كتب - محرر الأقباط متحدون ن.ي
مازالت قضية جرائم العثمانيين تلقي بظلالها على مواقع التواصل الاجتماعي، خاصة مع وجود فريق يؤيد ويدعم هذه الوقائع.

في هذا السياق، قال محمد محمود، عبر صفحته على "فيسبوك": إنه "من المغالطات المنطقية التي اصادفها دوما على صفحات الفيس، السؤال التالي.... ( لماذا لا تذكر فظائع ومذابح الآخرين كما تذكر فظائع ومذابح العثمانيين مثلا؟)، لافتا إلى أنه لا ينكر أحد وقوع فظائع وحمامات دماء بسبب الأديان على مر التاريخ الإنساني، ولا ينكر عاقل أن التاريخ ملئ بالصفحات السوداء التي يتعالي منها صراخ ملايين الضحايا الذين راحوا تحت رايات الإيمان والقداسة... ولكن.. انظر إلى أي بقعة في العالم وأشر الي اي منطقة على وجه الأرض واسأل نفسك سؤالا واحدا.... من لا زال يفتخر ويحلم بتاريخه الدموي القاتل ويبرر ويدافع عنه؟".

وتابع: "هل تفتخر أمريكا بجرائمها مع الهنود الحمر اليوم؟ هل تفتخر بما فعلته في فيتنام؟ ألم تعتذر فرنسا عن جرائمها في حق الشعب الجزائري العظيم بل وشكلت لجنة لمحاولة الصلح بين الشعبين؟ هل هناك في ألمانيا من يجرؤ على رفع يده بتحية النازي؟ هل هناك أوروبي واحد يستطيع الجهر بفخره بالحروب الصليبية او بمحاكم التفتيش؟".

وأضاف: "كل هذه الدول وتلك المجتمعات تركت هذا الماضي خلف ظهورها وأصبح بالنسبة لها مادة تاريخية للدرس والتعلم فقط وليس منهجا يسعون لعودته ويدعون الله بتكراره واستنساخه مرة أخرى في كل صلاة... وهل من المعقول انني حينما اتحدث عن مساوئ رجل ما، ان أذكر بالضرورة مساوئ كل الرجال المعاصرين له والمشابهين له؟ وهل كلما ذكرنا فظائع وابادات العثمانيين للأرمن وغيرهم، يجب أن نلحق المقال بمجازر وفظائع الآخرين حتى نكون منصفين ومتوازنين... وهل إذا ذكرنا أخطاء الغرب وركزنا عليها سنتحلل من أخطاءنا ونتبرأ من خطايانا؟.... هذا منطق غبي وجاهل وسخيف وأعور.. إحساس بالعار وشعور بالخيبة وتهرب من المواجهة.. وهل نقد تاريخ المسلمين يعتبر نقدا للإسلام كدين وعقيدة؟".

واختتم تدوينته قائلا: "نصف الحقيقة أن الجميع ارتكبوا المجازر في الماضي ولكن النصف الآخر أننا الوحيدون الذين مازلنا ننكر ان ما فعلناه كان جرما وكان مجازر تدعو للخزي والعار وليس للفخر والسعادة".