( 1872- 1951 )
Karl Maria Kaufmann


إعداد /ماجد كامل
يمثل العالم الالماني كارل ماريا كاوفمان Karl Maria Kaufmann (1872- 1951 )   قيمة كبري في تاريخ الدراسات القبطية عموما  والاكتشافات الأثرية خصوصا ؛فهو العالم الذي أكتشف المنطقة  المعروفة عالميا في كتب التاريخ والآثار بمنطقة بو مينا ؛ وكانت أحدي  المزارات العالمية الكبري التي لجأ إليها الزوار للتبرك والأستشفاء ؛ وعرفت في كتب  التاريخ بالمدينة الرخامية . أما عن كارل ماريا كوفمان نفسه . فلقد ولد في2 مارس 1872 بمدينة فرانكفورت ؛ ولقد تدرج في مراحل التعليم المختلفة ؛حتي ألتحق بجامعة فرايبورج Fribourg ثم سافر إلي روما وتخصص في دراسة الآثار archaeology  ؛وكان ذلك خلال عام 1899 . ثم رسم قسيسا ؛وخلال الفترة من ( 1905 – 1908 ) كان عضوا في البعثة فرانكفورت ؛حيث سافر إلي مصر لدراسة الصحراء الغربية ؛حيث أكتشف أقدم كنيسة ومنطقة بو مينا ( لنا عودة تفصيليلة لهذه الكنيسة والمنطقة وأهمية الاكتشاف بعد الانتهاء من سرد قصة حياته وكتاباته ) .

وخلال فترة أقامته بمصر؛اكتشف أيضا بواحة الفيوم تماثيل مصرية يعود تاريخها إلي العصر اليوناني – الروماني والقبطي بالإضافة إلي العديد من الأوستراكا المسجل عليها كتابات باليونانية والقبطية والعربية ؛ ولقد عمل أستاذا لعلم الآثار المسيحية بالعديد من الجامعات الألمانية . ولقد أستمر كاوفمان في العمل والتدريس والكتابة حتي توفي في 6 فبراير 1951 عن عمر يناهز 79  عاما قضاها كلها في خدمة العلم والتراث الحضاري .

ولقد أثري كاوفمان المكتبة الأثرية بالعديد والعديد من الكتب ؛  قدرها الدكتور مينا عبد الملك في المقالة التي كتبها عن العالم الكبير في مجلة راكوتي (عدد شهر مايو 2005 ؛السنة الثانية ؛ العدد الثاني ) بحوالي 28 كتابا تقريبا ؛مقسمة خلال الفترة من (1897- 1928 )

ملحوظة هامة :-
أعتذر عن عدم قدرتي علي كتابة وترجمة قائمة الكتب حيث أنها مكتوبة باللغة الألمانية ؛ومن يريد الاطلاع  علي قائمة الأعمال الكاملة ؛ يمكنه الرجوع إلي المقالة المذكورة الصفحات من (26-28  ) .

وتبقي لنا وقفة مفصلة مع أكتشاف قبر ومنطقة بو مينا . حيث يذكر الكتاب الصادر عن دير الشهيد العظيم مارمينا العجايبي أنه في عام 1905جاء إلي مصر العالم كاوفمان برفقة العالم إيوالد فولز ؛ وتوجها إلي الصحراء الغربية للبحث عن مدينة القديس . ولقد أعتمدا في بحثهما علي الطريق الذي سلكه البابا بنيامين البطريرك رقم 38 (623- 662  ) الوارد ذكره في كتاب تاريخ البطاركة ؛وأيضا وصف الرحالة البكري الذي زار المنطقة من قبل ؛ ولقد وصل العالمان إلي منطقة مليئة بالأنقاض وعرفهما البدوي المصاحب لهما بأن هذه المنطقة تسمي "بو منا " أو "كرم أبو مينا "  وهناك قدم طفل بدوي للعالم كاوفمان قارورة صغيرة عليها رسم للقديس مينا والجمال مع كتابات يونانية وكان ذلك يوم 7 يولية 1905 م . ويذكر العالم الالماني كاوفمان في مذكراته فيقول } بدأت أحداثها 7 يوليو 1905؛فبعد مسيرة 30 يوم علي ظهر الإبل في دروب الصحراء الليبية وصلت البعثة الإستكشافية إلي مجمع آثار بومنا Bumna (أي أبو مينا ) ؛ وأقاموا مدة يومين في خيام ...

 في اليوم التالي درنا حول المكان فرأينا بحرا من الأنقاض ؛ ويكاد لا يوجد حجر فوق آخر وكانت تلال الأنقاض المتراكمة تتميز بلونها الرمادي عن الصحراء المحيطة ذات اللون الأصفر . وعندما وقفنا فوق أعلي تل من تلال الأنقاض رأينا أكواما متشابكة من قطع الحجارة تعبر عن ان دمار المكان يكاد يكون كاملا ؛ وأن إعادة اكتشافه عمل يحتاج إلي جرأة شديدة . ويعتقد البدو المرافقون أن هذه الأكوام هي بقايا قصر أحد الخلفاء ..... إن إكتشاف موقع المدينة المقدسة كان في شهر يوليو ؛ وفي شتاء نفس العام بدأت أعمال الحفريات ؛ وسط دهشة قبيلة أولاد علي وكل قبائل مريوط { . (لمزيد من التفصيل راجع : القديس العظيم مارمينا العجائبي ؛دير الشهيد العظيم مارمينا بمريوط ؛1968 ؛ الصفحات 212 ؛213 ) .

ويذكر العالم كاوفمان في مذكراته أيضا "عند بدء التنقيب المنظم في أواخر نوفمبر 1905 . روي أحد العربان ويدعي شوخان والذي كانت قبيلته تضرب خيامها كل شتاء ؛ أنه قبل حضورنا ببضع سنوات شاهد في إحدي الأمسيات رجل أبيض ذا لحية يخرج من بين الآثار  فظل جامدا في مكانه هو وأبناؤه مشدوهين حتي أختفي الرجل . وقد أصبح هذا البدوي وأبناؤه فيما بعد ضن عمالنا ....... وفي بداية يناير 1906 اكتشف أحد العمال بمحض الصدفة الدرجة العليا لأحدي السلالام يحوطها عمودان علي الجانبيين . وفي نفس الوقت أبلغ عامل آخر بوجود بئر ... وعندما دخلت البعثة الأثرية داخل دهليز طويل ؛وجدوا علي  جدرانه أدعية موجهة إلي القديس مينا مكتوبة بالقبطية والعربية بحروف كبيرة ؛ واستمرينا في المسير حتي بلغنا مغارة كبيرة ثم سلم مكون من 30 درجة يؤدي إلي الكنيسة العلوية ؛ولقد وصف أنه القبر الرخامي الأكبر. ولقد  أقيمت كنيسة القبر في النصف الأخير من القرن الرابع " ( لمزيد من التفصيل راجع :- مدينة مينا ومقادس المصريين المسيحين القدامي في الصحراء الغربية للإسكندرية ؛مذكرات كارل ماري كوفمان ؛ ترجمة د . يوسف زكي بطرس ؛ الكتاب التذكاري بمناسبة مرور سبعة عشر قرنا علي استشهاد المصريمارمينا العجايبي  ؛ جمعية مارمينا للدراسات القبطية بالإسكندرية ؛نوفمبر 2009 ؛ الصفحات من 97 – 84 ) .

والجدير بالذكر أنه العالم كارل ماريا كوفمان قد حمل معه 100 صندوقا من الحجم الكبير مملوءا تيجان أعمدة رخامية مازالت محفوظة حتي الآن في متحف بمدينة فرانكفورت بألمانيا .

أما الكنيسة الرئيسية التي كشف عنها كاوفمان ؛فتقع في خارج نطاق القبر بنحو 750 متر ؛ولقد وصفها كاوفمان بقوله " أنه مبني صغير جدا للاهتمام ؛ وهو عبارة عن بازيليكا (أي كنيسة ) ذات ثلاث صحون طولها 50 متر ..... وبها قطع من الفسيفساء الرخامي لها أشكال هندسية ؛والأبواب والحوائط تحمل زخارف عريضة من الجبس وبجانبها تطعيمات رخامية ضخمة . ( نفس المرجع السابق صفحة 254 ) .

ويذكر الدكتو عادل فخري صادق وكيل معهد الدراسات القبطية في دراسة له نشرت في الكتاب التذكاري بعنوان " الشهيد المصري مينا العجايبي " الذي صدر عن جمعية مارمينا العجايبي للدراسات القبطية بالإسكندرية ؛أن العالم كاوفمان قد عثر علي بقايا قوارير ماء تحمل صورة مارمينا ؛كما عثر علي محلات بيع هذه المنتجات ..... ولقد مثلت قوارير الماء أهمية خاصة للحجاج ؛فقد كان هذا الماء المقدس يهب الشفاء ؛ وبحمله الزائرون إلي أرجاء الأرض ؛أما عبارات البركة المكتوبة علي هذه القوارير فكانت أشهرها عبارة "القديس ؛ومكتوب عليها هذه العبارة باللغة اليونانية "خذ من الماء المقدس للقديس مينا ... وسوف تغادرك كل الأوجاع " . ويضيف الدكتور عادل فخري في نفس الدراسة انه نظرا لضخامة هذه القوارير ؛فلقد قسمت إلي 81 مجموعة متنوعة الحجم ؛منها 18 مجموعة ذات حجم كبير و63 مجموعة أصغر حجما ؛النوع الأكبرمن القوارير يتراوح إرتفاعه ما بين 14 – 16 سم وقطره 10- 16 سم ؛وهناك أنواع أكثر قدما ...... وتعددت أشكال القديس واقفا في وضع الصلاة وعلي جانبيه جملان ؛ وومكتوب عليها عبارة "بركة من القديس مينا " وبعض هذه القوارير موجودة حاليا في المتحف البريطاني ؛ وفي إيطاليا واليونان وجزر الارخبيل وشمال أفريقيا ( راجع الدراسة بالكامل في الكتاب السابق الإشارة إليه ؛ الصفحات من 94- 97 ) .

والجدير بالذكر أن كاتب هذه السطور قد قام بكتابة مقالة كاملة عن تاريخ منطقة بو مينا والبعثات الأثرية التي قامت بالكشف عنها بعد كاوفمان يمكن الإطلاع  عليها علي صفحة موقع الأقباط متحدون بتاريخ يوم الجمعة 21 يونيو 2019 .

ويبقي في النهاية حلم وأمل هو تنبي هيئاتنا القبطية البحثية حملة لتعريف شبابنا بعلماء القبطيات في جميع المجالات
 سواء أجانب أو مصريين  والتعريف بأعمالهم وإنجازاتهم والعمل علي صدرورها في كتيبات صغيرة .

بعض مراجع ومصادر المقالة :-
1 – peter Grossman;- Kaufman ,Carl Maria , Coptic encyclopedia , Claremont Coptic Encyclopedia  
2- القديس العظيم مارمينا العجائبي أشهر شهيد مصري ؛ دير الشهيد العظيم مارمينا العجائبي بمريوط ؛1996.
3- الدكتور مينا بديع عبد الملك: - كارل ماريا كوفمان ؛مجلة راكوتي ؛ 2005 ؛السنة الثانية ؛العدد الثاني؛الصفحات من (26- 28) .
4- الدكتورعادل فخري صادق :- قوارير القديس مينا العجاييبي ؛ الكتاب التذكاري بمناسبة مرور سبعة عشر قرنا علي استشهاد الشهيد المصري مينا العجايبي ؛جمعية مارمينا العجايبي للدراسات القبطية بالإسكندرية ؛الطبعة الأولي 2009 ؛ الصفحات من (93- 99 ) .
5- Carl Maria Kaufmann – Wikipedia
6- Carl Maria Kaufmann- Wikidata
7- Carl Maria Kaufmann ; German archaeologist (1872- 1951)
8- Carl Maria Kaufmann –Wiki source ,the free online library  
9- Karl Maria Kaufmann Biography  
10- Kaufmann ,Carl Maria ;Clermont Coptic Encyclopedia  
11- مريم عدلي :- تذكار تكريس كنيسة القديس مينا الأثرية بالمدينة الرخامية بكينج مريوط ؛جريدة وطني بتاريخ 22 يونيو 2018 .
12- مينا العجائبي الشهيد – إرسالية مار نرساي الكلدانية الكاثوليكية .