلبة من الحلوى لم تكن الحلوى لتدخل منزلها، ولن يتذوقها أطفالها».
 
كما شارك سنويًا في تنظيم موائد الرحمن جمعت جميع الأهالي و عدد من الأسر الغير قادرة، و كان الإصرار كبير على إحضار العائلات كاملة و اصطحاب الأطفال لتلك الموائد، حتى يتعلموا الإحسان و حب الغير.
 
وعن زينة رمضان والاحتفال بتلك المناسبة، والاصرار على تعليق الزينة على مبنى الكنيسة، قال الكاهن إيليا أسعد، إن ذلك ليس بالأمر الغريب ولا الذي يستحق الذكر أو الثناء، لافتًا أنه قد نشأ بإحدى مناطق الزقازيق، و التي كان شوارعها عبارة عن منازل للمسلمين والأقباط متجاورة ومتلاصقة، وكان لا فرق بين مسلم ومسيحي، و كان أعز أصدقاءه الشيخ بسيوني خليفة، و أن حاله حال كل أبناء تلك المنطقة احتفالاتهم واحدة و مصابهم واحد.