كتب – محرر الأقباط متحدون
القديس المعلم إبراهيم الجوهري، نشأ في القرن الثامن عشر الميلادي، في بلدة "قليوب"، وكانت صناعته "الحياكة"، وتعلم الكتابة والحساب وأتقنهما، ونسخ الكثير من الكتب، وأعطاها للبابا يوحنا السادس عشر، ثم التحق بوظيفة كاتب لأحد أمراء المماليك، ثم توسط البابا لدى المعلم رزق رئيس الكتَّاب وقتئذ، فاتخذه كاتباً خاصاً له واستمر في هذه الوظيفة إلى آخر أيام على بك الكبير الذي ألحقه بخدمته.

عندما تولى "إبراهيم بك" الحكم تقلد المعلم إبراهيم رئاسة كتَّاب القطر المصري وهى أسمى الوظائف الحكومية في ذاك العصر وتعادل رتبة رئاسة الوزارة، فأخلص في عمله وأحبه إبراهيم بك حتى أنه هرب معه و"مراد بك" إلى الصعيد من وجه العثمانيين، واختفت زوجته في أحد بيوت المسلمين،  وعرف حسن باشا مكان اختبائها فأجبرها على الاعتراف بأماكن مقتنياتهم وأخذوها وباعوها في مزاد علني استغرق عدة أيام نظرا لكثرتها.

وبعد فترة عاد إبراهيم بك ومراد بك إلى منصبيهما ودخلا القاهرة في 7 أغسطس سنة 1791م، وعاد المعلم إبراهيم الجوهري واستأنف عمله وعادت إليه سلطته ووظيفته، ولكنه لم يستمر أكثر من أربع سنوات وقد ظل محبوباً من الجميع لآخر أيامه.

تزوج الجوهري من سيدة شجعته على تعمير الكنائس، رزق منها بولد اسمه يوسف، وابنة اسمها "دميانة"، وقد توفى ابنه قبيل زواجه بعدة أيام، فحزن عليه جدا، كان لوفاة هذا الابن، أثر كبير في نفس إبراهيم وزوجته، فازداد رغبة في مساعدة الأرامل واليتامى والمساكين، وتعزية الحزانى والمنكوبين من النصارى طبعا.

لقبه المصريون بـ"سلطان الأقباط"، واشتهر بحبه الشديد لتعمير الكنائس والأديرة، وتمكَّن من استصدار الفتاوى الشرعية بالسماح للأقباط بإعادة ما تهدم من الكنائس والأديرة، وأوقف الأملاك الكثيرة والأراضي والأموال لإصلاح ما خرب منها وقد بلغت حجج تلك الأملاك 238 حجة مدونة في كشف قديم محفوظ بالدار البطريركية، وهو أول من سـعى في إقامـة الكنيسـة الكبرى بالأزبكـية، وكان مُحرَّمـاً على الأقباط أن يشيِّدوا كنائس جديدة أو يقوموا بإصلاح القديم منها، إلا بإذن من الهيئة الحاكمة.

انتقل المعلم إبراهيم في 25 بشنس سنة 1511 الموافق 31 مايو 1795، فحزن عليه أمير البلاد إبراهيم بك الذي كان يعزه جدًا، وقد سار في جنازته، ورثاه البابا يؤانس.