د./ صفوت روبيل بسطا

17 مارس 2012
نحتفل هذه الأيام بمرور 11 سنة علي رحيل أبونا وراعينا وحبيبنا وحبيب الملايين، معلم الأجيال وذهبي الفم الثاني، العظيم في البطاركة قداسة البابا شنودة الثالث .. نيح وريح الرب نفسه الطاهرة في فردوس النعيم.

مهما وإن تحدثنا أو كتبنا عن البابا شنودة فلن نوافيه حقه أبدا .
البابا شنودة كان وماذال وسيظل في قلوبنا مهما وإن طالت الأيام لأنه كان أب وراعي نادر .
البابا شنودة كان لنا مثل ومثال وكان لنا ليس فقط معلم  وواعظ بل كان نفسه عظة لنا ، وكان إنجيل معاش يتحرك ويتكلم ويعظ ويعلمنا ويرشدنا من الأنجيل ومن تعاليم رب المجد ومن تعاليم الوحي الألهي في الكتاب المقدس فقط.

البابا شنودة كان يسير علي درب أباء كنيستنا العظماء وكان إيمانه إيمان مستقيم ولم يغير أبدا في الأمانة الأرثوذكسية التي سارت عليها كنيستنا القبطية الأرثوذكسية العظيمة والتي تسلمناها من جيل إلي جيل وسلمها لنا كما تسلمها ممن سبقوه وحتي نصل إلي أبائنا الرسل والذين تسلموها من السيد المسيح نفسه له كل المجد.

البابا شنودة تحدي كل الصعاب وتحدي كل السلطات الزمنية و كل محاربات عدو الخير حتي لا تهتز ثوابتنا وثقتنا في كنيستنا وطقوسها ، وأيضا  ليحافظ لنا علي الإيمان المسلم مرة من القديسين.

البابا شنودة لم يمت وإن غادر عالمنا الفاني بالجسد ولكن تعاليمه وعظاته وأقواله ومبادئه وأرائه وسيرته العطرة ماذالت وستظل نبراسا لنا وللأجيال القادمة أيضا ، لأننا نؤمن ( وإن مات يتكلم بعد) .

هذا للرد علي أحد الأباء الأساقفة  الذي ذكر مؤخرا  في إحدي عظاته قائلا أن... ( زمن البابا شنودة إنتهي وأن الكنسية لا تدار من القبر) !!؟  ويكمل : ( كل واحد وزمنه) !؟

بالحقيقة تصريح صادم جدا  ، لم يصدر من علماني أو من أب كاهن عادي بل  يصدر عن أب أسقف وراعي ويقع علي عاتقه تعليمنا وإرشادنا للإيمان الأبائي!؟

وهنا أسأل نيافته : هل نيافتك تعتبر تعاليم العظماء أثناسيوس وديوسقورس ويوحنا ذهبي الفم وأوغسطينوس ولا تعاليم أنطونيوس الكبير وتعاليم موسي الأسود(مع الإحتفاظ بالألقاب) وغيرهم الكثير جدا من أباءنا القديسين ، هل تعتبر نيافتك أنهم يديروا الكنيسة ويعلمونا من القبر !؟
هل نقول عن هؤلاء الأباء العظماء أنه قد إنتهي زمانهم !؟

إذا كان كذلك ، فكيف تصلي في القداس الألهي وتذكر هؤلاء القديسين العظماء بل وتستشهد بأقوالهم وتعاليمهم وهم في القبر !؟
وإذا كان كذلك أيضا فلا داعي لذكرهم والأستشهاد لأقوالهم في عظاتك أو في صلواتك !؟
بل رأي نيافتك هذا بعيد كل البعد عن فكر كنيستنا القبطية الأبائية من جيل إلي جيل وإلي المجيئ  الثاني للسيد المسيح له كل المجد .
زمن البابا شنودة لم ولن ينتهي نيافتك ليس فقط لأننا نحبه ، بل لأننا مازلنا ننهل من تعاليمه ومن عظاته ومن سيرته العطرة ومن مواقفه العظيمة  .

 حتي أسئلتنا التي تحيرنا في جيلنا هذا  لا نجد إجابة شافية عنها  غير من البابا شنودة ، بالرغم من السنين الكثيرة التي مرت علي هذه الأسئلة ولكن ماذلنا نجد الأجابة من فم البابا شنودة فقط من خلال كتب وفيديوهات (سنوات مع أسئلة الناس ) .
فمعذرة نيافتك  كلام نيافتك صدمني بالحقيقة .

نيافة الأنبا روفائيل كتب علي صفحته الخاصة علي الفيس هذه الأيام وقال :
 (من يمدح البابا شنودة يمدح الفضيلة وإستقامة الإيمان وحسن التدبير ، ومن يذمه يفضح نفسه ويكشف عن عدم معرفة أو إنحراف إيمان .)

البابا شنودة في عظته عن العظيم البابا كيرلس السادس في ذكري نياحته ( كانت الذكري العاشرة) ، في هذه العظة نجد الفرق بين أب وأب وبين فكر وفكر  ، وتظهر  الأصالة والأبائية والمحبة  في فكر البابا شنودة للبابا كيرلس والذي لم يقل أنه في القبر بل  في مقدمة العظة قال عنه :

 ....... (مرت عشر سنوات  منذ أن رحل عن عالمنا الفاني أبونا وسيدنا  وراعينا قداسة البابا كيرلس السادس ونحن اليوم نحتفل بذكراه وبالأعمال الطيبة التي عملها في الكنيسة وبكل ما خلفه من عمل صالح ... ويكمل ... وفاءا منا وحبا لهذا الأب الكبير الذي تربينا في كنفه زمنا ، وقد قال الكتاب أن نكرم أبائنا علي الأرض ونذكر مرشدينا الذين أرشدونا في طريق الله .)

هذا هو البابا شنودة الذي أحبناه من كل قلوبنا وهو مستحق لأنه علمنا كيف يكون الحب وكيف نحب ونكرم  أبائنا ومرشدينا وكما عودنا دائما أن تعليمه من  الكتاب المقدس.

في ذكراك يا أبونا العظيم البابا شنودة إذكرنا وأذكر الكنيسة وشعبك في كل مكان  ، ربنا ينيح ويريح نفسك الطاهرة في فردوس النعيم.
والذي أعانك قادر أن يعيننا نحن أيضا
أذكرنا أمام عرش النعمة.