Oliverكتبها 
-الصليب هو الكرسى الذى جلس عليه الرب و حكم.هو باب الملكوت لمن حرمهم حكم الموت من الدخول إلى أرض الأحياء.ظاهرياً هو خشبتان.واحدة رأسية علوية متجهة للسماء و الثانية أفقية موازية للأرض.هذا الشكل المادى للصليب يترجمه تعليم الرب يسوع منذ البدء.كأنه يضع الصليب فى جميع الوصايا.
 
- حين أجمل الرب الناموس كله فى آيتين .تحب الرب إلهك من كل قلبك(هذا هو الإتجاه العلوى نحو السماء) و تحب قريبك كنفسك (هذا هو الإتجاه الأفقى نحو الذين على الأرض).بهذين الإتجاهين المتحدين معاً نحيا.فكأن كل علاقتنا بالثالوث تتم بالصليب.
 
-حين ولد الرب يسوع ظهر نجم يرفع الأنظار نحو السماء للراغبين في مقابلة المسيح .حين وصل المجوس وجدوه  على الأرض نزلت الأنظار إلى مزوده الخشبى.دارت الأنظار من هنا إلى هناك حيث المولود مضجعاً ملفوفاً بأقمطة .لقد شهد المجوس مبكراً صورة مصغرة للصلب فسجدوا له .تماماً كالمشهد فوق الصليب حين أتت الساعة.فنحن تقابلنا و تصالحنا بالمسيح المصلوب.
 
-ولد المسيح فى أورشليم.كان دوما الإنجيل يصف ذهاب المسيح إلى أورشليم بالصعود.لأنها جبال مرتفعة.من هذا العلو نزل إلى الجليل .ثم صعد إلى أورشليم حين أتت الساعة و مات و قام.مر15و لو2.هذا هو الصليب محور خدمة الرب بين صعود و نزول,بين أورشليم السمائية و أرضنا المليئة بالخطية.نزل إبن الإنسان و صعد بعدما نقلنا من يسار الرفض إلى يمين القبول قدام الآب . كأنه بجسده رسم الصليب على وجه المسكونة.يو3: 13.ليس أحد نزل من السماء إلا الذى صعد إلى السماء أى ليس أحد تجسد و صلب عنا و مات و قام إلا الذى أدخلنا بواسطته إلى حضرة الآب.إبن الإنسان الذى هو فى السماء.
 
- فى عظته الذهبية على الجبل بدأ بالمساكين بالروح لأن لهم ملكوت السموات.بدأ بالملكوت رأساً علوية تكون هدفاً للأنظار فى الحياة.ثم ظل  فى عظته الربانية ينتقل بين اليسار من التعاليم المنقوصة و المدلسة من الناس إلى اليمين حيث تعليم الكمال.ظل يربط البشر بتعليمه بربط المحبة هو11: 4.كأنها مسامير تثبيت إنسان الملكوت فى القلب.ثم فى نهاية العظة نزل إلى القاعدة التي يرتكز عليها الصليب.البيت المبني على الصخر..الإيمان بشخص المصلوب و خلاصه الكامل.فالمبني على الصليب لا تجرفه الأمواج.مت9.عظة الرب يسوع على الجبل إعلان لإرادة الآب لخلاصنا نطقها الروح القدس على فم الإبن الكلمة و كلها صليب روحى مرسوم فى قلب كل من يرغب الخلاص.من علو ملكوت السموات إلى  نزول الصخر الذى عليه نتكل و به نخلص.
 
- ظهر الرب يسوع لتلميذى عمواس بعد قيامته و لم يتعرفا عليه متعجبين أن المسيح مات هكذا سريعاَ قبل أن يعيد مملكة داود لمجدها.فماذا كانت الإجابة؟ ظل المسيح يفسر كل الكتب بدءاً من موسى النبي حتي ملاخى النبي.ليجيب على سؤال واحد طرحه بنفسه.أما كان ينبغي أن المسيح يتألم بهذا و يدخل إلى مجده؟ كل الكتاب يشرح خلاص المسيح على الصليب.فالمسيح لم يمت فجأة و لا مات سريعاً بل عبر آلاف السنوات من النبوات و الكتب كان يقدم خطة خلاصنا .ليت روح الله القدوس يمتع نفوسنا بما سمعه التلميذان لنتعلم القراءة الخلاصية للكتاب المقدس.لأن الرب يسوع فسر كلامه بكلامه جاعلاً الصليب محور كتابه المقدس و كل الأسفاربشارة الفداء و شخصه المخلص البار جوهرالكلمة و الخلاص فيه. لهذا تقرأ الكنيسة هذا الجزء فى عيد الصليب لأنها شهادة من رب الصليب أن الصليب ملازم لكل تعاليم المسيح من أسفارموسى و حتى الرؤيا.لو24: 26.
 
 - فى عيد إكتشاف خشبة الصليب تقرأ الكنيسة فصلاً يقدم نفس الفكرة.يو10: 22- 38.المسيح يشير إلى أبيه السماوي فى الأعالي ثم يشير إلى نفسه مخلصاً ثم يشير إلى أعماله التي تنقلنا من الخطية إلىى البر.هو يقدم الصليب الحى المتمثل فى كيانه.
 
-الصليب ليس شكلاً فحسب.ليس ظاهرياً بأكمله.بل هو يقود الذين إختبروا محبة المسيح لكي ينجذبوا إلى الصلب الباطني ليبادلوا المصلوب محبة بمحبة.يعلمنا كيف نفهم الكتاب في ضوء الصليب.الذى بدونه تصبح الأسفار بلا جدوى .هكذا تعلم تلميذى عمواس و تعلمنا معهما أن تعليم رب المجد هو الصليب الروحي الذى نحمله بفرح.نتبعه حاملين كل وصية في القلب كصليب نحيا مع المصلوب عليه.الصليب عيد لكلمة الله فينا.نقرأها مجدداً لنتيقن أن شخص الرب ظاهر و كامن فى أحداث الكتاب و أن صلبه كان تحقيقاً لكل الآيات و الكتب و الأسفار.لقد كان فى كل سفر يبشرنا و نحن لم نعلم.يطمئننا على خلاصنا و نحن لم ننتبه.يفرحنا و نحن لم ندرك .لكن حين شاهدنا آلامه عرفنا الأسفار.حين رأيناه مصلوباً فهمنا الكتاب كله.لأنه كتاب المصلوب له المجد.
- كل آية هى عيد صليب تحياه النفس التي تنتعش بكلمة الروح.كل سفر يأخذنا إلى مرحلة من مراحل آلام الفادى.فمن لا تأخذه الكلمة إلى المصلوب لا يدرك عمق ما فيها من خلاص.لهذا طوبي لمن فتح المصلوب عيون قلوبهم فأبصروا الجراحات و المسامير و الطعنة بين دفتى كلامه المحيي من موسي حتى الرؤيا.