ياسر أيوب
ليس هناك مَن لا يخطئ.. لكن هناك مَن لا يعترف بأخطائه، وحتى إن عرف واعترف فلن يعتذر.. وهناك فى المقابل مَن لا يرى الاعتذار ضعفًا ولا يخجل أو يتردد فى الاعتذار لصغير أو كبير مادام أخطأ.

وطيلة أيام كثيرة ماضية.. كثرت الاعتذارات الكروية من لاعبين ومدربين واتحادات، أهمها وأحدثها كان اعتذار البوليس الإنجليزى، أمس الأول، لأهالى ضحايا مأساة استاد هيلزبروه، التى راح ضحيتها 97 من مشجعى نادى ليفربول.

ففى 15 إبريل 1989.. أُقيمت مباراة نصف نهائى كأس الاتحاد الإنجليزى بين ليفربول ونوتينجهام فورست.. ولم يكن استاد هيلزبروه فى مدينة شيفلد يسع أكثر من 35 ألف متفرج، ولم يكن كافيًا لاستيعاب الأعداد الهائلة التى جاءت لتشجيع ليفربول.

وبعد 3 دقائق فقط من بداية المباراة بدأ التدافع واكتملت المأساة التى أصبحت ولا تزال أسوأ كارثة كروية إنجليزية.. وفوجئت إنجلترا وأوروبا كلها برسالة اعتذار، أمس الأول، موقعة من اثنين من كبار قادة البوليس الإنجليزى.

أندى مارش ومارتين هويت.. وفى هذه الرسالة أكد الاثنان أن أخطاء رجال البوليس وإهمالهم وعدم التزامهم بواجباتهم كانت السبب الأول والأساسى فى وقوع المأساة.. وكان اعتذارًا تم تقديمه بعد 34 سنة ليصبح أكثر اعتذار كروى طال انتظاره سنوات طويلة، ويدخل قائمة الاعتذارات التى طال انتظارها.

فقد اعتذر البابا جون بول الثانى فى 2010 بالنيابة عن الفاتيكان للعالِم جاليليو، الذى تمت محاكمته كافرًا فى 1633 حين قال إن الأرض تدور حول الشمس، وبقى مسجونًا فى بيته حتى وفاته.

وعلى الرغم من أنها لم ترتكب جرائم ومآسى فى إفريقيا مثل إنجلترا وفرنسا، فإن بلجيكا اعتذرت فى 2019 عما قامت به فى إفريقيا أثناء احتلالها بوروندى والكونجو ورواندا.. وكثيرة جدًّا هى الاعتذارات المماثلة التى تأخرت لكنها جاءت فى النهاية.

وقبل اعتذار البوليس الإنجليزى، أمس الأول، بيومين فقط.. كان النجم ميسى يعتذر عن سوء سلوكه مع مدرب ولاعبى هولندا أثناء وبعد مباراتها أمام الأرجنتين فى ربع نهائى مونديال 2022.. ولم يكن ميسى مضطرًا لهذا الاعتذار، ولم يطالبه أحد بذلك، لكنه شعر بأنه لم يكن مهذبًا، فقرر تقديم اعتذاره.

وعلى العكس تمامًا، كان اعتذار نويل لوجريت، رئيس الاتحاد الفرنسى لكرة القدم، بعد عبارات مسيئة ومهينة للنساء وأيضًا للنجم الفرنسى زيدان. وكان نويل بهذا الاعتذار يريد الاحتفاظ بمنصبه وإيقاف التحقيقات القضائية معه بعد شكاوى نسائية واتهامه بالتحرش النفسى والجنسى.

ولم ينجح نويل باعتذاره فى المحافظة على منصبه وأصبح نائبه فيليب ديالو يدير الاتحاد مؤقتًا.. وشهدت الأيام الماضية أيضًا اعتذارًا استثنائيًّا قدمه اتحاد الكرة الإسبانى لنادى ريال مدريد بعد التأكد أن قرار حكام الملعب والفار لم يكن صحيحًا فى إلغاء هدف لبنزيما، الذى ثبت أنه لم يكن متسللًا.

واعتذرت أيضًا رابطة الدورى الإنجليزى لمانشستر يونايتد بعد اضطرارها إلى تعديل مواعيد مبارياته فى الدورى.. واعتذر يورجن كلوب لجماهير ليفربول بعد سوء النتائج.
نقلا عن المصري اليوم